خبر لقد تجاوزت الخط الاحمر- اسرائيل اليوم

الساعة 10:31 ص|12 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بوعز بسموت

          (المضمون: لقد وصل الرئيس اوباما في تصريحاته التي قلل فيها من تهديدات الارهاب وخطورته الى الخط الاحمر عندما قال إن قتل اليهود في باريس كان مصادفة - المصدر).

          ليس سرا أنه لا توجد للرئيس اوباما خطوطا حمراء: رأينا ذلك في صيف 2013 في سوريا. لقد ذبح الاسد أبناء شعبه في ضواحي دمشق بالسلاح الكيميائي، وتوجه اوباما الى الكونغرس من اجل مسح الخط الاحمر الذي رسمه بنفسه.

          ايضا في موضوع الارهاب الجهادي ليس لاوباما خطوطا حمراء. احيانا يصعب علينا فهم اذا كان ذلك نقصا في الفهم أوحب الآخر أو ببساطة رؤيا أبوية يكون فيها الجميع يحب الجميع – ربما باستثناء بعض الحالات المنفردة وهي لا سمح الله، الجهاديين الاسلاميين، يبدو هذا أمرا خياليا مأخوذا من الافلام العلمية الخيالية من عهد بوش. يبدو أنه منذ هزيمته في انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني، لم يعد لاوباما حدود: هو يواصل التنكر للواقع الذي يعاني فيه العالم من الارهاب الاسلامي الذي يزداد ويتعاظم. لقد عرض الرئيس مشهد سكوب: حسب رأيه طالبان ليست تنظيما ارهابيا بل تنظيما سريا. فماذا يهم اذا قام هذا التنظيم في شهر كانون الاول « التنظيم السري » بذبح مئات الاولاد في مدرسة في باكستان؟ يمكن اعادة كتابة الواقع لكن هل ستُعاد ايضا كتابة التاريخ؟ بعد يومين من الاعدام المروع بالحرق للطيار الاردني المسكين شرح اوباما أنه حتى المسيحية قامت بجرائم فظيعة في الحروب الصليبية التي عفا عليها الزمن. لقد كان لاقواله وقع كبير عندما قالها في كنيسة. ماذا فكر بالضبط رجال داعش والقاعدة في سوريا والعراق. « نحن نتصرف تماما مثلما تصرف الكفار. هل هذا هو الوقت لتصريحات كهذه، سيدي الرئيس، هل منذ القرن الحادي عشر لم يتقدم العالم قليلا؟ ».

          حينها جاء اوباما وقلل من تهديد الارهاب عندما شرح بأن كل ما ينزف « معروف » في وسائل الاعلام، (كل من ينزف دما هو الذي يقود)، والارهاب ليس مهددا الى هذه الدرجة، حيث أن امريكا اوباما « صفت القاعدة » (هكذا زعم في 2012).

          حسب رأيي، اوباما كسر أمس رقما قياسيا جديدا من عدم الفهم الشديد، أو التضليل المتعمد. فقد شرح في مقابلة مع موقع « فوكس »، وواصل المتحدث باسم البيت الابيض الرسالة، أن المخرب في باريس قد قتل ضحاياه في بقالة الحلال في الحي 19 « بالمصادفة »!.

          الى هنا سيدي الرئيس! اذا كانت سفارة الولايات المتحدة في باريس لم تبلغك بما يحدث حتى هذه اللحظة، فعندها سنقوم بذلك ونقوم بابلاغ البيت الابيض: المخرب القاتل، كوليبالي، شوهد في المنطقة قبل بضعة ايام من الحادث حيث جاء للانتقام من محل أو مؤسسة يهودية. ايضا الرهائن الذين بقوا على قيد الحياة أبلغوا كيف تحدث عن اليهود وعن رغبته بتصفية يهود. الضحايا الاربع في البقالة اليهودية لم يُقتلوا « مصادفة ». لقد قتلوا فقط لكونهم يهودا، وقد أُحضروا للدفن هنا في اسرائيل.

          سيدي الرئيس، نحن مستعدون لابتلاع الكثير من اقوالك، لكن هذه هي الاخيرة، هذا هو الخط الاحمر لنا.