خبر كيف ستبدو الأرض بعد 5,000 سنة

الساعة 06:49 م|15 فبراير 2015

فلسطين اليوم

لقد تطورت التكنولوجيا الإنسانية بشكل كبير خلال السنوات الـ5,000 الماضية، وقد تحملت الأرض الكثير من الأذى  للوصول إلى التطور الذي نحن عليه الآن، فقد قام الإنسان بتغيير وجه الأرض ومناخها وتنوعها البيولوجي، حيث أنه بنى ناطحات السحاب ليعيش فيها وأقام المقابر الضخمة للموتى، ولعل أهم من ذلك كله هو تسخيره للطاقة على كوكب الأرض، ولكنه مع ذلك ما يزال متعطشاً للمزيد منها، وعلى الأغلب أن هذه الشهية النهمة للطاقة ستستمر في رسم مسار الحضارة الإنسانية خلال السنوات الـ 5,000 المقبلة، وعن طريق هذا الاستنتاج يمكن أيضاً أن نحدد الكيفية التي ستبدو عليها الأرض في عام 7014 م.

في عام 1964، قدم عالم الفيزياء الفلكية الروسي (نيكولاي كارداشيف) نظرية تفيد بأن التقدم التقني للحضارة يرتبط بشكل مباشر مع كمية الطاقة التي يمكن لمواطنيها أن يتحكموا بها، وبناءً على هذه النظرية، قام (كارداشيف) بتقديم ثلاثة تصنيفات للحضارات المتقدمة في الكون:

حضارات من النوع الأول: وهي التي تسيطر على كامل طاقة الكوكب، وهذا يعني أن هذه الحضارة يمكنها تسخير كامل الطاقة التي توجد على الكوكب لصالحها.

حضارات من النوع الثاني: التي يمكنها استدعاء الطاقة من نظام المجرة، ولكنها غير قادرة على التحكم بهذه الطاقة بشكل كامل.

حضارات من النوع الثالث: التي يمكنها التحكم بالطاقة على كامل نطاق المجرة.

باستخدام هذا المقياس الذي وضعه (كارداشيف)، قام علماء الكون بالتنبؤ بالتقدم التقني للمستقبل والحضارات الغريبة، وحتى الآن، فإن الإنسان الحديث لم يصل لأياً من التصنيفات التي ذكرها المقياس السابق، حيث يمكن اعتبارنا حالياً على أننا حضارة من النوع صفر، ولكننا سوف نصل في نهاية المطاف لنصبح حضارة من نوع واحد، فحتى (كارداشيف) نفسه توقع بأن هذا التحول يمكن أن يحدث. ولكنه لم يحدد متى.

يتوقع عالم الفيزياء النظرية والمستقبلي (ميتشيو كاكو)، أن هذا التطور يمكن أن يحدث بغضون قرن من الآن، بينما يرفع عالم الفيزياء (فريمان دايسون) هذا التقدير إلى ليصبح حوالي 200 سنة، أما (كارداشيف) فكان قد توقع في أيامه أن يستغرق الأمر حوالي 3,200 سنة لتصل البشرية إلى النوع الثاني من الحضارة.

إذا استطاعت الإنسانية أن تصل إلى النوع الأول من الحضارة قبل 7014 م، فإن الإنسان سيكون قادراً على السيطرة على الطاقة الجوية والطاقة الحرارية الأرضية، وبالرغم من أن كلاً من الحرب ومخاوف التدمير الذاتي قد تبقى لتشكل تهديداً على بقاء البشرية، إلّا أن المخاوف البيئية ستصبح شيئاً من الماضي، أما إذا استطاعت البشرية الوصول إلى النوع الثاني من الحضارة بحلول 7014 م، فعندها سيقوم إنسان القرن الـ 71 بالسيطرة على المزيد من الطاقة التكنولوجية، وفي هذا السياق اقترح (دايسون) أن مثل هذه الحضارة ستكون قادرة على احتواء النجوم ضمن مجموعة من الأقمار الصناعية للحصول على الطاقة منها، كما وتشمل المرحلة الثانية العديد من الأشياء الأخرى، مثل السفر بين النجوم والقدرة على التحرك ما بين الكواكب كلها، بالإضافة إلى جميع الاكتشافات الحديثة التي ستحدث في علم الوراثة والكمبيوتر.

أما على الصعيد الإنساني، فمن المرجح أن تختلف البشرية في المستقبل كثيراً عما نحن عليه حالياً، وذلك من الناحية الثقافية أو من الناحية العصبية، حيث يمكن أن يصل الإنسان ليصبح إنساناً متطوراً لمرحلة ما بعد البشري (post-humans) أو يمكن أن يصل لمرحلة البشري المتحول (trans-humans).

ولكن بغض النظر عما قد يحدث من تغيّرات على الناحية الإنسانية، فإن هناك العديد من الأشياء الأخرى التي يمكن أن تحدث خلال الـ 5,000 سنة القادمة والتي من شأنها أن تغيّر من سير البشرية نحو مراحل التطور الحضارية، فقد يقوم البشر بتدمير أنفسهم بالحرب أو قد يقوموا عن غير قصد بتخريب هذا الكوكب بتكنولوجيا النانو، أو قد يفشلوا في التخفيف من التهديد الذي قد يشكله اصطدام أحد الكويكبات أو المذنبات بنا مما سيؤدي إلى انتهاء البشرية أو تراجعها عشرات آلاف السنين إلى الوراء، بل ومن الممكن أن يكتشف الإنسان حضارة غريبة من النوع الثاني قبل وقت طويل من وصوله إلى هذا المستوى.