خبر « الفيس بوك » ضَيَع أبنائي.. !!

الساعة 09:18 ص|05 فبراير 2015

فلسطين اليوم

« إدمان الفيس بوك »، حالة أصابت العديد من أبنائنا و خصوصاً في مرحلة المراهقة، حيث تعلقوا بشكل لافت في استخدام شبكة التواصل الاجتماعي، « فيس بوك »، حيث وصل بهم الحال في معظم الأوقات إلى البقاء المتواصل على هذه المواقع لفترة تمتد لأكثر من 14 ساعة يومية دون الالتفات إلى دراستهم أو أي اهتمامات أخرى.

و يشتكي أولياء الأمور من تعلق أبنائهم بالانترنت، و خصوصاً شبكات التواصل الاجتماعي، على حساب دراستهم، و صحتهم و ساعات نومهم معبرين عن خوفهم في أن يؤثر ذلك في سلوكياتهم، أو يتسبب في حدوث عزلة اجتماعية لهم هذا ناهيك عن تدني تحصيلهم الدراسي.

مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » تطرقت إلى هذا الموضوع، حيث تحدثت إلى عدد من أولياء الأمور، الذين بدورهم أجمعوا على أن الفيس بوك أصبح نقمة على أبنائهم، و خصوصاً في أيام الدراسة و الامتحانات.

المواطنة سمر خليل، 35 عاماً قالت بأن ابنها بلال، البالغ من العمر 10 سنوات يقضي الكثير من وقته أمام جهاز الكمبيوتر، موضحة أنه يقضي اغلب وقته في اللعب على « المزرعة السعيدة » و العاب أخرى على صفحة الفيس بوك، حيث أصبحت من أهم هواياته.

و أضافت بأن بلال تعلم التعامل مع الكمبيوتر و صفحات التواصل الاجتماعي في سن الثمانية، عندما كان يراقب شقيقه الأكبر، و من حينها بدأ يقتنص الفرص من أجل الجلوس على الكمبيوتر، معبرة عن خشيتها من تدني تحصيل ابنها الدراسي لما يضيعه من أوقات و هو يتصفح « الفيس بوك »، كما أنها تخشى من أـن يطغى اللعب على « الفيس بوك » على اهتماماته الأخرى كاللعب مع الأصدقاء و الرياضة، و من ثم الميل  إلى حالة العدوانية و الانطواء.

بدورها تحدثت المواطنة وصال درويش، 44 عاماً عن مشكلات تحدث يومياً مع ابنها محمود، 16 عاماً الذي يقضي وقتاً طويلاً أمام شاشة الحاسوب و خصوصاً على حسابه على « الفيس بوك ».

و لفتت إلى أن الامتحانات و الدراسة لم تمنعه من تصفح الانترنت و تداول الصور و المشاركات عبر « الفيس بوك ».

و أضافت بأن معدل محمود الدراسي بدأ بالتراجع منذ أن فتح حساب « الفيس بوك » على الانترنت، هذا بالإضافة إلى أنه أصبح عصبياً جداً في تعامله مع إخوانه و حتى مع والديه.

و بدورها قالت المواطنة أم عمر الشافعي، بأن توفر شبكات الانترنت المفتوح، « اللاسلكي » يشكل لها مشكلة حقيقة، حيث لا يمكنها منع ابنائها من « الفيس بوك » عن طريق الهواتف النقالة، أو تقليص ساعات الجلوس مطولاً على صفحاته.

و أوضحت بأنها نجحت في تقليص وقت استخدام « الفيس بوك » عند ابنائها باستخدام الحاسوب، و لكنها اكتشفت ان الانترنت المفتوح أفشل جهودها في ذلك، بعد أن اصبح ابنها محمد ذو الثلاثة عشر عاماً يتداول الصور و المشاركات على « الفيس بوك » من خلال الجوال.

و تشير الدراسات الى أن استخدام « الفيس بوك » لساعات طويلة يؤثر سلباً على طريقة التفاعل مع الآخرين، والطريقة التي ننظر بها لأنفسنا، الأمر الذي يسبب، في كثير من الأحيان، حالات مرضية ونفسية مثل الإدمان، الوحدة، الكآبة، والهوس، بالإضافة إلى مشكال اجتماعية مثل انتهاك الخصوصية، وتنامي ما يسمى بـظاهرة الخرس الاجتماعي.

من ناحيته قال الدكتور صفوت دياب، المتخصص في الخدمة الاجتماعية، بأن الفيس بوك له من الايجابيات ما له من السلبيات، حيث أن هناك من المحددات التي تدفع الشباب للتواصل عبر « الفيس بوك »، و منها أن الشباب في مختلف المراحل العمرية يجدون في التواصل عبر « الفيس بوك » طريقة سهلة و غير مكلفة، بعكس التواصل عبر الهواتف النقالة، في ظل البطالة المنتشرة.

و أوضح في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن الاطفال في سن المراهقة يجدون في « الفيس بوك » و سيلة لتفريغ طاقاتهم و اشباع رغباتهم من العلاقات الاجتماعية في أوقات الضجر، و خصوصاً في غياب وسائل الترفيه و النوادي التي تعنى بهذه الفئة العمرية من ناحية تنمية قدراتهم و مواهبهم.

و لكنه حذر من أن الادمان على « الفيس بوك » من أهم السلبيات التي يمكن أن تؤثر على مستخدميه، اذا طالت مدة تصفحه و امتدت لساعات طويلة.

و أوضح بأن هناك مراكز اصبحت تعالج حالات الادمان على « الفيس بوك »، و الذي أصبح شبه ظاهرة، تتمثل في الجلوس طويلا دون أن الشعور بالوقت، محذراً بأن ذلك قد يعد تهديداً لتنمية قدرات و امكانيات الشباب.

و نصح دياب الأهالي بعدم منع أبنائهم من استخدام « الفيس بوك »، بشكل نهائي حتى لا يدفعهم ذلك للبحث عن طرق أخرى تشكل ضرراً أكبر عليهم، بل تحديد وقت التواصل عبر « الفيس بوك » لدى أبنائهم، ليس ذلك فحسب، بل مشاركتهم و الاطلاع على طبيعة العلاقات التي يقومون بها، أو استخدام « ساعة الفيس بوك » لدى ابنائهم كوسيلة للتعزيز لأداء واجباتهم و تنمية قدراتهم.