خبر في جبل المكبر المقدسي ... تكبيرة الخطاب لا تزال تواجه الصهاينة

الساعة 11:44 ص|11 فبراير 2015

فلسطين اليوم

على مدار أِشهر كان أسم « جبل المكبر » يتصدر أخبار المدينة المحتلة.. مواجهات متواصلة ومحاولات استيطانية للسيطرة على ما تبقى منه (أراضي - قمع – تضييق) على سكانه لإتمام وضع اليد على المنطقة التي كانت ولا تزال من أهم المناطق المقدسية.

فالبلدة الصغيرة التي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس تعتبر أعلى منطقة في جبال القدس والتي تطل على المدينة بالكامل، وهو ما جعلها هدفا للاحتلال واستيطانه منذ الانتداب البريطاني حتى الآن.

يقول الباحث في تراث المدينة الدكتور جمال عمرو، أن نكبه البلدة ليست بالجديدة، وإنما الأطماع فيها بدأت منذ الانتداب البريطاني حيث قام المندوب السامي البريطاني ببناء قصر له بحيث يطل على الجهات الأربع، فاختار جبل المكبر والذي يطل على عمان شرقا، وعلى يافا على شاطئ الفلسطيني وبيت لحم والخليل جنوبا وعلى القدس وتحديدا البلدة القديمة بشكل كامل.

وتعود تسميه جبل المكبر بهذا الاسم إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حينما نزل عمر على الجبل بعد فتحه لمدينة القدس وتحريرها من الصليبيين، وكان يطل على المسجد الأقصى والمدينة بالكامل فوقف عمر على أعلى نقطة منه وقام بالتكبير شكرا لله فمسمي جبل المكبر.

ومع احتلال المدينة في العام 1948، لم يتمكن الصهاينة من احتلاله بعد معارك وتضحيات من سكانه، كما يقول د. عمرو، فوصلوا إلى المشارف الغربية من جبل المكبر ولكنهم لم يتمكنوا من احتلاله وبقي تحت السيطرة الأردنية، وظل طوال هذه الفترة مطمعا للجماعات الاستيطانية المختلفة.

وفي العام 1967 أول مكان قام الصهاينة بالقتال وبسط سيطرتهم عليه هو جبل المكبر، وبالفعل تمكنوا من احتلاله ومنذ ذلك الحين بدأت عمليات التهويد حيث ابتدأ ببناء منتزه توراتي، ومن ثم مخفر للشرطة الصهيونية، حتى جاء أحد رجال الأموال الصهاينة وقام ببناء مستوطنة « زهاف أروشاليم » « القدس الذهبية » من المنطقة التي وقف فيها عمر بن الخطاب.

وليس ببعيد عن قيام هذه المستوطنة، أعلنت بلدية الاحتلال ضم جبل المكبر لما يسمى بالحوض المقدس، وهي الجبال التي تطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى ولديها إطلاله بصرية على المدينة بالكامل.

ولكون المنطقة جبلية رائعة الجمال أستهدف الصهاينة المنطقة من خلال استثماريها كمنطقة سياحية حيث أعلن مؤخرا عن بناء 1380 وحدة استيطانية لصالح منتجع سياحي ضخم.

يقول د. جمال عمرو، كان مصير بلدة جبل المكبر كباقي بلدات القدس التي عزلت من خلال البناء الاستيطاني المحيط عن بعضها البعض، فأحيط جبل المكبر بعدة مستوطنات من جميع الجهات فمن الناحية الجنوبية الغربية بنيت المستوطنات وبقي سكانه المقدسيين بالوسط.

ولم تتوقف معاناة البلدة عند هذا الحد، ففي العام 2002 ومع بناء الجدار الفاصل كان لها نصيبا منه، حيث فصل البناء الجدار بين أراضيه وسكانه وهم عائلات واحدة، وأخرج عدد كبير منهم « السواحرة الشرقية » خارج الجدار.

واليوم لا تتوقف المواجهات والصدام بين سكان جبل المكبر والشرطة والصهاينة الذين يحاولون من خلال هدم منازلهم وسحب بطاقاتهم المقدسية تفريغ البلدة من سكانها وتمكين الجماعات الاستيطانية بالكامل فيها.