خبر السيسي يحارب، والولايات المتحدة غير مبالية- اسرائيل اليوم

الساعة 09:45 ص|04 فبراير 2015

السيسي يحارب، والولايات المتحدة غير مبالية- اسرائيل اليوم

بقلم: د.رؤوبن باركو

(المضمون: في ظل التمدد الشيعي والسني وسعيهي كل منهما لتوسيع نفوذه، يبدو ان الولايات المتحدة قد سلّمت بسيطرة الاسلام المتطرف على المنطقة ، وضحت باصدقائها فيها - المصدر).

          يرفض الاخوان المسلمون في مصر التسليم بحكم الناخب ويحاولون بواسطة الارهاب العنيف تحويل السيسي الى غير شرعي. منذ تم انتخاب نظام السيسي في مصر ديمقراطياً، فان الدولة تغمرها موجة من الارهاب الذي ينفذه الاخوان المسلمون ضد افراد الجيش والنظام في مصر وخاصة في سيناء، وتسببهم باضرار للاقتصاد المصري والبنية التحتية للدولة.

          في خطابه الاخير في الازهر حاول السيسي ان يوصل الى علماء « الاسلام المتعقل » رسالة شجاعة بشأن الحاجة لمحاربة الارهاب ودعاهم الى مراجعة ذاتية والقيام « بثورة دينية » ضد الارهاب. دعوته هذه بقيت دون رد.

          وهكذا، تحارب مصر الان ضد « انصار بيت المقدس » الذين توطدوا في سيناء واعلنوا عن انفسهم « اقليم سيناء » وأدوا الولاء ل« داعش ». وطوال الاشهر الاخيرة تسبب رجال « اقليم سيناء » باضرار جسيمة وخسائر قاسية من خلال سلسلة عمليات وسيارات مفخخة، وفي يوم الخميس الماضي كبدوا الجيش المصري عشرات القتلى.

          وقد اشارت مصادر مصرية الى بصمات حماس وذراعه التنفيذي « عز الدين القسام » في مساعدته ل« اقليم سيناء » في القتال. كما اتضح الامر من خلال الاتصالات بينهم وبين هؤلاء الارهابيين. وجرّاء ذلك اعلنت مصر عن عدم شرعية الذراع العسكري لحماس.وإزاء عشرات النعوش التي عرضت في وسائل الاعلام دعى السيسي اجهزة الامن المصرية في سيناء الى الانتقام لدماء المقاتلين المصريين وقال:« اننا نحارب ضد منظمة ارهابية عالمية مدربة جيدا...انني لا اقيد ايديكم عن الانتقام من الارهابيين ». وخلال خطابه المؤثر اعلن السيسي عن انشاء قيادة برئاسة جنرال لتحارب الارهاب وتطور سيناء وخصص 10 مليون جنيه مصري لهذه الغاية.

          كعادتها، فقد حرّفت الجزيرة اقواله. ومن خلال معلق « من قبلها » ادّعت انه دعى الى حملة انتقامية وإلى حرب اهلية وحوّل الجيش المصري الى قاَضٍ وجلاد. بالمقابل، وفي مقابلة مع القناة، احتج مجدي شندي محرر المجلة الاسبوعية المصرية على التحريض المتواصل للجزيرة، ضد مصر. وبالرغم من ذلك تواصل الجزيرة تحريضها، وذلك بالمساعدة المادية لحماس والعمل من خلال برامج وثائقية  على إعلاء شأن كتائب عز الدين القسام كنموذج للاقتداء. في هذا الاطار يتفاخر احد رجال القسام عبد الكريم الحنيني، في سلسلة من بطولته، كيف قتل مدنيين وجنود اسرائيليين وقام بتدريب المستمعين الفلسطينيين ورجال الاخوان المسلمين في مصر، على كيفية إعداد العبةات الناسفة.

          بالرغم مما يجري في مصر، فلم يتم بعد إخراج حركة الاخوان المسلمين في اوروبا والولايات المتحدة عن القانون. ما زال العديد من الزعماء يعتقدون ان هذه حركة سياسية شرعية وهم يعرفون انها تشغّل الارهاب في العالم وفي « الشرق الاوسط الجديد » وذلك بالرغم من ان العديد من الدول العربية اعتبرت هذه الحركة و« الحركات المنبثقة عنها » منذ فترة كحركة « غير شرعية ». في الدول العربية وليس في الغرب يفهمون جيدا العربية. هذه الحقيقة تثير الشكوك بأن الولايات المتحدة، التي فقدت الاهتمام بمنطقتنا، سلَّمت في الحقيقة بسيطرة الاسلام المتطرف على الشرق الاوسط، وضحّت باصدقائها في المنطقة. فامتناعها عن لجم قطر التي تحرض على الارهاب وتموّله، يدل على ان الولايات المتحدة غير مبالية للاضرار التي تلحق باسرائيل ولسقوط مصر بأيدي الاصوليين، الامر الذي يقود الى سقوط الدول العربية المعتدلة.

          يبدو ان الامريكيين، الذين يتواجد جزء من جيشهم في قطر الاستغلالية، الى جانب الاوروبيين، ومعهم شريكتهم تركيا في حلف الناتو يتبعون سياسة « بعدي الطوفان » وسلموا بتقسيم الشرق الاوسط الاخذ في الاضمحلال، ما بين الاسلاميين السنة المتآمرين وبين الايرانيين الغزاة الذين يسيطرون على مواقع هامة ورأس جسر في العراق وسوريا ولبنان وكذلك في البحرين واليمن. ويتحرك كلا المعسكرين السني والشيعي الان باتجاه سباق للتسلح ومواجهة حاسمة مدمرة عصيّة على التفادي بموازاة استكمال المشروع النووي الايراني، في غياب عقوبات او اتفاق ملزم لكبحه.

          في هذه الاثناء، يعمل الاتحاد الاوروبي مع وزراء الخارجية العرب لخلق جبهة ضد الارهاب الاسلامي بمشاركة موهومة لتركيا وقطر اللتين تدعمان الارهاب. وعن ذلك يقال في العربية « حاميها حراميها »  وبالعبرية (عيّنوا المجرمين حراساً).