خبر زئيفي في جلد خروف- معاريف الاسبوع

الساعة 09:44 ص|04 فبراير 2015

زئيفي في جلد خروف- معاريف الاسبوع

بقلم: رون أدليست

 (المضمون: اذا كان ثمة شخص هو النقيض التام لغاندي الهندي فهو غاندي الاسرائيلي. غاندي الهندي تبنى الكفاح الشعبي غير العنيف. أما غاندينا، فقد تبنى وحث على الترحيل العنيف كحل للمشكلة الفلسطينية دون أن يفهم بانه هو نفسه، وأمثاله، هم المشكلة الاسرائيلية - المصدر).

          لم تفوتني أبدا شتيمة لذيذة، مرة بصوت عال، مرة بآهة صامتة، حين كنت أمر تحت جسر غاندي في مسارات ايالون. وقبل اسبوع بث في برنامج « عوفدا » (دليل) تذكير آخر عن عار تخليد الرجل الذي لو كان يعيش في دولة سليمة النظام، لكان خلد على الجدار الشرقي من سجن معسياهو. فالكلاب نبحت، والقافلة، الماء والدم تحت الجسر واصلت جميعها طريقها وكأن شيئا لم يكن. صحيح، بعد موت القديسين يفترض هذا، ولكن ثمة فارق بين شجب القتل وبين مشروع تخليد سخيف لـ « إرث غاندي » كمن كشف في برنامج « عوفدا ».

          باستثناء تفاصيل تافهة هامشية، كشف « عوفدا » النقاب عن شيء ما لم نعرفه من قبل، واعفانا من أمور كثيرة اخرى. فحكايات غاندي والفتيات كان يمكن أن يسمع عنها كل شخص في مطعم صاروم أو شاؤول بكيرم، او حكايات جولاته (كمستشار لرئيس الوزراء لشؤون الارهاب) في سفارات اسرائيل في العالم، بينما رفاقه يشاركون في « الاستعراضات » لمسؤولي الامن. والفارق بين ايام الذكرى و « ارث غاندي » الذي يدرس في المدارس وباقي مشاريع التخليد وبين الرجل الذي كان جنديا متفانيا لمجرمين قاتلين، هو فارق هاذٍ ومثير للحفيظة. لقد قاتل غاندي في حرب التحرير، كان لواء في الجيش الاسرائيلي ووزيرا في الحكومة، ولكن تدهوره الى اعماله الاجرامية ومساهمته في تسميم المجتمع في اسرائيل يطمسان حقوقه.

          على المستوى الشخصي التقيت بغاندي عندما أمر، والله، حواجز قيادة المنطقة الوسطى بمنع دخولي الى قيادة المنطقة. ليس لاني هاجمته مباشرة كمراسل عسكري أو أعربت في التقارير عن اراء يسارية لا سمح الله (فهذه كانت ايام النشوى التالية لحرب الايام الستة) بل لانه سمع من مصادره أني أشكك في كل محفل « رفاقي » في النمط الذي يدير به القيادة وكأنها عزبة خاصة، بما في ذلك زوجي الاسود الذي جمعه لنفسه باسلوب القيصر الحبشي هيلا سيلاسي، ناهيك عن النقل بالجو للرفاق لمشاهدة المطاردات التي اصبحت سيركا دمويا في التلة المجاورة. حاييم طوبول، مثلا، الذي حظي بالطيران الى المطاردة، بينما كنت اقف مع فريق التصوير خارج المسار في  مطار سديه دوف، وارفع صوتا صارخا في مكتب أهرون يريف الذي كان في حينه رئيس شعبة الاستخبارات. وهذا لا يعني أن وشايتي أجدت نفعا. ففي كل لقاءاتنا القليلة، والحمد لله، بث غاندي نزعة شديدة من القومية المتطرفة المتعالية والعنيفة، وليس أنه كان بنفسه مقاتلا متفانيا. فقد كنا جميعنا سكرى النشوة، اما هو فكان اكثر اجميع سكرة مغرورة.

          اذا كان ثمة شخص هو النقيض التام لغاندي الهندي، الزعيم العظيم للكفاح الهندي في سبيل الاستقلال – فهو غاندي الاسرائيلي. غاندي الهندي تبنى الكفاح الشعبي غير العنيف الذي أدير بعقلانية في ظل استغلال انهيار الامبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية. أما غاندينا، فقد تبنى وحث على الترحيل العنيف الذي تبناه كحل للمشكلة الفلسطينية دون أن يفهم بانه هو نفسه، وأمثاله، هم المشكلة الاسرائيلية.

          وبالمناسبة، فان الرجل الذي القى خطابا في احتفال الذكرى لغاندي كان الرجل الذي القى خطابا على شرفة الشرخ في المظاهرة ضد رابين. « ثمة قليل من الاحداث التي صدمتنا بهذا العمق »، قال هناك بيبي نتنياهو. « قتل رابين صدمة أولى، وقتل غاندي الثانية ». لا تعليق.