خبر على المتنصتين في جهاز الاعلام -هارتس

الساعة 09:22 ص|05 فبراير 2015

 متابعة خصوم نتنياهو

بقلم: براك ربيد

 (المضمون: بالرغم من الحظر القانوني، فقد تم تكليف العاملين في قسم التنصت التابع لجهتز الاعلام الحكومي بمهام لها وجه صبغة سياسية فاقعة تتعلق بمتابعة تصريحات خصوم نتنياهو ووصل الامر الى متابعة الصحفيين الذين دأبوا على انتقاده - المصدر).

 

          مكتب رئيس الحكومة شغّل في السنوات الست الاخيرة قسما للتنصت على جهاز الاعلام القومي من اجل متابعة التقارير في وسائل الاعلام عن الخصوم السياسيين لبنيامين نتنياهو، هذا ما يتضح من بيانات بريد الكتروني داخلي ومن مكالمات مع في القسم في الماضي والحاضر. يوم الثلاثاء كشف النقاب في « هارتس » عن ان مكتب رئيس الحكومة قام بتشغيل متنصتي جهاز الاعلام في متابعة منشورات كان موضوعها الشؤون الداخلية لعائلة نتنياهو.

 

          ردا على ذلك قال مكتب رئيس الحكومة:« على العكس تماما مما ادُّعي فإنه لم يكلف قسم التنصت بأية مهام سياسية. وكذلك وفور الاعلان عن اجراء الانتخابات نشر مدير جهاز التنصت بتاريخ 3.12.2014 بيانا بالبريد الالكتروني ارفقه وثيقة للمستشارة القانونية لمكتب رئيس الحكومة، بشأن التعليمات السارية على العاملين في المكتب في فترة الانتخابات للكنيست ال20،والتي تتضمن توجيهات المستشارة القضائية للحكومة ورئاسة خدمة الدولة. وقد كتب مدير جهاز التنصت في بيان البريد الالكتروني »هذه وثيقة هامة جداً-يجب قراءتها بتمعن وتنفيذ ما ورد فيها من تعليمات بحرص، في كل الامور التي تمس بنا كوحدة تنصت، وبكل هامل بمفرده« .وبعد اسيوع من ذلك وبتاريخ 10.12.2014 أوضح في رسالة بالبريد الالكتروني ارسلت لكل المتنصتين أنه » يجب الحرص حرصا شديدا وتاماً على منع العمل بأي امر سياسي« .

 

          كما صدر عن مكتب رئيس الحكومة انه » يتبين من الفحص الذي اجري اليوم على جهاز التنصت في اعقاب ما نشر في صحيفة « هارتس » ان الاقتباسات التي وردت في المقالة هي من كراسة ارشادية داخلية لجهاز التنصت، والتي محلها سيتم بلورة اجراء جديد.وكذلك تبين من فحص عيِّناتي انه في المتوسط كانت نسبة المواد المنشورة بمواضيع سياسية وامنية واقتصادية ومواضيع قومية اخرى تشكل اكثر من 95% من المادة المنشورة ، التي قدرت بمئات الاف التنصتات في السنوات الاخيرة،وتعبر عن المواضيع الواردة على الاجندة الاعلامية لمواضيع انشطة الحكومة، ومكتب رئيس الحكومة بأقسامه المختلفة، واجندة رئيس الحكومة.وذلك استنادا الى فحص لآلاف الاخبار التي تم التنصت عليها في كانون الثاني  2014وفحصت اليوم مرة ثانية.

 

          طبقا للاجراءات والاجراءات لقيادة سلطة الدولة والمستشار القضائي للحكومة، يسري حظر تام على الوزراء وعلى رئيس الحكومة باستخدام العاملين في الدولة في تنفيذ مهمات لها علاقة بشؤونهم السياسية والخاصة. كما يسري الحظر التام  على العاملين بتنفيذ مهام سياسية. ولكن المعلومات التي وصلت لـ« هارتس » تبين انه « تم تكليف العاملين في وحدة التنصت في جهاز الاعلام القومي – والذين وظيفتهم متابعة الاخبار وبعرضوا امام رئيس الوزراء وعدد من كبار المستشارين اجندة وسائل الاعلام الاسرائيلية-بمهام ذات صبغة سياسية فاقعة.

