خبر كيف تواجه المرأة الغزية تكاثر الأزمات؟

الساعة 07:52 ص|03 فبراير 2015

فلسطين اليوم

« بعد أن علقنا آمالنا العريضة اثر تشكيل الحكومة الجديدة، حكومة التوافق، و كدنا أن نصدق بأننا سنصحو ذات يوم على حياة خالية من الازمات، و لكن سرعان ما تبدد حلمنا، و تكاثرت أزماتنا و اصبحت أنصاف الحلول سبيلاً لمواجهتها »، بهذه الكلمات بدأت المواطنة مها عياد، 36 عاماً حديثها و هي تقلب أعواد الحطب التي وضعتها في موقد وضعت عليه قدراً لتطهو فيه الغذاء لأفراد عائلتها المكونة من 14 فرداً.

عياد أوضحت في حديث لـــ « مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن تعدد الأزمات التي تضرب بقطاع غزة بدءً بانقطاع الكهرباء و مروراً بشح الغاز و صولاً الى عدم وجود تقدم في ملف الاعمار و ليس انتهاءً بأزمة الرواتب، جعل المرأة الغزية تبحث عن البدائل و إن كانت غائبة في بعض الأحيان، من أجل الاستمرار في الحياة، و لو كان ذلك على حساب أمور أخرى.

و قالت عياد:« دفعنا شح الوقود و  انقطاع الكهرباء للعودة الى الوسائل البدائية، لاستخدامها في الطبخ و صناعة الخبز، وهي موقد الحطب أو بابور الكاز »، لافتة الى أن ذلك يستغرق معظم وقتها و يتطلب جهداً مضاعفاً لتجهيز الطعام « .

و أشارت الى أن تعبئة نصف انبوبة من غاز الطهي لم ينهي الأزمة القائمة من جراء نفاذ الوقود، لذلك قررنا الاعتماد على الحطب و بابور الكاز، و استخدام الانبوبة للاغراض الضرورية، معبرة عن سخطها من جراء ذلك بالقول: »كل شيئ في العالم يعمل بكبسة زر الا في غزة، حيث عجلة الزمن تسير الى الوراء« .

و لم يختلف حال عياد عن حال جارتها الخمسينية أم صهيب الحمامي، التي تضطر للنهوض مبكراً من نومها رغم البرد الشديد، لتستغل وقت وصل الكهرباء لتنجز ما عليها من مهام منزلية.

و تقول في حديثها إن عدم وجود الوقود و خصوصاً غاز الطهي دفعها للاعتماد على موقد الكهرباء لطهي الطعام، و »الخبازة«   الكهربائية لصناعة الخبز.

و أشارت الى أن المرأة في غزة أصبحت مجبرة لإيجاد حلول في ظل انصاف الحلول التي أوجدها تعدد الأزمات في غزة، و من بينها الكهرباء و الوقود، مناشدة المسؤولين لوضع حد لهذه المعاناة التي اصبحت لا تطاق.

من جهته أكد وكيل مساعد وزارة الاقتصاد في قطاع غزة، عماد الباز أنه لا يوجد انفراجة قريبة في أزمة غاز الطهي بقطاع غزة.

و أوضح الباز في حديث لـــ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية بأن أي انفراجة في الأزمة مرتبطة بالجانب الاسرائيلي، الذي يتحكم بقطاع غزة و المعابر.

و أشار الى أن من يتحدث عن قرب انتهاء الأزمة يجهل الحقيقة المتمثلة بمسؤولية الاحتلال عنها، للإغلاق المتكرر للمعابر، بالإضافة الى قلة الكميات التي يسمح بدخولها من غاز الطهي الى قطاع غزة.

و لفت الى أن الاحتلال يتعمد بإذلال ابناء شعبنا في قطاع غزة، حيث قوم بإدخال كميات قليلة تتراوح بين 100 أو 150 طن من غاز الطهي، و أن الاحتياجات اليومية لقطاع غزة هي 450 طن، موضحاً بأن هناك اقبال على الغاز في فصل الشتاء، كما أن الوزارة قامت بالتعاون مع وزارة الداخلية بالعمل على تقليص الأزمة من خلال منع استخدام الغاز من قبل سائقي الأجرة.

و توقع ان يتم تعبئة 12 كيلو من أنابيب الغاز خلال الاسابيع المقبلة اذا لم يغلق الاحتلال المعابر مجدداً.

و يشار الى أن الحصار الذي تفرضه »اسرائيل" مع تكرار الحروب على القطاع يتسبب في معاناة يومية لأهالي غزة بسبب النقص الحاد في المستلزمات الحياتية وأدوات ومواد البناء والكهرباء وموارد الطاقة.