خبر ان تكون أكثر يهوديا: صوت للقائمة الموحدة- هآرتس

الساعة 10:51 ص|08 فبراير 2015

بقلم: نيريت بن – آري

(المضمون: دعوة اليهود للتصويت للقائمة الموحدة باعتبار ان ذلك يشكل تصويتا للديمقراطية وتصويتا ضد الاحتلال والتمييز العنصري والقوانين العنصرية  - المصدر).

    دعا كوبي نيب مؤخراً من على صفحات هآرتس اليهود إلى التصويت للقائمة الموحدة. عندما قرأت عموده، خطر لي أن اقواله ربما تشهد على برعم من براعم التغيير، مما سيؤدي أخيرا إلى كسر الحظر على التصويت للعرب من قبل اليسار. لم يحدث ذلك بصمت من خلف الكواليس، بل قيلت هذه الاقوال هذه المرة علنا  في شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام – نعم، انا ايضا يهودي/ يهودية، ايضاً أنا سأصوت للقائمة العربية المشتركة.

بالنسبة لي هذه ليست المرة الأولى، في انتخابات 2013 صوتُّ لصالح قائمة « بلد »، والتي عرضت علي نبوءة الديمقراطية العلمانية. بعد سنتين، مع الحكومة الاشد يمينية في تاريخ الدولة، والتي تحت سلطتها تم تمرير قوانين القومية، والجمعيات، والنكبة، والتسلل، وقتل المئات من الأبرياء في غزة والمناطق – دولة اسرائيل هي دولة قومية، انشائية، متقوقعة ومنفصلة عن العالم مزيدا فمزيد،  هل من الممكن وجود ديمقراطية ترتبط فيها الدولة والدين ارتباطا وثيقاً، و« جيش الشعب » خاصتها يستعين بميليشيات مدنية مسلحة ويتحكم مباشرة بأربعة ملايين انسان فاقدين للحقوق؟ يمكن ان نتجادل حول ذلك، ولكن من الصعب ان نتجادل حول ألدعوة بأننا كي نحوز على لقب « ديمقارطية » بعدل، فعلاقة اسرائيل بالاقلية العربية التي تحكمها وتعيش بين ظهرانيها يجب ان تتغير.

وبالنظر إلى الحكم العسكري في المناطق، والشبيه بنظام التمييزالعنصري في افريقيا الجنوبية كما وصفه المطران دزموند توتو، وبالتمييز ضد الاقلية العربية في اسرائيل ضمن القانون، وبالتحريض ضد كل من ليس يهوديا من قبل ممثلي الشعب اليهودي، فإنه علينا نحن اليهود الاسرائيليين، ان نعلن تضامننا مع الاقلية ألأشد تمييزا ضدها، حقوقها في الحضيض من حيث حقها في الحفاظ على لغتها وثقافتها، حقها في التمثيل النيابي، ولم شمل العائلات، والتحررمن التعرض للإساءة، ومن العنصرية والاقصاء، هذه الحقوق التي يجري خرقها يوما إثر يوم- حقوق الفلسطينيين في اسرائيل والفلسطينيين في الضفة وغزة. الطريق الوحيد لفعل ذلك في الانتخابات القادمة يتم بالتصويت للقائمة الموحدة.

نشرت الاحزاب المكونة للقائمة الموحدة في الاسبوع الماضي خطوطها الموجهه وخططها السياسية، والتي تؤكد على التزامها على العمل بتقليص الفجوات الاجتماعية، ورفع حقوق النساء والحقوق الديمقراطية لكل المواطنين. لكن الاعلان الأهم يظهرفي السطرالأول: « الفلسطينيون هم مواليد البلاد ». هكذا ببساطة: واضح، صريح، وكما علمنا نفتالي – هكذا بدو ان يعتذر. فالكلام يجري هناعن حقيقة لا يمكن ضحدها، - من ينكر اننا نحن، وآباؤنا، وأجدادنا، وآباء أجدادنا وصلنا هنا من كل ارجاء العالم؟ هذه حقيقة، وليست دعاية. تأكيد الفلسطينيين على أنهم مواليد هذه البلاد هو فعل سياسي مهم في إقليم سياسي، حيث وجودهم فيه وحقهم في المشاركة كمواطنين متساوين في الحقوق في الدولة ليست أمرا مفهوما بذاته في أعين غالبية ممثلي  الجمهور والشعب.

التصويت للقائمة الموحدة ليست فقط تصويتا من اجل التضامن. فالقائمة هي واحدة من أفضل القوائم على الاطلاق، إنها تضم قائمة كاملة من البرلمانيين والنشطاء السياسيين المميزين. منهم مثلا الاقل شهرة في البلاد، أيمن عوده، من قادة النضال من اجل الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب. عايدة توما – سليمان، مؤسسة ومدير عام الجمعية العربية « نساء ضد العنف »، باسل غطاس، دكتوراة في هندسة البيئة ومدير عام لجنة الجليل سابقا، وكان أحد النشطاء البارزين ضد مخطط برافر، وقاد نشاطه إلى الغاء المخطط، ويوسف جبران، المحاضر في القانون وحقوق الانسان في جامعة حيفا ومدير مركز دراسات، المركز العربي للقانون. وأحمد طيبي، والذي وصف خطابه في اليوم الدولي للكارثة عام 2010 من قبل رئيس الكنيست حينها روفي ريفلين بأنه « الخطاب الافضل الذي ألقي في الكنيست »، ليس هناك داع لكي نشير إلى جمال زحالقة وحنين زعبي ودب حنين.

لقد صدق جدعون ليفي عندما حذر من حكومة ليبي – بوجي، والتي ستواصل ذر الرماد في العيون، بينما يتعمق الاحتلال. التصويت لل« معسكر الصهيوني » – او لأحزاب المركز- هي كالتصويت لمن يريد ذات السيدة بعباءة مختلفة:  نستمر في الاحتفاظ بامتيازاتنا، شرط أن لا تكون عبر بيبي وشلدون، ممن يجلبون علينا العار في العالم. لكن ما نستخلصه من مقال ليفي يجب ان لا تكون تصويتا لميرتس، أو مقاطعة التصويت. كلا، العبرة يجب ان تتمثل في العمل على تغيير الوضع الراهن – عبر التصويت للقائمة الموحدة.

أحد النشطاء اليهود المشارك في صفحة الفيس بوك للقائمة الموحدة اقترح شعارا من أجل اليهود ناخبي القائمة: « كيف توقفت عن أن اكون يهوديا ». هذه هي القصة كاملة، التصويت للقائمة الموحدة هو الفعل التضامني الامثل،  الاكثر ديمقراطية، والاكثر يهودية.