خبر العودة الى قواعد اللعب -معاريف

الساعة 10:59 ص|29 يناير 2015

العودة الى قواعد اللعب -معاريف

بقلم: ران إدلست

          (المضمون: إن الرد الاسرائيلي المحدود في أعقاب عملية حزب الله الاخيرة يشير الى أن اسرائيل عادت الى قواعد اللعب، وتماديها في الرد سيخدم هدف المحور الثلاثي في السيطرة على لبنان - المصدر).

          حتى كتابة هذه السطور، في مساء يوم الاربعاء، عاد الجيش الاسرائيلي الى قواعد اللعب المتبعة بيننا وبين حزب الله – لقد أطلقنا وهم أطلقوا، كل جانب حسب درجة الضرر أو الفائدة التي سيجنيها من الاطلاق، بدون الانجرار الى دوران يصعب اصلاح نتائجه. اذا قرأتم هذه المقالة في الصباح ولم يستمر الجيش الاسرائيلي في زيادة ضرباته في الليل، فهذا مؤشر على أن الجانبين يريدان الهدوء. من هنا فصاعدا علينا أن نفهم كيف ولماذا وصلنا الى شفا الانفجار الذي يمكن أن يحدث اذا تم التقرير في اسرائيل أن يرفعوا سقف الرد.

          من جهة حزب الله، تصفية القافلة كانت انحرافا عن قواعد اللعب، واستمرارا لضرب القوافل والمخازن في الماضي. من جهة الجيش الاسرائيلي، فان جنودا مقتولين في عملية يتم المبادرة اليها، بخلاف اطلاق قذائف مدفعية عارض، ايضا في حدود لبنان، هو ذريعة للحرب (لجنة تحقيق). من جهة السياسيين في فترة الانتخابات، فشل سياسي ووهن في الرد، هو الاختبار الأكبر. السؤال هو أن تُنتخب أو لا تُنتخب.

          ليس مناسبا الآن أن نسأل كيف حدث هذا؟ هل هذا يشكل فشلا أو خللا بسيطا؟ لكن السؤال هو ماذا سنفعل بعد. بصورة عامة هناك بنك أهداف جاهز (ومحسوب) الذي تم استخدامه فورا بعد اطلاق الصواريخ. من اجل رفع سقف الاهداف هناك حاجة الى تقييم الوضع الذي يجب أن يقوم به وزير الدفاع ورئيس الحكومة ومن ثم يقررا. تقييمات الوضع السابقة القائلة إن حزب الله سيُبعد العملية الى الخارج – تلقت ضربة قوية، قتلى وجرحى، وفي الأساس اسئلة فيما يتعلق بالاستخبارات واجهزة الانذار في منطقة الحادث، كما أن تقييمات الوضع التي ترافق اقتراحات برد الجيش الاسرائيلي، علينا أن نأخذها بثقة محدودة الضمان وخصوصا تقييم الوضع باتجاه رد حزب الله اذا تم رفع السقف من جهتنا.

إن الترسانة محددة تماما: رد على النار من الطرف الآخر (مدفعية أو من الطائرات) مهما كانت قوتها تشمل رؤية الدمار، لا تكفي لطلب الانتقام بالشكل الذي أراده ليبرمان (ضربة شديدة وما أشبه) يمكن أن تشكل وسيلة في أيدي اليمين في الانتخابات، الذي لن يعتذر حتى اذا قُتل مئات من الناس. الدخول البري غير وارد. ليس لأن الجيش الاسرائيلي يخاف، ولكن لأنه لن يحل شيئا ويشكل مدخلا مؤكدا للتورط في المستنقع اللبناني، لمن يتوق لذلك. عملية « جراحية » في (الجبهة الداخلية للعدو) من شأنها أن تجلب قدرا معينا من التصفيق والهتاف، ولكن دائما هناك احتمال ولو قليل للفشل، أنظروا الى عملية النعيمة في 1988 والانصارية في 1997.

          باستثناء الحادث الاخير، هناك صراع تكتيكي بين اسرائيل والمحور الثلاثي – ايران، حزب الله وسوريا – على السيطرة على موقع القنيطرة وجنوب هضبة الجولان، والهدف الاستراتيجي للمحور الثلاثي هو  السيطرة على لبنان كله. لاسرائيل ليس هناك سيطرة على الهدف الاستراتيجي للمحور الثلاثي في لبنان، والخطر هو أن حربا شاملة في أعقاب رد زائد لاسرائيل ستُقربهم من تحقيق هدفهم هذا. في هذا الوضع المضطرب وهذا الجنون الشرق اوسطي محظور أن يكون جنود الجيش الاسرائيلي وسيلة لجعل حزب الله وايران يسيطران على لبنان بسبب الحسابات الانتخابية.