خبر الحقيقة في صندوق الاقتراع -هآرتس

الساعة 10:41 ص|11 فبراير 2015

فلسطين اليوم

 الحقيقة في صندوق الاقتراع -هآرتس

بقلم: كارولينا لندسمن

(المضمون: اليسار فقد قوته السياسية وفقد معها قوته في سائر المجالات، اليمين المنتصر شرع في اجراء ثورة كاملة لتغيير النخبة القائدة في مجالات الثقافة، الجيش، المحكمة والسلك الاكاديمي - المصدر).

 

مشكلة المعسكر الصهيوني الكبرى تتمثل بأن اليمين كف عن الكذب. فإذا كانت دعاية اليسار موجه دائما نحو كشف الوجه الحقيقي لليمين. اليوم لم تعد هناك حاجة لذلك: فاليمين يقول صراحة ما يريد وإلى أين يريد أن يصل – الابارتهايد الاكثر اخلاقية في العالم. – هذا ما يعرضه البيت اليهودي  وما سوف يفعله الليكود، العالم سوف يتلهى طوال الطريق إلى ان نستضدم مع حضارة داعش.

 

يصعب علينا ان نتجاهل قوة الريح الثورية التي تهب من البيت اليهودي وتتسبب بالعدوى لليكود. أخيرا هناك من يتكلم من قلبه. فالدعاية الانتخابية لليمين تنعش النفس، وعلى ما يبدوا يوجد لديهم الكثير من « الكيف »، إلى درجة أنه لم يعد مهما ما الذي سوف يفعلونه. ولمن يفعلون. مناورات لعبة بنيامين نتنياهو تكشف عن الجانب الانساني لديه، وغسل دماغ الجمهور على مدى سنوات انتج ثماره: « يا جماعة، اليمين على حق، كلهم لا سامييون، لماذا؟ ما الذي جرى؟ ما المانع أن يخطب نتنياهو في الكونغرس؟ »

 

الاحباط الذي اصاب المستوطنين، والذين لسنوات اكتفوا بوظيفة عازف القيثارة – تحت قيادة من ارسلهم إلى العزف وقاد الاوبرا الموسيقة، حزب العمل – تحول أخيرا إلى طاقة سياسية صافية: هم موجودون هنا لاحلال ثورة على نطاق واسع. فالاثنان اللذان حرما من المنافسة من قبل لجنة جائزة اسرائيل للاداب هما فقط عصفور السنونو الاول، فالثورة تتمثل بالسيطرة على كافة  مراكز القوى، واستبدال رجال النخبة على مدى اتساعها – في مراكز القوة الثقافية، في الجيش، في الاعلام، في المحكمة، وفي السلك الاكاديمي.

 

علينا الاشارة إلى أن ما حدث مؤخرا كان مفاجئا لنا، ذلك أنهم في اليمين أدركوا فقط للتو أن  بوسعهم فعل ذلك. فما معنى ان تكون في السلطة إذا لم تكن قادرا على تعيين من يقف على رأس اللجان وجعل المقاييس الخاصة بك هي المقاييس العامة؟ « التسييس الفظ للجائزة، والتي يجب ان تمنح على قاعدة التميز لا غير. نتنياهو يريد لجنة على ذوقه، بحيث تكون ختما مطاطيا لنزواته »، كانت هذه شكوى رئيسة حزب ميرتس، زهافا غال أون، على ما يبدوا فإن غال أون لا تدرك ما الذي يجري تحت أنفها. نتنياهو وبينت سوف يقرران منذ الان ما هو التميز،  فإذا كان اليسار قد نسي أن من عين لجنة الجائزة كان وزير التعليم وليس الله، فمن حسن الحظ ان نتنياهو موجود كي يوقظهم من غفوتهم المتحجرة.

 

الثقة المتدنية بالنفس لليمين ما قبل بينت، والتي بفضلها تمكن اليسار من الحفاظ على مواقع القوى على الرغم من فقدانه لقوته السياسية الفعلية، اي السلطة، شوش شيئا ما ذو عمق في السياسة اليسارية. ضمن مفهوم محدد واصل اليسار تمسكه في مفاهيم وصفات بعد أن أفرغت من محتواها. إحساس القوة (والمال والمكانة) والتي تمتع بها عبر هذا التمسك منعه من الخروج للنضال، النضال الحقيقي، كذلك الذي تخرج إليه عندما توضع حياتك بالفعل على كفة الميزان.

 

هذه الفجوة بين القوة الفعلية والقوة المتخيلة، عظم من الاغتراب بين المضطَهدين والمستبعَدين في المجتمع وبين « اليسار »، وأخر الشروع في المسيرة المطلوبة لوضع الأساس للنضال المشترك لإحقاق العدل (ومعه كذلك، القوة السياسية). على اعتبار ان اليسار فقد السلطة، ولكن دون ان يفقد المكانة المعدة له في المجتمع.

 

الآن، وللمرة الاولى، تولد الامل لتشكل إئتلافات حقيقية، كتلك التي تتجمع في الطابور أمام مكتب البطالة وفي المقاهي، هذه الأماكن التي تستخدم كملاذ للكتاب المحبطين، ممن لا يحظون بالاعتراف الذي يستحقونه. ربما، عندما يزداد الالم إلى ما فوق الاحتمال، عندما تستعيد الكلمات معانيها، يستطيع اليسار ان يعرِّض حقيقته للاختبار في مواجهة اليمين، ليس واضحا فيما اذا كانت هذه العملية ستحدث حتى الانتخابات القادمة، ولكن في  المقابل، إلى أن تحدث، لن يصبح ممكنا تشكيل إئتلاف ينجح في البقاء لأكثر من سنة – سنتين.