خبر وماذا إذن ان قال ما قاله...- يديعوت

الساعة 11:13 ص|15 فبراير 2015

فلسطين اليوم

وماذا إذن ان قال ما قاله...- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: السياسيون يضطرون احيانا لمواجهة ظروف جديدة فجائية سيضطرون الى اصدار مواقف متسرعة واطلاق التفاهات احيانا - المصدر).

سنبدأ على الفور بحكاية حديثة جدا: ايفيت ليبرمان من حركة اسرائيل بيتنا رمى ليس فقط لتقليص تمثيل الوسط العربي في الكنيست. حزبه ابتدع حينئذ  فكرة رفع نسبة الحسم في الانتخابات بذريعة الحاجة لرفع جودة الحكم الى مستوى أعلى. النتيجة الان هي ان رفع نسبة الحسم قد وحدت كل الكتل العربية في قائمة واحدة. هم اغلقوا اعينهم وتغلبوا على خصوماتهم واعراض النفور القائمة بينهم.

الامر الصحيح وفق معطيات اليوم واؤكد على كلمة اليوم ان القائمة العربية المشتركة قد تجر الناخبين العرب الى صناديق الاقتراع. وفقا للاستطلاعات المتوقعة قد يحصلون على 11 – 15  مقعدا الامر الذي سيعتبر كتلة مانعة لحكومة اليمين.

سخرية القدر ان الاستطلاعات تشير الى أن كتلة ليبرمان على شفا نسبة الحسم المحددة. آري درعي او يعقوب ليتسمان سيرتبطان ان اتيح لهما المجال في هذه الحالة لاقتباسهما مقولة من حفر حفرة لاخيرة وقع فيها الواردة في الكتب المقدسة. باختصار: من الصحيح القول وفقا لمعطيات اليوم ان ايفيت ورفاقه قد « أكلوها ». هذا في الوقت الحالي.

ما الذي نريد قوله هنا؟ ان وظيفة السياسيين تقريبا هي التكلم فقط. في الحملة الانتخابية يطالبون بالتحدث الى الجمهور من 5 – 8 مرات في اليوم احيانا وربما أكثر. هذه حرفتهم. وها هي الحقيقة نوردها اليكم: سياسيون هامون (ومفكرون) في كل المستويات من رئيس الوزراء وما دونه لا يستطيعون جلب امور جديدة في اقوالهم وهم يميلون لهذا السبب لاجترار ما قالوه وتكرار الوعود التي اطلقوها. هم لا يستطيعون ايضا باي شكل من الاشكال التنبؤ بالمستقبل بدقة وفي حالات غير قليلة يضطرون لمواجهة ظروف جديدة تنشأ فجأة لتخلق واقعا آخر.  في بعض الاحيان يجدون امامهم فقط بضع دقائق للتفكير ولتخطيط وجه المستقبل. وفي هذه الحالة يضطرون لقول ما يعتبرونه صحيحا في تلك اللحظة الراهنة. وفي بعض الاحيان يتفوهون بالتفاهات والكلام الفارغ.

ولماذا أتطرق انا لهذه القضية الان تحديدا؟ لان الكثيرين من  جمهور الناخبين بما في ذلك أنا يميل لعدم النسيان وتذكير السياسيين والعسكريين تحديدا بما قالوه لنا ذات مرة. الا ان الواقع الديناميكي الذي نعيشه قد دحضه. لدينا ميل بالنبش في مقولات قد صدرت في ظروف اخرى وازمنة اخرى وتذكير من نسوا بهذه المقولات وبان ما قالوه لم يصمد أمام محك الواقع المتقلب. وبالمناسبة هناك رجال اعلام قد اعدوا ارشيفات للتسجيلات وقصاصات الصحف من اجل التذكر وعلى الاخص من اجل التذكير.

نقول صراحة أننا لا نتحدث هنا عن القادة الذين يخدعون شعبهم عن قصد ولا بالافكار الوطنية من الدرجة الاولى. هؤلاء بطبيعة الحال يختفون من الخارطة السياسية او يصعدون للسمو الى أن يتبين ان افكارهم الوطنية غير قابلة للتطبيق في واقعنا. التاريخ الاسرائيلي مفروش بجثثهم الكثيرة.

التاريخ اليهودي والاسرائيلي حافل بالمناسبة بعدد قليل من مقولات القادة – من هرتسل مرورا بجابوتنسكي وانتهاء ببن غوريون – الذين لا يستطيعون حتى ابداء الاسف على ما قالوه. ورغم ذلك نحن نعتبرهم قادة الامة. لماذا؟ القائد يقاس فيما يقاس به ليس فقط بتركيز الاخطاء التي ارتكبها خلال مسيرته السياسية والمعادلة هي ان مكانته القيادية تزداد كلما قلت اخطاءه. هو يحظى بالشعبية ويفوز في صناديق الاقتراع ان تنبأ بالمستقبل بصورة صحيحة. وسيكون رابحا ان ادرك الواقع الجديد وقاد شعبه في المسار الصحيح.

ولكن القائد الحقيقي يقاس ايضا وفقا لمجموعة القرارات وبالاساس الافعال التي يقوم بها خيرا او شرا لا سمح الله، وهو لا يقاس وفقا للمقولات التي ينثرها من دون أن ترمش له عين هنا وهناك، كما اعتادت المرحومة امي ان تقول « وماذا إذن ان قال ما قاله... ».