تحليل محللون: المقاومة لن تنزع سلاحها وتصريحات هيرتسوغ انتخابية

الساعة 04:29 م|08 فبراير 2015

فلسطين اليوم

أكد محللون سياسيون أن تصريحات رئيس حزب العمل الإسرائيلي يتسحاك هيرتسوغ والتي تطالب بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مقابل إعادة إعمار ما تم تدميره في الحرب ليست جديدة وتأتي في إطار الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجرائها الشهر المقبل لحشد الجمهور الإسرائيلي حول برنامجه السياسي المتطرف.

وكان هيرتسوغ قال: « إذا تم اختياري لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة سأعزز خطوة نزع السلاح من غزة مقابل إعادة الإعمار ».

وأوضح المحللون في تصريحات منفصلة لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » أن مطلب هيرتسوغ القديم الجديد رفضته المقاومة في السابق ولن يتحقق أبداً إلا بإنهاء الاحتلال من الأراضي الفلسطينية كافة.

وأجمع المحللون أن « نزع سلاح غزة مقابل إعادة الإعمار » هو تعبير عن الموقف السياسي الإسرائيلي الرافض لأي حلول من شأنها أن ترفع الحصار وتُنهي الاحتلال وتُعيد ما تم تدميره خلال حرب الـ51 يوماً.

هيرتسوغ يعمل على استفزاز نتنياهو لأنه خارج إطار القرار

من جهته أكد المختص في الشأن الإسرائيلي الأستاذ أكرم عطا الله، أن تصريحات رئيس حزب العمل الإسرائيلي يتسحاك هيرتسوغ تأتي في إطار عرض برنامجه الانتخابي للمنافسة مع رئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو.

وأوضح عطا الله في تصريح « فلسطين اليوم الأخبارية » أن حزب العمل دائماً ما يكون من خلال الشعارات أذكى بكثير من الأحزاب الأخرى  المنافسة على الانتخابات، مشيراً إلى أن هيرتسوغ يعمل على استفزاز نتنياهو لأنه خارج إطار القرار وربما تأتي تصريحاته لمداعبة الجمهور الإسرائيلي ليس إلا.

ولفت عطا الله، إلى أن ما يطرحه هرتسوغ ليس جديداً وهذا تم عرضه في السابق مرتين الأولى بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما حيث طلب نتنياهو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية وكان الرد الأمريكي بأن هذه المسألة ستُحل إذا أقيمت الدولة الفلسطينية« .

وبين أن المرة الثانية جاءت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة عندما طلب المفاوض الفلسطيني المقاوم إنشاء الميناء والمطار حينها وافق الاحتلال الإسرائيلي وقال هذا حق للفلسطينيين وهي واردة في المفاوضات الثنائية لكن بشرط نزع سلاح المقاومة في غزة.

أسباب الحروب التي تشنها »إسرائيل«

وفيما يتعلق في أسباب الحروب الإسرائيلية أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الحروب الإسرائيلية تأتي وفقاً للمتغيرات في الداخل الإسرائيلي حيث أن الانتخابات مدعاة للحروب إضافة إلى أن حديث »إسرائيل« كثيراً عن سلاح غزة وأنواعه وتشكيله خطراً عليها هذا أيضاً سبباً في الحرب إلى جانب تدهور الأوضاع الاقتصادية داخل »إسرائيل« والانتفاضة ضد حكومة الاحتلال بنصب الخيام وسط »تل أبيب« كما حصل عام 2012 حينها اغتالت »إسرائيل« قائد لجان المقاومة زهير القيسي واشتبكت مع أبناء الجهاد الإسلامي في معركة بشائر الانتصار ».

المقاومة متمسكة بسلاحها كونه حق مشروع وتعبير عن إرادة الشعب بتحرير أرضه وكل احتلال ينجب مقاومته معه

من جانبه أكد المحلل السياسي حسن عبدو، أن تصريحات رئيس حزب العمل يتسحاك هيرتسوغ  تُعبر عن حقيقة الموقف الإسرائيلي الراغب في إخضاع المقاومة الفلسطينية ونزع سلاحها إضافة إلى أنه يأتي في إطار الانتخابات المقبلة بهدف منافسة نتنياهو بتصريحات أكثر تشدداً وعنصرية.

وأوضح عبدو في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »، أن هذا المطلب ليس جديداً وقد طرح على طاولة المفاوضات بالقاهرة حينها رفضت المقاومة أن تضعه على جدول الإعمال واستجاب الراعي المصري ، وهذا يؤكد تمسك المقاومة الفلسطينية بسلاحها ومن المستحيل نزعه أو تركه.

وقال عبدو: « المقاومة متمسكة بسلاحها كونه حق مشروع وتعبير عن إرادة الشعب بتحرير أرضه المحتلة وهو مسألة أخلاقية لأن كل احتلال ينجب مقاومته معه »، مبيناً أن المقاومة تستطيع أن تتخلى عن سلاحها بشرط إنهاء الاحتلال من كافة الأراضي الفلسطينية.

إسرائيل« تريد غزة دون مقاومة، تريد تجزئة الأرض الفلسطينية بين الضفة وغزة، وتفريغ الإعمار من مضمونه

من جهته أكد المحلل والكاتب السياسي الدكتور ناجي شراب أن تصريحات هيرتسوغ تأتي في إطار الفهم السياسي الإسرائيلي العام بأن الذي تريده »إسرائيل« من قطاع غزة هو أن يكون منزوع السلاح.

وقال د. شراب في تصريحات لـ »فلسطين اليوم الإخبارية« : »إن « إسرائيل » تريد غزة دون مقاومة، تريد تجزئة الأرض الفلسطينية بين الضفة وغزة، وتفريغ الإعمار من مضمونه ورفع يدها عن إعمار ما دمرته في القطاع« .

وأضاف: »إن تصريح هيرتسوغ « نزع سلاح غزة مقابل إعادة إعمارها » هو منطقياً أمام الممول الغربي لإعادة الإعمار والتي يريد إعمار قطاع غزة دون حروب جديدة تشنها « إسرائيل » بمعنى لا نريد أن نعمر غزة ثم يتم تدمرها من جديد« .

وبين د. شراب أن المطلوب فلسطينياً هو توظيف الإعلام الفلسطيني للحديث عن الحقائق وتفنيد تصريحات هيرتسوغ سياسياً بأن »إسرائيل« هي المسئولة عن دمار غزة ، كما أن المقاومة الفلسطينية وسلاحها هو شرعي وحق مكفول حتى تحرير الأراضي المحتلة، إضافة إلى أن »إسرائيل« هي من تفرض حصاراً كبيراً على غزة وإذا تم ذلك قد يكون هناك إمكانية لمعاقبة »إسرائيل".