خلال اجتماع دوري للجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

خبر بان كي مون يحذر من استمرار حصار غزة ويدعو المانحين إلى الوفاء بتعهداتهم

الساعة 06:22 م|10 فبراير 2015

فلسطين اليوم

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الثلاثاء، من « استمرار تداعيات الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة »، وجدد دعوته إلى الدول والمؤسسات المانحة للوفاء بالتعهدات التي قطعوها علي أنفسهم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي خلال مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة.

فخلال اجتماع للجنة الأممية المعنية بممارسة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، قال بان كي مون، في رسالة تلاها نائبه يان الياسون، إن « غزة لا تزال مكانا مقفرا تحت الحصار، مع الكثير من المعاناة البشرية ».

وتحاصر « إسرائيل » قطاع غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة حماس، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، ثم شدداه عقب سيطرة الحركة على غزة في العام التالي.

وتأسست اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بموجب القرار رقم 3376 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10نوفمبر/ تشرين الثاني 1975، وينص على أن تقوم اللجنة بعرض توصياتها وتقاريرها على مجلس الأمن الدولي.

لكن المجلس لم يعتمد أي من توصيات اللجنة نتيجة ممارسة الولايات المتحدة الأمريكية، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، لحق النقض (الفيتو).

ومضى الأمين العام قائلا: « أحث الجهات المانحة على الوفاء بالتعهدات التي قطعت في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، والذي انعقد في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي ».

وفي السابع من يوليو/ تموز الماضي، شن جيش الاحتلال « الإسرائيلي » حرباً على غزة، دامت 51 يوما، وخلفت أكثر من ألفي قتيل فلسطيني، وأزيد من 11 ألف جريح، مقابل مقتل 68 عسكريا و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 « إسرائيلياً »، بينهم 740 عسكريا، بحسب حصيلة رسمية من الطرفين.

ووفقا لوزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، فإن 28366 منزلا فلسطينيا تضررت جراء الحرب، التي تسبب، بحسب بيانات أممية، في تشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما لا يزال نحو 15 ألف نازح يقيمون في مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونرو).

وتعهدت دول عربية وغربية في مؤتمر القاهرة بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً لإعادة إعمار غزة، فيما يصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين. غير أن جهود إعادة الإعمار لم تبدأ حتى الآن.

وتابع بان كي مون: « لقد اجتاح العنف أيضا الضفة الغربية في عام 2014، بما في ذلك القدس المحتلة، وإسرائيل، وتفاقمت درجة التحريض والعداء (...) إلى مستويات تنذر بالخطر وتهدد بتأجيج التوترات الدينية في المنطقة وخارجها ».

وأعرب عن أسفه لـ« قيام الطرفين باتخاذ خطوات أحادية عمقت غياب الثقة المتبادلة ونأت بهما عن احتمال التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، ولذلك فإنني أدعو الطرفين الفلسطيني و »الإسرائيلي« إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد من تفاقم الوضع ».

ومضي بقوله: « يتعين علي منظومة الأمم المتحدة، بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، واللجان المعنية الأخرى، العمل على إحياء المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، لاسيما في الوقت الذي تواجه المنطقة برمتها  خطر الإرهاب والتطرف العنيف ».

وبعد جهود وساطة أمريكية بين الطرفين استمرت 9 أشهر، انتهت أواخر أبريل/ نيسان الماضي مهلة كانت مقررة للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، من دون تحقيق أية نتائج، سبقها عدد من الجولات التفاوضية الفاشلة على مدار نحو 20 عاما.

ودعا بان كي مون اللجنة المعنية بممارسة حقوق  الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف إلى « بذل كل الجهود الممكنة لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف ».

وتشمل الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.