خبر حدود لبنان: انتهت أيام الهدوء .. اسرائيل اليوم

الساعة 12:09 م|02 فبراير 2015

حدود لبنان: انتهت أيام الهدوء

 

بقلم: البروفيسور ايال زيسر

 

          (المضمون: استعداد نصر الله لأخذ المخاطرة في التصدي لاسرائيل من شأنه أن يؤدي الى حدوث مواجهة تُنهي الهدوء على الحدود الشمالية بصورة أقرب مما نتوقع - المصدر).

 

          العملية التي نفذها حزب الله في الاسبوع الماضي على الحدود الشمالية تنبيء عن نهاية الهدوء الذي ساد في الحدود الشمالية الاسرائيلية اللبنانية طوال عقد منذ حرب لبنان الثانية. نجد اشارات لذلك في السنة الماضية، عندما وضع مقاتلو حزب الله في شباط وتشرين الاول عبوات جانبية تم اعدادها للاضرار بقوات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود في مزارع شبعا. لقد سارع نصر الله في أخذ المسؤولية عن هذه الاعمال، التي كانت الاولى على طول الحدود منذ حرب لبنان الثانية. ونظرا لأنه لم يكن فيها قتلى فقد فضلت اسرائيل تجاهل ذلك.

 

          من هذه الجهة تشكل العملية يوم الاربعاء الماضي بدون شك الصعود لدرجة أعلى، ليس فقط بسبب القتلى، بل لأن الحديث يدور عن خرق صريح وفاضح للهدوء على الحدود. لم يعد الامر عبوات تم اعدادها مسبقا، التي يمكن دائما التنصل منها، بل هو اطلاق النار من قريب لخلية حزب الله التي كمنت لجنودنا في الجانب الآخر من الحدود.

 

          قوة الردع التي حققتها اسرائيل في حرب لبنان الثانية ما زالت قائمة. والدليل على ذلك أن نصر الله اختار بعناية مكان العملية في الاسبوع الماضي، التي كانت محدودة في حجمها، كي لا تجر ردا واسعا يشعل نارا كبيرة على الحدود الشمالية. كما سارع الى نقل رسالة الى اسرائيل تقول إنه من جهته فقد انتهت جولة التصعيد الحالية.

 

          ومع ذلك، إن قرار نصر الله بالرد بكل ثمن على اغتيال جهاد مغنية ومرافقيه ومنهم ضابط الحرس الثوري الايراني تبرهن على أنه كان مستعدا للمخاطرة بأن يشعل رده حربا شاملة، وهنا تكمن أهمية هذه الحادثة.

 

          فور انتهاء حرب لبنان الثانية اعتذر حسن نصر الله أمام أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، وشرح لهم بأنه لم يُقدر أن يكون رد اسرائيل على عملية الخطف بهذا القدر من القوة والشمول، وأنه لو كان يعرف ذلك مسبقا لما كان أمر بتنفيذها. في يوم الاربعاء الماضي، وقف نصر الله أمام معضلة مشابهة: هل سيأمر بتنفيذ عملية يمكن أن تؤدي في ظروف معينة الى الاشتعال الشامل، كما نعرف هو قام بالمخاطرة.

 

          المعنى هنا واضح. مرة اخرى لا يمكن الاعتماد على الضرر الذي أصاب نصر الله في حرب لبنان الثانية، كما أنه لا يمكن الاستناد الى قوة الردع الاسرائيلية، وهذا ما تعلمناه من العملية في الاسبوع الماضي، لأنه يوجد لهذا الردع حدود.

 

          يمكن أن يقرر نصر الله في المستقبل القريب أنه خلافا للماضي سيرد حزب الله على الهجمات الاسرائيلية في سوريا ضد ارساليات السلاح المرسلة اليه. حتى الآن امتنع حزب الله عن الرد على هذه الهجمات بذريعة أن هذا الامر يجب تركه للنظام السوري.

 

          ومهما كان الامر فقد انتهت ايام الهدوء التي عرفتها اسرائيل في السنوات التسعة الاخيرة على الحدود الشمالية، ويمكن أنه قد بدأ العد التنازلي لجولة مواجهة اخرى بين اسرائيل وحزب الله. ومثلما في جولات مواجهة سابقة لا أحد يريد – في اسرائيل وفي لبنان – مواجهة كهذه. لكن استعداد نصر الله لأخذ المخاطرة في مواجهة اسرائيل، التي لم يتجرأ من قبل في السنوات التسعة الاخيرة على أخذها، من شأنه أن يؤدي الى مواجهة أقرب مما نتوقع.