خبر المحتوون محدودو الضمان- يديعوت

الساعة 10:55 ص|29 يناير 2015

المحتوون محدودو الضمان- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: اذا كان يعتقد أحد ما بان ايران ستكتفي بذلك فانه يعيش في فيلم. يد الايرانيين طويلة. وذاكرتهم أطول. ومن يعتقد أن العالم سيصدم لموت مقاتلين من جفعاتي، في منطقة محتلة، في مكان ما هناك على الحدود بين اسرائيل، سوريا ولبنان، فيتهم ايران ويشدد العقوبات ضدها، يعيش في ديزني لاند - المصدر).

عندما يطلق حزب الله النار الى اراضينا، عندما يقتل ويجرح مقاتلون، عندما توضع قوة الردع الاسرائيلية قيد الاختبار، من الواجب الانتقال الى الصمت، والوقوف كرجل واحد خلف سياسة حكومة اسرائيل.

لو كانت لها سياسة

أمور غير جيدة تحصل للدولة هذه الايام. وليست جميعها مرتبطة بالضرورة الواحدة بالاخرى، ولكنها جميعها شؤم. فقد كانت دعوة نتنياهو لالقاء خطاب في الكونغرس في واشنطن، دعوة عادت الينا كالسهم المرتد، بشرخ لم يسبق له مثيل لسنوات عديدة بين رئيس وزراء اسرائيل ورئيس الولايات المتحدة؛ كانت العملية في الباص في تل أبيب، واحدة في سلسلة عمليات عفوية، تشير الى أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يقتربون من نقطة الغليان؛ كانت التصفية للجنرال الايراني ولثلاثة من كبار رجالات حزب الله في الهضبة السورية في الاسبوع الماضي، التصفية التي كل جهة في العالم، وأولا وقبل كل شيء ايران وحزب الله، تعزوها لاسرائيل.

وأمس اطلق حزب الله صواريخ مضادة للدروع اصابت مركبتين للجيش الاسرائيلي، كانتا تسيران على طريق بجوار الغجر، القرية في الطرف الشمالي – الغربي من الجولان، على حدود لبنان.

« من يقف خلف الهجوم اليوم، سيدفع كامل الثمن »، أعلن رئيس الوزراء. عمليا بذلت اسرائيل كل ما في وسعها كي تحتوي الحدث. ضباط الجيش الاسرائيلي، الذين جاءوا لتقويم الوضع في مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب تذكروا جيدا التدحرج الى الحرب في الصيف الماضي. حكومة اسرائيل لم ترغب في الحرب؛ حماس لم ترغب في الحرب. وعلى الرغم من ذلك، تدحرجوا الى هناك وكأنه يتملكهم الشيطان فقط لان الطرفين خافا من أنهما لا يردعان  الواحد الاخر بما يكفي.

لقد وصف أحد المصادر العلاقات بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله بتعابير من مجال السياقة. الطرفان، قال، لا يريدان الا ان يحتك الواحد بالاخر، جناح يلمس جناحا، صاج يلمس صاجا. ولا ضمانة لهما الا ينتهي هذا بحادثة طرق جبهوية.

يكاد يكون كل من اجتمع في مكتب رئيس الوزراء أمس افترض بان خلف تهديد نتنياهو لا تختبىء غير الخطابة. فهو لا يريد حقا أن يتورط في حرب في الشمال الان. احد لا يريد، بينت ايضا لا يريد، الذي فجأة صمت. لا صوت ولا واتس أب. ولا ليبرمان ايضا، الذي دعا الى فتح حملة عسكرية كبيرة في لبنان، ولكن عرف بان احدا لا يأخذ دعوته هذه على محمل الجد.

وسارع السياسيون من التيار المركزي للسير على الخط: احد لا يريد ان يظهر بانه غير وطني في وقت التوتر الامني. وقد دعوا بعناية من صفحات الرسائل التي اعدها لهم رجال العلاقات العامة في الحزب، ولم يصدقوا أي كلمة تخرج من أفواههم. لا عومر بارليف، الذي سعى الى الشد على يد رئيس الوزراء، لا زئيف الكين، الذي دعا الى ضبط النفس ولكنه تعهد بالانتقام. ففترة الانتخابات ليست ساعتهم الجميلة.

الرسالة التي خرجت من مكتب رئيس الوزراء وتبناها على الفور كل سياسي ومحلل، قال على النحو التالي: ايران أمرت حزب ا لله أن يستولي على المنطقة على طول حدود اسرائيل، من هار دوف حتى خطوط السفوح في منطقة القنيطرة. ومحظور على اسرائيل أن تسمح لهذا بان يحصل. وقد فعلت كل الاعمال العسكرية اللازمة كي تمنع ذلك. ونتنياهو بنفسه المح بذلك ببيانه أمس.

وأنا أسأل، في واقع الامر لماذا؟ لنفترض أن ايران أمرت حزب الله بان يوسع انتشاره حتى شمال الهضبة؛ لنفترض أن حزب الله يعتزم عمل ذلك. فهل هذا سيء جدا؟ هل من الافضل لاسرائيل أن تجلس في هضبة الجولان امام قوات داعش أو أمام جبهة النصرة، منظمة مجنونة اخرى متفرعة عن القاعدة؟ فأمام منظمات كهذه نحن نجلس اليوم، من القنيطرة جنوبا، ولم اسمع أن اسرائيل فتحت ضدها حربا. فلماذا نواصل العيش في حنيتا والمطلة، في مسغاف عام وفي دوفيف، في كريات شمونا وفي شلومي. امام حزب ا لله ولا يمكننا أن نعيش امامهم في هضبة الجولان؟

وسؤال آخر، اذا كان مسموحا. لماذا صفي الجنرال الايراني؟ لماذا صفي في عملية شبه علنية؟ ما الذي منعه من قرر هذه العملية، ومن أخاف ومن ردع، باستثناء مئات الاف المواطنين الاسرائيليين الذين يسكنون على حدود الشمال؟ ربما توجد أجوبة جيدة لهذه الاسئلة، ولكن عندما لا يكون أب للعملية اياها فانه لا يوجد من يمكن أن يطالب بها.

بعد عملية حزب الله أمس أملوا في الجيش الاسرائيلي أن يكون بذلك انتهى فصل: نحن فعلنا ما علينا، هم انتقموا نقمتهم. يمكن ان نفتح من جديد جبل الشيخ للمتزلجين، يمكن العودة الى الحياة الطبيعية، في كل ما يتعلق بحزب الله قد يكون هذا صحيحا: الحسابات بيننا وبينهم طويلة ومركبة. احيانا يكفي وهم النجاح لتهدئة احد الطرفين وتزييف ردع متبادل.

ولكن اذا كان يعتقد أحد ما بان ايران ستكتفي بذلك فانه يعيش في فيلم. يد الايرانيين طويلة. وذاكرتهم أطول. ومن يعتقد أن العالم سيصدم لموت مقاتلين من جفعاتي، في منطقة محتلة، في مكان ما هناك على الحدود بين اسرائيل، سوريا ولبنان، فيتهم ايران ويشدد العقوبات ضدها، يعيش في ديزني لاند.

كل هذا يعيدنا الى سلسلة الامور غير الطيبة التي تحصل هنا. اذا كان يريد نتنياهو مساعدة الادارة الامريكية في حل المشكلة مع حزب الله، مشكوك أن يتلقاها. الهواتف في واشنطن لا ترد. ولا يتبقى له غير الامل بوجود راشد مسؤول في طهران، او في القبو، في الضاحية، في بيروت.