خبر صحيفة فرنسية: صفقة سلاح بين باريس والقاهرة قبل نهاية فبراير

الساعة 01:02 م|10 فبراير 2015

فلسطين اليوم

قالت صحيفة  « ليزيكو » الاقتصادية الفرنسية إن صفقة بيع باريس 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال وفرقاطة بحرية من طراز « فريم »، لمصر في طريقها للإنجاز قبل نهاية فبراير/شباط الجاري.

يأتي ذلك فيما قالت مجلة لوبوان الفرنسية، اليوم الثلاثاء، إنه « من المتوقع صدور بيان مشترك نهاية هذا الأسبوع  بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا أولاند حول بيع باريس 24 طائرة مقاتلة من طراز »رافال« و فرقاطة من طراز »فريم« في صفقة قد تتخطى الـ 5 مليارات يورو ».

وقال إيمانويل بريتا الصحفي السياسي بـ« لوبوان » إن « طلب مصر شراء طائرات الرافال والفرقاطة سيتم الإعلان عنه رسميا من خلال بيان مشترك متوقع أن يصدر عن الرئيسين المصري والفرنسي نهاية الأسبوع الجاري ».

وأضاف بريتا أنه « تم إنجاز اتفاق بشأن الصفقة خلال الزيارة التي قام بها وفد عسكري مصري رفيع المستوى برئاسة اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع المصري لمكتب وزير الدفاع الفرنسي (جان إيف لو دريان) يوم الجمعة الماضي ». ولم يصدر عن الجانب المصري أي إعلان عن تلك الزيارة.  

وقال بريتا إن الصفقة ستأخذ طابعا رسميا  بصدور بيان مشترك بين الرئيس المصري ونظيره الفرنسي في نهاية الأسبوع الجاري، فيما أشارت « لوبوان » إلى أن وزير الدفاع الفرنسي، سيزور القاهرة في غضون أيام قليلة بعد إضفاء الطابع الرسمي على صفقة البيع.

واشارت « لوبوان » إلى أن اللقاء الأول الذي جمع السيسي ووزير الدفاع الفرنسي كان يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي ثم تجدد اللقاء يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني، وبحثا سبل التعاون العسكري بين البلدين، دون أن تذكر الصحيفة أماكن وظروف عقد اللقاءين.

وتعتبر « رافال » من أكثر الطائرات المقاتلة فعالية وتطورا في العالم و يمكنها القيام بعدة أدوار ولكنها تعتبر أيضا الأغلى ثمنا .

على صعيد متصل، ذكرت صحيفة« ليزيكو » الفرنسية الاقتصادية أن صفقة طائرات رافال الحربية الفرنسية في طريقها للإنجاز قبل نهاية فبراير/شباط الجاري، على عكس ما توحي به التصريحات الرسمية الفرنسية، التي تسعى للتكتم قدر الإمكان على الصفقة المنتظرة، لتفادي أي طارئ محتمل.

وقالت الصحيفة إن الطائرات الفرنسية الجديدة، إلى جانب الفرقاطة البحرية المتطورة متعددة المهام، ستكون في مصر، في أغسطس/آب 2015، لتحلق في سماء قناة السويس الجديدة، في حين ستبحر الفرقاطة بمياه القناة، تحيةً لمصر بعد الانتهاء من مشروع التوسعة العملاقة.

وأضافت الصحيفة إنه « من المتوقع أن تحلق 3 طائرات رافال في سماء قناة السويس في أغسطس/آب المقبل، في حين ستشق الفرقاطة مياه قناة السويس بعد توسيعها وذلك بالتزامن مع الاحتفالات التي ستشهدها مصر بمناسبة افتتاح مشروع  قناة السويس الجديدة (المقررة في أغسطس/آب المقبل)، على أن يتم تسليم باقي طائرات الصفقة بداية من عام 2018 ».

