خبر شر مستطير- معاريف

الساعة 09:15 ص|05 فبراير 2015

شر مستطير- معاريف

بقلم: رون كوفمان

 (المضمون: في الحملة الانتخابية الحالية لا يوجد اهتمام بالامور الصحية ربما لأن الموتى لا يصوتون - المصدر).

          منتخبو الجمهور يقاتلون على الوظيفة للسنوات القادمة، وخلفهم يموت كبار السن بسبب الفشل المتواصل للجهاز الطبي الذي يناسب الثمانينيات للقرن العشرين. المتنافسون على الوظائف الـ 120 وعلى تمثيل المصالح المرفوضة لمرسليهم الاغنياء والاقوياء، فانهم يضحكون بينهم وبين أنفسهم، وفقط على أنفسهم، في مواضيع غبية تتعلق بالروابط والتمويل، لكن لسكان حيفا وهكريوت – عنصر السكان المسنين في اسرائيل – لا ولن يكون حل له.

رئيس الحكومة هو « السيد أمن » لكل شيء وهو يجيب باسم مفاعل (ايران)، لكن في أروقة المستشفيات ينام اشخاص في ذروة الاهانة المرتبطة بعلاج ينقذ حياتهم، وهو لا يعني أحدا. منذ اربعين عاما لم يبن هنا مستشفى عام، رغم أن السكان تضاعفوا. إن تمويلا سريعا بمبلغ 4 مليارات شيكل من ميزانية الدولة لهذا العام تم تجميده نظرا لتبكير الانتخابات. في كل المستشفيات يقومون بتمرينات لحدوث هجوم نووي وكيماوي يتضمن استخدام الكراجات التحت ارضية مع آلاف الأسرة، لكن لا يوجد حل جهازي للانفلونزا. وخلافا للنووي الايراني الذي وصل الى مرحلة التخصيب، فان الانفلونزا عندنا تأتي في بداية كل شهر.

الحكومة عندنا تشتري غواصة سادسة وطائرات إف 35 بمليارات الشواقل لكنها لا تعطي انتباها لصحة الجمهور لأنه للصحة لا يوجد لوبيات ضاغطة في الكنيست أو في ستوديوهات التلفاز والبروفيسورات الذين يديرون المستشفيات يتم وصفهم من قبل مستشاري الاعلام كسارقين. يقولون لنا إن الاطباء يقومون بجني ارباح اضافية في اماكن عملهم، لكن لا أحد يخبرنا من يأخذ العمولات على عمليات الشراء الضخمة للوسائل القتالية. هذا السر يحتفظ به النظام لنفسه حيث أن منتخب الجمهور عليه ألا يقلق اذا مرض لا سمح الله، لأنه لن يصل الى رواق المستشفى لأنه شخصية هامة.

          لدينا مجلس وزاري مصغر سياسي – أمني، مجلس مصغر اقتصادي، مجلس وزاري مصغر للاسكان، لكن لم يكن لدينا في أي يوم مجلس لانقاذ صحة الجمهور. لأنه في اسرائيل 2015 اذا لم تكن لديك نقود للصحة فستموت. كل الاحزاب ترسل الى الاستوديوهات المتخصصين بالامن والخبراء في « الامور الاجتماعية ». أي حزب طلب بشدة حقيبة الصحة؟ ليس هناك قاعدة تصويتية مثل وزارة المواصلات مثلا، اذا لماذا لا يصرح نفتالي بينيت واسحق هرتسوغ اللذين يعتبران أنفسهما بديلين عن الحكومة أنه توجد حلول لدينا؟ كالعادة في دولة المجانين، ينشغلون بالمواضيع التافهة وينسون أن الحياة وانقاذ الحياة هي قيمة عليا. لم نفقد بعد مواطنا واحدا بسبب النووي الايراني، لكن في هذا الموضوع ينشغل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معظم وقته، واغلبية الجمهور لا تفهم ما الذي يجري هنا بالضبط. رؤساء الاحزاب يتصورون في هضبة الجولان، في المستوطنات وفي سجن معسياهو. من منهم يذهب ليتصور أولا في مستشفى رمبام؟ هذا لا يناسبهم. اضافة الى ذلك ربما الاكثر أهمية من جانبهم أن الموتى لا يصوتون بشكل عام (ربما في شاس). اذا لماذا نستثمر الجهد في هذا الموضوع. باختصار، الكثير من الكلام السطحي الفارغ في السعي وراء وظيفة جيدة للكنيست العشرين، التي سيموت خلال دورتها مئات الاشخاص اسبوعيا في شهري كانون الثاني وشباط 2016 بسبب الانفلونزا. لكن حينها ايضا سيبقى الحديث عن ايران.