خبر حرب بوجود خيار-معاريف

الساعة 10:56 ص|29 يناير 2015

حرب بوجود خيار-معاريف

بقلم: البروفيسور تشيلو روزنبرغ

          (المضمون: هوس الحرب احيانا يكون سببا لها أكثر من الاسباب الموضوعية. حزب الله يستغل الانتخابات من خلال افتراضه أن الحكومة لن توعز بحرب شاملة - المصدر).

          إن الحادث الصعب في مزارع شبعا يمكن أن يجر اسرائيل الى حرب لا تريدها. إن هذا الحادث هو ذيل آخر من ذيول العملية التي نفذت حسب التقارير الاجنبية قبل عدة ايام في سوريا. التقديرات التي تقول إن أيا من الطرفين لا يريد حربا شاملة – صحيحة. ولكن في بعض الاحيان عندما يكون الخوف من الحرب لا يقل خطرا عنها فان أي من الاطراف المشاركة فيها لا تستطيع أن تقدر بصورة صحيحة ماذا ستكون النتائج.

          لقد تحولت سوريا لتصبح منطقة مهجورة ليس فيها حكما أو نظاما، وقد دخل الى هذا الفراغ قوات كثيرة، يعادي بعضها بعضا الى درجة مخيفة. ومع ذلك فان القاسم المشترك لكل القوات المقاتلة في سوريا هو اسرائيل. المصلحة الاسرائيلية العليا هي عدم التدخل في ما يجري في سوريا. لأن كل تدخل كهذا من شأنه، من جهة اسرائيل، أن يوحد الجميع ضدها. ادراك أن اسرائيل هي الدولة الأكثر قوة ليس في مصلحتها. لقد حدث أكثر من مرة أن اندلعت حروب عندما كان واضحا للجهات العربية أن اسرائيل قوية جدا.

          تقديرات جهاز الامن والقرار باعطاء تعليمات بعودة الحياة الى طبيعتها اتضح أنها كانت فشلا ذريعا. من المعقول الافتراض أن تلك التقديرات ارتكزت على افتراضات أساسية بأن حزب الله لن يرد نظرا لتورطه في سوريا وفي لبنان. اتضح أن نصر الله لا يعمل لدى الاجهزة الامنية أو الاجهزة السياسية في القدس وفي تل ابيب. ومن اجل أمن المدنيين كان يتوجب الانتظار أكثر. من اللحظة التي تم فيها فتح النار على القوات الاسرائيلية فليس للجيش الاسرائيلي خيار إلا أن يرد. وهنا بالضبط يُمتحن فهم اسرائيل: هل ستُجر الى حرب استنزاف أو أنها ستنهي هذه الجولة بأسرع ما يمكن.

          يستغل حزب الله الانتخابات الاسرائيلية من خلال الافتراض أن حكومة اسرائيل لن توعز بفتح حرب شاملة في لبنان أو سوريا، وهذا هو السبب في أنه أخذ على عاتقه مسؤولية اطلاق النار على دورية الجيش الاسرائيلي والمس بجنوده. ولكن نصر الله معروف أنه يمكن أن يخطيء أخطاء كبيرة في التقدير، مثلا ما قاله في أعقاب حرب لبنان الثانية، ومع ذلك يمكن أن نقرر أنه بالتدقيق مليا، فليس هناك أية مصلحة لحزب الله في فتح حرب ضد اسرائيل. ايران التي تحرك حزب الله وقامت بجهود كبيرة للحفاظ على نظام الاسد، كما يبدو لن تقوم بتوريط قوتها الضاربة في جبهة جديدة.

          حتى لو حاولوا في اسرائيل نفي أي خلط بين الانتخابات وبين أي عملية عسكرية، أو ربما، لا سمح الله، حرب، فلن ينجحوا في ذلك. إن هوس الانتخابات وهوس الحرب يؤدي الى نتائج غير مرغوب فيها. السؤال الكبير هو هل ستكتفي اسرائيل بتصريح نصر الله أن العملية في مزارع شبعا هي ردا على ما نُسب لاسرائيل، حسب المصادر الاجنبية، كأنها تصفية للقادة في سوريا. بهذا يتم تحديد رد اسرائيل ودرجة قوته، والاهداف التي سيتم اختيارها ستحدد فيما اذا كنا سنتورط في حرب أو لا.

          يجب على النخبة العسكرية والسياسية اجراء نقاش معمق منفصلا عن الانتخابات. الناس سيقولون إن هذا غير ممكن. ولكن بالتأكيد فان الجيش الاسرائيلي سيُقدم توصيات مهنية جدا. يصعب توقع ماذا سيقرر المستوى السياسي. هذا هو المجهول الاكبر في هذا الوقت وغير القابل للتوقع. علينا أن نتذكر جيدا وندرك: الحروب تندلع ايضا من هوس الحرب وليس فقط من اسباب موضوعية. الهدوء والتفكير المعمق هما الطريق الافضل للعمل.