خبر الحروب التي تنتظر رئيس الاركان الجديد- معاريف

الساعة 10:20 ص|16 فبراير 2015

فلسطين اليوم

أيضا داخل البيت

بقلم: ألون بن دافيد

سيودع الجيش الاسرائيلي اليوم بحزن حقيقي رئيس الاركان العشرين بني غانتس الذي كان واحدا من رؤساء الاركان المحبوبين على جنوده بسبب شخصيته الأصيلة واللطف الذي كان دائما يبثه على محيطه. السنوات الاربعة من ولايته كانت خالية من المناكفات والاحتكاكات، سواء داخل الجيش أو مع المستوى السياسي المسؤول عنه.

          لقد عرف غانتس أن مهمة الجيش الاهم هي منع الحرب. فقد أصر على تنفيذ عشرات العمليات السرية التي كان هدفها ابعاد الحرب القادمة، وفي نهاية المطاف عندما وجد نفسه قائدا لجيش الدفاع الاسرائيلي في أطول حرب لاسرائيل منذ حرب الاستقلال، حافظ على الاسلوب القيادي الهاديء وأظهر الحكمة والهدوء، خلافا للجو الهجومي السائد في هذه الايام. لست على يقين أنه في هذه الايام تستطيع اسرائيل أن تسمح لنفسهابأن يكون لديها رئيسا للاركان ليس مقاتلا. الهدوء والاعتدال لن يكفيا خليفة غانتس، غادي آيزنكوت، للنجاح في منصب رئيس الاركان الواحد والعشرين، ليس فقط في مواجهة الأعداء المنتشرون حولنا – على رئيس الاركان الجديد أن يدير الكثير من المعارك داخل البيت.

          غادي آيزنكوت سيضطر الى أن يحارب من اجل ميزانيته، وفي هذا الجو الذي يتم فيه السعي على كسب رضا الجمهور، والذي ليس فيه تقريبا سياسي لا يدعو الى تقليص ميزانية الامن، سيكون من الصعب عليه ادارة هذا الصراع باعتدال. كنائب لرئيس الاركان فقد رأى كيف كان من الصعب على الجيش الاسرائيلي المحافظة على الرجال الجيدين داخل الخدمة. اذا أراد الحفاظ على النوعية البشرية للجيش – سيضطر بروح هذه الايام الى أن يتوقف عن الاعتذار وأن يطالب بأن يكون الجيش الاسرائيلي قادرا على تقديم التعويض المناسب لمن يخدم في صفوفه، وإلا فسيحدث للجيش ما حدث للشرطة.

          سيكون من الواجب عليه أن يقاتل ايضا على صورة الذين يخدمون في الجيش. إن دولة تسخر ممن يختارون خدمتها ويقاتلون من اجلها – نهايتها أن أحدا لن يوافق على تولي أي وظيفة. آيزنكوت يتسلم جيشا نظاميا يخجل العديد ممن يخدمون فيه من أن يتجولوا بملابسهم العسكرية. عليه أن يعمل لرد اعتبارهم وأن يبني من جديد صورتهم في أعين الجمهور. إن رئيسا للاركان يمتنع عن الحوار المباشر مع المجتمع الاسرائيلي – الذي هو صاحب الاسهم – سيجد نفسه مستغلا من قبل سياسيين لمصالحهم.

          أمام وسائل الاعلام الهجومية التي تسارع الى اعتبار كل خطأ كـ « فشل »، سيكون مطلوبا من آيزنكوت اظهار الشجاعة والدفاع ايضا عن ضباط يخطئون وذلك عندما يتم الحديث عن أخطاء تم ارتكابها بحسن نية. على الجيش التمسك بالقيم والاخلاق بدون شوائب في صفوفه، والتمسك بالانضباط. لكن يجب التوقف عن التضحية بضباط متميزين خالفوا التعليمات من اجل ارضاء وسائل الاعلام.

          لكن التحدي الاكبر له سيكون أمام المسؤولين عنه. في منتصف فترة ولايته حظي غانتس بالخدمة تحت قيادة وزير دفاع موضوعي وحكيم الذي معه استطاع صد الاقوال المعربدة في المجلس الوزاري. لست متأكدا من أن آيزنكوت سيحظى بوزير للدفاع كهذا، لذلك فان قدرته على مواجهة المسؤولين عنه سيكون لها تداعيات استراتيجية. في هذا المجال يوجد لآيزنكوت سجلا مؤثرا. فمنذ كان قائدا لسرية وحتى في وظائف قيادة المناطق أثبت مرة تلو الاخرى أنه لا يخاف من هم في السلطة ويعرف كيف يتمسك برأيه.

          آيزنكوت رصين كسلفه وحكيم ليس أقل منه لكنه متشدد أكثر. هذا التشدد والشجاعة على المواجهة من شأنها أن تكون ما سيفصل بينه وبين الكارثة. متخذو القرارات الذين سيحاولون استخدام الجيش بطريقة غير سليمة، سيجدون أمامهم رئيسا للاركان يستطيع أن يقف على قدميه ولن يكون من السهل تحريكه عن مواقفه. سيكون هو الاخير الذي سيوافق على استخدام القوة والمخاطرة بالجنود بدون حاجة. تستطيع الأمهات اليهوديات مواصلة النوم بهدوء وهي تعرف أنها سلمت مصير أبنائها في أيدي قائد يستحق ذلك.