وأضافت الصحيفة، أن « المفاوضات بين مصر من جهة وشركة »داسو« المنتجة للطائرة و »دي سي إن إس« المنتجة للزوارق والسفن العسكرية قطعت أشواطاً كبيراً وتقدمت بشكل أكثر مما أعلنته الأطراف الرسمية الفرنسية، وأن العقد في طريقه للتوقيع في آخر الأسبوع القادم، إن لم يكن هذا الأسبوع ».

وقالت الصحيفة إن « المفاوضين المصريين والفرنسيين انتهوا من كل التفاصيل المتعلقة بالأسعار، وستكون الصفقة في حدود 5.3 مليار يورو، شاملة الطائرات والسفينة وتسليحها، دون اعتبار كلفة التأمين الخارجي، بعد أن ضمنت الحكومة الفرنسية نصف مبلغ الصفقة، ويمكن أن تمول  شركة »كوفاس« الفرنسية للتأمين على الديون ما يصل إلى 50 % من الصفقة عبر تسهيل ائتماني ».

ولم يتبق لتوقيع العقد سوى الإجراءات الخاصة بالطرف المصري، والتفاوض على تمويل الصفقة، ما تعمل عليه القاهرة للانتهاء من الملف مع ائتلاف مصرفي بقيادة « كريدي أجريكول » و« بي إن بي » و« سوسيتيه جنرال »، و من المنتظر أن تدفع مصر الدفعة الأولى من الصفقة قريباً، بحسب الصحيفة الفرنسية.

و أوضحت الصحيفة أن مصر ستضيف يهذه الصفقة إلى ترسانتها سرباً متطوراً من الطائرات التي يعتمد تسليحها، خاصة على صواريخ جو- جو من طراز ميكرا، وجو- أرض من طراز 2 ايه اس ام، وخاصة الصواريخ الجوالة الشهيرة سكالب.

ويري مراقبون أن الصفقة الفرنسية خطوة جديدة على طريق تنويع مصادر السلاح المصري، في ظل توتر العلاقات مع واشنطن التي ظلت المصدر الرئيسي للسلاح في الجيش المصري لأكثر من 30 عاما.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي تسلم الجيش المصري 10 مروحيات أباتشي من الولايات المتحدة، بعد أشهر من رفع واشنطن تعليق فرضته عام 2013، على تسليم القاهرة هذه الطائرات، بحسب بوابة « الأهرام » ، ومواقع إخبارية محلية.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في 29 أغسطس/ آب الماضي تنفيذ صفقة مروحيات « الأباتشي » الأمريكية مع القاهرة لتمكين الجيش المصري من التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء (شمال شرق)، دون بيان موعد محدد لتسليمها.

ورفعت واشنطن، في أبريل/ نيسان الماضي، الحظر عن تسليم هذه الطائرات لمصر، لدعم عمليات « مكافحة الإرهاب » في شبه جزيرة سيناء، على الحدود مع إسرائيل، وفق الخارجية الأمريكية. وتقدم واشنطن، لمصر، نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية (بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية) منذ توقيع القاهرة معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بزيارة رسمية إلى فرنسا، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الفرنسي فرنسوا أولاند في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك بينهما إن المباحثات « عكست تقارباً » في المواقف ووجهات النظر إزاء القضايا الدولية والإقليمية.

وأظهرت الحكومات الغربية ومنها فرنسا قلقا من توقيع عقود مع مصر خاصة في المجال الدفاعي بسبب الاضطرابات في مصر منذ الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

ومع تولي السيسي رئاسة مصر في شهر يونيو/حزيران الماضي تحسنت العلاقات بين القاهرة وباريس حيث يتشارك الجانبان القلق من صعود جماعات متطرفة في ليبيا ومصر.

وشهد عام 2014 عقدا عسكريا هو الأضخم بين مصر و فرنسا خلال آخر 20 عاما حيث شمل الاتفاق بيع 4 فرقاطات بحرية لمصر بقيمة مليار يورو  (1.35 مليار دولار).

وتتعرض داسو المصنعة لرافال لضغوط متزايدة لبيع الطائرة في الخارج، ورغم المفاوضات الحصرية مع الهند على مدى السنوات الثلاث الماضية لم تجد داسو بعد مشتريا أجنبيا لطائرتها.