خبر الطابعات الثلاثية الأبعاد تنقذ حياة طفل

الساعة 06:37 م|01 فبراير 2015

فلسطين اليوم

قال الأطباء لوالدي جاريت: “آسفون، لم يعد لدينا شئ يمكن عمله بعد الآن”

جاريت بيتيرسون هو طفل ولد سنة 2012 بعيب خلقي في قصبته الهوائية، حيث أنها لينة جداً، كأنها من القماش، ما يجعلها تنطبق على بعضها عدة مرات في اليوم، يتوقف فيها تنفس جاريت ويتحول لونه إلى الأزرق عند تعرضه للنوبة، ويقول أبوه أنه من المرعب مراقبته في هذه النوبة، ومن المرعب أن تشاهد طفلك يختنق أمامك مرة بعد مرة.

يقول الأب أن جاريت كان مريضاً لدرجة أنه لم يترك غرفة العناية المركزة لسنة كاملة، وقال إنهم بدأوا يخافون أنهم سوف يفقدونه، وكانت هذه المرحلة هي التي قال لهم الأطباء فيها أنه ليس لديهم شئ يستطيعون عمله أكثر من ذلك، ولم يعرفوا كم من الزمن يمكن لهم أن يبقوه على قيد الحياة.

 في ذات الوقت، سمع الوالدان عن استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد في جامعة ميتشيجين، والذين كانوا يطبعون دعامات ثلاثية الأبعاد أو جبائر للقصبة الهوائية الضعيفة لحالات تشبه حالة جاريت فهرعوا إليهم.

والطابعة ثلاثية الأبعاد هي من أكثر الاختراعات إلهاماً في الفترة الأخيرة، ويتوقع أن تترك أثراً كبيراً وثورياً خاصة في المجال الطبي، وهنا في هذه الحالة تقوم بطباعة جبائر تشبه الغضاريف تبقي القصبة الهوائية مفتوحة، لأن ما يميزها هو أنها لا تحتاج إمداد دموي وهذا ما أعاق هذه الطابعة عن طبع كبد أو كلية أو عضواً حيوياً للإنسان، كما أن استخدام الطابعة في ذلك يجعل القياسات مناسبة للمريض بالضبط.

 وقالت والدة جاريت ناتالي بيترسون: “لم نعلم أبداً ما إن كان بإمكاننا ذات يوم أن نأخذ جاريت إلى المنزل، أو أن نراه يأخذ قيلولة، أو يجلس في غرفة المعيشة ويتنفس بشكل طبيعي، لقد كان هذا مؤلماً جداً”

عندما قاموا بتركيب الجبيرة لقصبة جاريت الهوائية كانت تعمل بشكل جيد جداً، وكان ما يزال في المستشفى، لكن بعد أسبوعين فقط من هذا كان قادراً على مغادرة المستشفى لأول مرة في حياته.

وصحيح أنه لا يزال يحتاج بعض المساعدة، بالذات في الليل، لكنه يصبح كل يوم أفضل من سابقه.

وقال الطبيب جلين جرين، الدكتور المتخصص في معالجة الرأس والرقبة في الأطفال، أن الجبيرة قامت بواجبها في فتح مجرى الهواء لجاريت، إذ دعمت قصبته الهوائية، وعندما يكبر سوف تذوب وعندا تكون قصبته قد أصبحت أصلب وأكثر اعتماداً على نفسها، ويصبح هو قادراً على التنفس لوحده.

وقالت أمه ناتالي: “إنه يستطيع أن يتنفس، لوحده تماماً، ومن الجميل جداً أن تسمعه يتنفس فحسب، أن تسمعه وهو يأخذ نفساً عميقاً وكل الأشياء التي تخيلنا أنه لن يستطيع فعلها أبداً”

كما أن مشاكل جاريت الأخرى أيضاً تحسنت، مثل المضاعفات التي كانت قد ظهرت في قلبه وجهازه الهضمي.

“من المدهش أن ترى كم ساعده هذا” كما يقول والده

لقد بدأت عائلة بترسون تعيش كأي عائلة طبيعية، يستطيعون الآن أن يلتفوا معاً على أرض الغرفة، أن يقرأوا الكتب له، وأن يضحكوا معاً على فيديوهات ميكي ماوس التي يحبها.