 

          على سبيل المثال، في 12 اكتوبر 2010 ارسل رئيس وحدة التنصت، ابراهام فينكلشتاين، الى موظفيه بيانا في البريد الالكتروني بعنوان »تسيفي ليبني« وقد تولت ليفني في حينه رئاسة المعارضة، وكانت تعتبر الخصم السياسي الرئيس لنتنياهو. »ارجو ابلاغي مباشرة في اي وقت عن كل تصريح لتسيفي ليفني، حتى لو تتطرق فيه مباشرة لرئيس الحكومة« ،  واضاف في رسالته للمتنصتين »هذا مهم – ارجو الحرص« .

 

          لقد جاء التوجيه الكاسح لفنكلشتاين للمتنصتين بعد ان وُبِّخ قبل عدة ايام من ذلك من قبل بعض كبار الموظفين في مكتب رئيس الحكومة بسبب ان رئيس الحكومة لم يبلّغ حالا  بتصريحات ليفني ضده.

 

          »امس، وفي 18:29 كان في « هارتس » عنوان رئيس « ليفني- لقد عملوا اضحوكة من الدولة اليهودية »، كتب فنكلشتاين للمتنصتين في 11  اكتوبر 2010.في حوالي 21:15، وبعد ان لم ننشر ذلك ، جاء الرد القاسي (من مكتب رئيس الحكومة ب.ر) « لماذا لم تنشروا هذا؟ ». الرسالة التي خرجت بعد ذلك، من الاقوال التي قالتها ليفني في القناه الاذاعية الثانية ،لم يُفد اذا تحدثنا بلغة مؤدبة. ايها الرفاق، انتبهوا وردّوا، لأن هذا لا يبدو انه جيد.

 

          لقد تحدث عدد من الذين عملوا في قسم التنصت في السنوات ما بين 2010-2014 بأنه كانت هنالك تعليمات واضحة بمتابعة كل تصريح لليفني او تقرير عن نشاطاتها.

 

          ولكن ليس فقط ليفني. حسب شهادات عاملين، فانه خلال السنوات 2009-2011 طلب من المتنصتين متابعة تصريحات رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، نظرا لان هذا كان يوجه انتقادات علنية ضد نتنياهو من حين لاخر.تعليمات مشابهة لمتابعة التصريحات لوسائل الاعلام صدرت بخصوص ايهود براك، والذي تولى في هذه الفترة منصب وزبر الدفاع في حكومة نتنياهو، وكان مقرباً منه جداً.

 

          لقد طلب من المتنصتين متابعة الاستطلاعات السياسية التي نشرت في وسائل الاعلام، والتبليغ عنها حالاً لمكتب رئيس الحكومة. في 14 تشرين الثاني ارسل فينكلشتاين بيانا بالبريد الالكتروني بعنوان « استطلاعات ».« في يوم الجمعة نشر في »يديعوت« استطلاع لم يتم ذكر رئيس الحكومة فيه-ولكن عنوانه كان: اشكنازي في رئاسة العمل،  يتفوق على الليكود وكاديما. من الواضح للجميع انه يجب اخذ  مادة كهذه، والتي ليس هنالك شك في اهميتها من قبل رئيس الحكومة. يجب الحرص على ان تنقل لي معلومات دقيقة جدا تحول دون اهانتي وبهدلتي ».

 

          طلب من العاملين في قسم التنصت أعطاء اهتمام خاص للمعلقين الذين يعتبرون انتقاديين لرئيس الحكومة. مثلا، في وثيقة اجراءات داخلية لقسم التنصت، والتي تحدد كبف يتم تغطية نشرات الاخبار في القنوات الثلاث المركزية للتلفزيون، ورد انه يجب كتابة كل ما يقوله الصحفيان رفيف دروكر من القناة العاشرة وامنون ابراموفيتش من القناة الثانية.