خبر الملك في ضائقة- يديعوت

الساعة 09:15 ص|01 فبراير 2015

الملك في ضائقة- يديعوت

بين واشنطن وداعش

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: الملك عبدالله في الاردن يعيش ضائقة سياسية جدية يتمزق فيها بين الضغط الامريكي لعدم الاتفاق مع داعش وضغط عائلة الطيار الاردني لتحريره حيا اليها - المصدر).

الملك الاردني عبدالله لا يحسد. فالمفاوضات لتحرير الصحفي الياباني كينجي غوتو من أسر داعش وتلقي « اشارة حياة فقط » من الطيار معاذ الكساسبة، مقابل تحرير مخربة عراقية – بدت حتى يوم أمس عالقة. وليلة أمس نشر داعش فيلما قصيرا عرض فيه أغلب الظن عملية اعدام الصحفي الياباني.

قبل ذلك مدد داعش موعد انتهاء الانذار مرتين كي يثبت بانه يريد صفقة. المخربة، ساجدة ريشاوي، نقلت منذ الان من قسم العزل في سجن جنيد الى غرفة اعتقالية في نطاق القصور الملكية، تمهيدا لارسالها الى الحدود التركية، كما يطلب داعش. ولكن الاتصالات انقطت. وعلى افتراض ان الصحفي الياباني قتل، فليس واضحا في هذه اللحظة اذا كان الطيار الاردني لا يزال حيا، واذا كانت ستتم على الاطلاق صفقة لتحريره او أنه في احدى الليالي سينشر داعش فيلم اعدام آخر تقشعر له الابدان.

خلف الكواليس، تنبش الادارة في واشنطن وتضغط على الملك عبدالله لعدم الدخول في صفقات مع المنظمة الارهابية الاسلامية. فما هو مسموح للامريكيين في افغانستان وفي العراق لا يوصى به جلالته. فمثل هذه الصفقة، كما يصرون في واشنطن، سترفع مستوى مكانة داعش الى مستوى الشريك الذي يملي الشروط على المملكة.

كما حرصت واشنطن على نشر فتات معلومات ولدت موجة من الشائعات في أن الطيار كساسبة لم يعد على قيد الحياة منذ زمن بعيد. والدليل رقم 1: داعش يتجاهل شرط الملك في أن تنقل اليه « اشارة حياة ». الدليل رقم 2: الانذار نفد مرتين، وداعش الذي هدد بتصفية التيار لم يذكر سوى الرهينة الياباني.

داخل الاردن، رغم أمر التعتيم الاعلامي، يجري جدال مع وضد الصفقة. فمن جهة يحظى الطيار بمكانة بطل وطني. وفي المسيرات امام ديوان رئيس الوزراء ترفع صوره مع كلمات « كلنا كساسبة ». ومن جهة اخرى تصدر اصوات جديدة تعارض الصفقة. وهؤلاء هم اقرب قتلى « يوم الاربعاء الاسود ». في حينه، في 2005، دخل زوجان من العراق، بعثهما تنظيم القاعدة الى فندق « راديسون ساس » في عمان. وشغل الزوج حزاما ناسفا تسبب بموت ستين من ضيوف الفندق. زوجته، ريشاوي، لم تشغل العبوة، وفي جلبة الحدث نجحت في الفرار – الى ان القي القبض عليها.

في محاكمتها عرضت ريشاوي روايتين: مرة ادعت بان الحزام الناسف فسد. مرة اخرى اعترفت بانها اصيبت بالفزع. ولم تعرب ابدا عن الندم. بل العكس، في تحقيقها روت بانها جاءت لتنتقم لتصفية ثلاثة اشقائها في العراق على ايدي قوات الجيش الامريكي. وقد حكمت بالموت شنقا، والسلطات الاردنية، التي قررت عدم التورط مع القاعدة، قررت بانها « لا تعدم امرأة » وعلقت التنفيذ.

وعليه فان الضغط الامريكي للتضحية بالطيار في صالح التجاهل الاستعراضي لداعش، وكذا الضغط من الجهة الاخرى والذي يمارسه ابناء عشيرة الطيار الكبيرة، والجدال الحماسي مع وضد الاتصالات مع منظمة الارهاب الاسلامي (ما يذكرنا على الفور بالجدالات عندنا حول صفقة شاليط)، وغياب الادلة على أن الطيار حي – كل هذه تجعل المفاوضات تدخل في طريق مسدود، وتضع الملك في ضائقة.

من الصعب أن نرى داعش يحرر طيارا قتاليا انطلق لقصف اهداف حددها له الامريكيون. والاردن يدير « غرفة طوارىء »، ونائب وزير الخارجية الياباني يتراكض حتى اللحظة الاخيرة بين رجال الارتباط في تركيا وفي قطر وكل من يدعي بان لديه ذرة معلومات او طرف خيط يؤدي الى الرهائن. والان لم يعد الملك يتعهد « باستخدام كل الوسائل » بل يحاول تهدئة عائلة الطيار المخطوف. وليس واضحا كيف تحل المعضلة.

في نهاية الاسبوع قرر مصدر استخباري كبير في عمان ذكر صفقة التبادل الاسرائيلية مع حزب الله، عندما اعيد القاتل من نهاريا، سمير قنطار، الى لبنان مقابل  تابوتي ريغف وغولدفاسر. حتى اللحظة الاخيرة كان هناك من حلم عندنا في أن تقع معجزة ويصل المخطوفين حيين الى معبر الحدود في رأس الناقورة.