خبر يوجد ملك، ويوجد زعيم- هآرتس

الساعة 09:43 ص|04 فبراير 2015

يوجد ملك، ويوجد زعيم- هآرتس

بقلم: تسفي بارئيل

  (المضمون: ما يفسر صعود الليكود في الاستطلاعات رغم قضايا الفساد هو أن الليكود شكل دوما بيتا دافئا للمظلومين والضحايا. وهنا فان نتنياهو نفسه يبقى ضحية حتى لزوجته وبالتالي لا يتأثر بقضايا فسادها أو فساده- المصدر).

          للكشف الهام الذي كان  لاستطلاع « هآرتس » من يوم امس، في أن الليكود نما بثلاثة مقاعد اخرى، ما كان يمكن أن يكون تفسير آخر غير وجود علاقة مباشرة بين الحمأة والمقاعد. فكلما ازداد مستوى النتن ازدادت قوة الجذب. إذ ما الذي أصاب وجه الجمهور من ضربات في الايام الاخيرة؟ « صندوق صغير » مصنوع من قناني سمن زعما (بالطبع) نفقات المنازل الخاصة لرئيس الوزراء؛ اشتباه باعمال جنائية في السلوك في منزل رئيس الوزراء؛ زوجة رئيس وزراء كادت توقع حادثة دبلوماسية. ركلة في وجه رئيس الولايات المتحدة وهجوم في سوريا كلف قتيلين اسرائيليين وبخطر حرب مع حزب الله. والمقاعد – تزداد فقط.

          حسنا، ليس مفاجئا أن ينفض رئيس الوزراء عنه الاتهامات كما تنفض الاوزة عنها الماء، ولكن ماذا يقول هذا عن الجمهور؟ هل شعار « ايها الفاسدون مللناكم »، في التسعينيات اصبح كليشيه ممجوجا لم يعد ممكنا الانتصار به في انتخابات 2015؟ اذا كان كذلك، فكيف يمكن أن نشرح كيف حصل أن نزع الجمهور من اسرائيل بيتنا، المنتج الاصيل للفساد (زعما) مقعدين (حسب ذات الاستطلاع) بينما يعلو حزب السلطة ويزدهر؟ لماذا يتمتع فساد ما فيما يعاقب آخر؟ يحتمل ان يكون الجواب يكمن في الفوارق بين المؤسستين الفاسدتين. « اسرائيل بيتنا » يعتبر حزبا فاسدا يقوده سياسي مصنف كأزعر. أزعر سياسي داخلي وخارجي، واحد لا يأبه بالشرطة وبالمحاكم، مستعد لان يركل العرب في اسرائيل الى خارج حدود الدولة وان يرد بشكل « غير متوازن » في لبنان. باختصار، « رئيس عائلة » يشارك الجميع فيها في الحياة والموت السياسي. وفضلا عن ذلك، ليس مهما كم اسرائيليا من مواليد البلاد نالوا نصيبهم من الغنيمة السمينة لاسرائيل بيتنا، فهذا دوما سيكون « عائلة روسية ». عائلة أجنبية. اما في الليكود فالقصة مختلفة.

          الليكود يعتبر حزب الضحايا. فقد وجد الشرقيون فيه بيتا في السبعينيات، والكادحون في المحيط رأوا فيه ملجأ لمشاعر الظلم التي يكنونها، والان حتى ئيس الحزب يعتبر ضحية، الذي ليس ذنبه سوى أنه متزوج من هذه المرأة الشريرة التي تثير جنونه. جنونه هو – وليس نحن. واذا كان فاسدا، فهذا بسببها.

          في الليكود تعاملوا دوما مع رئيس الحزب كـ « ملك » او على الاقل كأب البيت. في اسرائيل بيتنا لا يوجد ملك، يوجد زعيم. في الليكود الملك يمكنه أن يكون فاسدا، ولكن الرعايا سيكونون دوما الى جانبه. هذا ولاء من ليس له بديل، وليس لاسباب ايديولوجية. فمحبو بلاد اسرائيل الكاملة وكارهو العرب على اصنافهم يمكنهم ان يجدوا لانفسهم بيوتا مناسبة أكثر من الليكود. هذا ولاء لـ « البيت »، للهوية، للمكانة التي يمنحها الحزب. اسرائيل بيتنا ليس بيتا، بل هو مقصورة يحيطها الدخان. الولاء فيه هو للقوة التي تمنح الانتماء لـ « العصبة ». وعندما تنكشف التسمية (اسم الحزب اسرائيل بيتنا) بعريها، فهي لا تعتبر فاسدة بل غبية. واحدة لم تتمكن من استغلال الطريقة حتى النهاية وعلى مدى الزمن. وعليها ان تذهب – والاصح، من الافضل أن نتركها وبسرعة.

          اسرائيل بيتنا هو حزب استعمالي، أما الليكود فهو بيت مأوى. يبدو أن هذه المفاهيم الغريزية توجه ايضا الموقف المختلف من الفساد. ليس لمؤيدي اسرائيل بيتنا أوهام. اما مؤيدو الليكود فلا يزالون يعيشون في الوهم في أنه اذا كان رئيس الوزراء « فقط » فاسدا، فانهم يبقون أنقياء وطاهرون. وفقط اذا ما نجحوا في ان يشرحوا فساده بتعابير الكبوة، الخلل، او في أنه على الاطلاق ليس مذنبا بل انتم تعرفون من، يمكنهم ان يواصلوا الاستمتاع بالبيت الدافىء. يتمتع نتنياهو الان بأثر درعي، البريء الخالد. واذا كان هذا بالفعل هو سبب تعزز الليكود يحتمل أن تكون « الثورة، الثورة، الثورة » ليست قريبة جدا. وبدلا من القناني يجدر بنا ان نفكر بالحكم المعاد استخدامه الذي سنحظى به بعد 17 اذار.