خبر غانتس في نهاية ولايته: فشل الرؤيا وإضعاف سلاح البرية

الساعة 04:46 م|13 فبراير 2015

فلسطين اليوم

ينهي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، ولايته يوم الاثنين المقبل، وسيحل مكانه الجنرال غادي آيزنكوت. وتنتهي ولاية غانتس التي خيمت عليها إخفاقات الجيش الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة في الصيف الماضي، رغم عدد الشهداء الفلسطينيين الرهيب والدمار الهائل الذي خلفه عدوان دولة الاحتلال.

ورغم أن غانتس يعتبر رئيس أركان مريح، بالمعايير الإسرائيلية، إلا أنه سجل عدة إخفاقات، خاصة فيما يتعلق بفشل الرؤيا العسكرية وعدم نجاحه في وضع خطة للجيش للسنوات المقبلة، وإضعاف سلاح البرية.

وكتب المراسل العسكري لصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، يوسي يهوشواع، اليوم الجمعة، أنه 'من الجانب العسكري الحرفي ليس مؤكدا أن غانتس سيحظى بعلامة تفوق. فقد مر الشرق الأوسط، في السنوات الأخيرة، بهزة، وباتت الحدود غير مستقرة، وسيف التقليصات ما زال يخيم فوق الميزانية التي قدمها جهاز الأمن. وإن لم يكن ذلك بذنبه وحده، فإنه خلال ولايته لم ينجح رئيس هيئة الأركان العامة في المصادقة على أية خطة عمل متعددة السنوات لكي تجهز الجيش لمواجهة التحديات المتوقعة'، ما يعني أنه فشل في وضع رؤيا للجيش.

وأضاف يهوشواع أنه إلى جانب ذلك 'بذل غانتس جهودا كثيرة في تعزيز قوة ذراعي الجو والاستخبارات. وفي المقابل فإن جيش البرية، وفقا لمنتقدي غانتس، بات متحجرا وفقده روحه الهجومية. وحتى أن ضابطا كبيرا وصفه بـ’المعاق’'.

والادعاء المركزي ضد غانتس، في هذا السياق، هو أنه 'لم يحافظ على التوازن في توزيع الموارد، ويكفي إلقاء نظرة إلى تقرير مراقب الدولة حول مستوى الجهوزية المتدني لقوات الاحتياط والتدقيق في وقف مشروع تحسين ناقلات الجند المدرعة'.

ولفت يهوشواع إلى أن 'جيش البرية لم يتمكن من ملاءمة نفسه للتغيرات الإقليمية، ودليل على ذلك القفزة الهائلة التي نفذتها حماس في مجال قتال الأنصار في باطن الأرض من مفهوم دفاعي إلى هجومي منذ عملية ’الرصاص المصبوب’ العسكرية قبل ست سنوات وحتى عملية ’الجرف الصامد’ العسكرية في الصيف الأخير'.

لكن الإخفاق لم يتوقف عند هذا الحد، بحسب يهوشواع، وإنما 'بدلا من فهم المشاكل، شهدنا في الشهور الأخيرة في الجيش الإسرائيلي ما يشبه ’مهرجان الجرف الصامد’، وكأن هذه كانت إحدى العمليات العسكرية الناجحة وليست حربا استمرت 50 يوما، أكثر بأضعاف مما خُطط له، وجلس خلالها مواطنو دولة إسرائيل في الملاجئ والجيش الإسرائيلي لم ينجح في الانتصار على العدو'.

وأضاف يهوشواع أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وحكومته الأمنية المصغرة يتحملون قسطا من المسؤولية عن فشل إسرائيل في عدوانها الأخير على غزة، لكن الجيش يتحمل مسؤولية أكبر: 'كأننا لم ندخل إلى العملية بمدرعات غير محصنة، كأن وحدة إيغوز لم تحارب من دون دروع واقية لأنها لم تتوفر لديها، كأنه لم يقتل جنود في مواقع تجمعهم وكأن وحدات الجيش الإسرائيلي جاءت مستعدة لمعالجة أمر الأنفاق'.

ودعا يهوشواع الجيش الإسرائيلي إلى أن 'يروي القصة الحقيقية حول ما حدث، تماما مثلما حدث بعد حرب لبنان الثانية في العام 2006، وأن يطأطئ الجيش الإسرائيلي رأسه ويركز على تصحيح الخلل'.

ورأى يهوشواع أن مهمة آيزنكوت، لدى بدء ولايته، كبيرة في إعداد الجيش للحروب المقبلة. 'ليس معقولا ألا تكون لدى الجيش قوة قادرة على تنفيذ اجتياح كبير وحاسم، وعلى الأقل في جبهة واحدة، في المحيط الجيو إستراتيجي الجديد. ويجب بناء هذه القوة بحيث تكون فعالة، مدربة، مزودة بعتاد ومعدات، محوسبة، محصنة وفتاكة، وخصوصا أمام التحدي الذي تضعه لبنان وسوريا'.