خبر التسريب لم يكن صدفة -معاريف

الساعة 09:16 ص|01 فبراير 2015

التسريب لم يكن صدفة -معاريف

الرسالة: أنتم لا تستطيعون بدوننا

بقلم: يوسي ملمان

 (المضمون: التسريب لم يكن صدفة والرسالة هي أنكم لا تستطيعون بدوننا فأنتم لا تواجهون اسرائيل وحدها وانما الولايات المتحدة ايضا - المصدر).

 

          يصعب التصديق أن التوقيت كان صدفة. فالذي سرب التفاصيل عن اغتيال عماد مغنية قبل سبع سنوات في الصحيفتين ولا سيما لصحيفة مثل « واشنطن بوست » و« نيوز ويك »، لم يقم بذلك بالصدفة. يبدو أن هناك من أراد نقل رسالة للشعب في اسرائيل ولرئيس الحكومة: أنتم لا تستطيعون بدوننا. أنظروا إن كان التعاون وطيدا بين جهازي الاستخبارات للدولتين، ومن شأنه أن يتضرر  من سياسة رئيس حكومتكم. هذا هو الجوهر المخفي للرسالة المسربة.

 

          التسريب كان مفاجئا لأن الولايات المتحدة لم تعتد أن تعترف بقيامها بعمليات سرية إلا اذا أخذت المسؤولية عنها على عاتقها. في حادثة مغنية لم تعترف لا الولايات المتحدة ولا اسرائيل بالعملية، وحتى الآن ما زال هناك مجال للانكار. فليس حكم المسرب المجهول كحكم اعتراف رسمي من الحكومة. فيما يتعلق بالتفاصيل هي أقل أهمية ويبدو أن جزءً منها ليس دقيقا. مما تم نشره في وسائل الاعلام الامريكية نتج انطباع بأن هناك في الولايات المتحدة من أراد أن يأخذ النصيب الاكبر من نجاح العملية. وحسب ما نُشر ففي العملية المشتركة التي صُفي فيها وزير دفاع حزب الله كانت الـ سي.آي.ايه هي الشريك الاكبر والموساد هو الشريك الاصغر.

 

          يمكن أن يكون الحديث مبالغا فيه والحقيقة تختلف تماما. الحقيقة هي أن الموساد كان هو الجهة المسيطرة. هذا الانطباع يتكون حتى من قراءة التقارير حيث قيل فيها بأن المعلومات الاستخبارية عن حركة مغنية في دمشق والتي كان له فيها شقة سرية، جلبتها الاستخبارات الاسرائيلية. كما كُتب أن المبادرة لتصفيته جاءت من مئير دغان رئيس الموساد في حينه رغم أنه ذُكر ايضا أن اوساطا من الاستخبارات والجيش الامريكي طرحوا هذه الامكانية بأنفسهم نظرا لأنه كان لهم حسابا مع مغنية حيث كانت أيديه ملطخة بدماء المئات من الامريكيين. في نهاية المطاف كان مغنية هدفا مهما لاسرائيل، أكثر من الولايات المتحدة، حيث طاردته لسنوات طويلة. كما كُتب ايضا أن القنبلة التي وضعت في سيارته تم تطويرها وتركيبها وتجربتها في الولايات المتحدة، لكن تشغيلها كان من قبل اسرائيل.

 

          يُسمع في التقارير ما بين السطور تفاخرا امريكيا بأن عملاء الـ سي.آي.ايه كانوا موجودين على الارض حين تصفيته في دمشق. يمكن التقدير أنه اذا كان الموساد شريكا في العملية فان رجاله – رجال الحربة كما نشر في وسائل الاعلام الاجنبية وفي كتاب « عملاء ضد يوم الآخرة » للصحفي الامريكي دان رفيف وأنا – كان لهم وجود محترم جدا في المكان.

 

          كُتب في الصحف الامريكية عن مشاركة المخابرات الاردنية. ايضا هذا ليس مفاجئا لمن يعرف عن العلاقات الوطيدة بين الدول.

 

          يمكن التقدير أن نصيب اسرائيل في التصفية كان أكثر من نصيب الولايات المتحدة، ولكن الامر هنا لا يتعلق بمن يسجل في حسابه رصيدا أكبر.

 

          رغم أن الرسالة موجهة للشعب ولرئيس الحكومة، فان النشر يمكن أن يخدم ايضا المصلحة الامنية لاسرائيل. فهم يتحدون حزب الله ويضعونه وايران أمام وضع صعب: ليست اسرائيل وحدها التي تواجهونها وانما ايضا الولايات المتحدة.