خبر اكتشاف حفريات لأقدم الثديات في العالم

الساعة 03:06 م|13 فبراير 2015

فلسطين اليوم

نجح فريق من العلماء في اكتشف كائنين في حجم السناجب يُعتقد أنهما أقدم ثدييات معروفة على الإطلاق.

وتشير دراسة حول هذه المخلوقات الصغيرة إلى قدرتها المذهلة على التأقلم مع محيطها الطبيعي في زمن هيمنة الديناصورات على الأرض وربما لم يكن أنسب وقت كي تعيش فيه هذه المخلوقات الصغيرة المكسوة بالفراء، إذ كيف يتسنى لها العيش وسط كل هذه الديناصورات التي تتلمظ جوعا والزواحف الطائرة التي تحوم في الجو.

لكن هذه الثدييات المبكرة أفلحت في أن تترك بصماتها إبان العصر الجوراسي. فقد وصف العلماء في بحث نُشر في دورية (ساينس) العلمية أن الحفريات التي اكتشفت مؤخر في الصين لكائنين في حجم السناجب، تمثل أقدم ثدييات معروفة يمكنها تسلق الأشجار وحفر جحورها وتبين في الوقت ذاته أن الثدييات المبكرة كانت تتسم بالكثير من المميزات البيئية المتفردة.

الكائن الأول اسمه العلمي (أجيلودوكودون سكانسوريوس) وهو من اللواحم والعواشب التي تقتات على النبات والحيوان على حد سواء والتي عاشت قبل نحو 165 مليون عام وكان لديه كفوف ذات مخالب مقوسة بغرض التسلق كما أن أبعاد أطراف تتسق وخصائص الثدييات الأخرى التي تعيش وسط أغصان الأشجار.

ويتصف هذا المخلوق أيضا بأن المرفق والمعصم والكاحل يتسم بدرجة كبيرة من المرونة تصلح للحركة السريعة الرشيقة في التسلق.

وأتاحت السن الأمامية للحيوان الشبيهة بالجاروف -والتي تضاهي في شكلها بعض القردة العليا في العالم الجديد- له مضغ والتهام قلف الأشجار والتغذي على صمغ الأشجار وعصاراتها.

أما المخلوق الآخر فهو من أكلة الحشرات -ويسمى دوكوفوسور وهو شبيه بحيوان الخلد- وعاش قبل نحو 160 مليون سنة ويتصف بكفوفه الشبيهة بالجاروف التي تتلاءم مع خاصية الحفر كما أن أسنانه شبيهة بالثدييات المتأخرة التي تحفر جحورها وعادة ما تبحث عن طعامها تحت الأرض ولها أطراف منبسطة ممدودة تصلح تماما للحركة في جوف الأرض.

ووصف جي-تشي لو عالم الأحياء القديمة بجامعة شيكاجو الدوكوفوسور بأنه « يشبه تماما » الخلد الذهبي الإفريقي المعروف حاليا ويشبه تركيب أصابع الدوكوفوسور إلى حد كبير الخلد الإفريقي لدرجة أن الباحثين يشكون في وجود جينات متشابهة بين النوعين على الرغم من أن الكائنين ينتميان لأفرع مختلفة في شجرة عائلة الثدييات ويفصل بينهما 160 مليون عام.

ويعتقد أن أقدم ثدييات ظهرت منذ نحو 200 مليون سنة وأنها وصلت إلى مسرح الأحداث إبان حقبة الحياة الوسطى (العصر الميزوزوي) فيما كانت الديناصورات تتسيد الحياة آنذاك وكانت الديناصورات المجنحة تتحين الفرصة لتتربص بالمخلوقات الصغيرة لافتراسها.