خبر ثمن عملية الاستعراض -هآرتس

الساعة 10:55 ص|29 يناير 2015

ثمن عملية الاستعراض -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ان الحدث الفتاك أمس في هار دوف، والذي قتل فيه جنديان باصابة صاروخ مضاد للدروع في مركبة للجيش الاسرائيلي واصابة سبعة هو رد متوقع على عملية التصفية في سوريا قبل نحو اسبوعين، المنسوبة لاسرائيل، والتي قتل فيها ستة نشطاء من حزب الله، وبينهم جهاد مغنية، ومسؤول كبير في الجيش الايراني. على خلفية التخوف من التصعيد وفتح جبهة اخرى في الشمال يحتدم الاحساس بان العملية المنسوبة لاسرائيل كانت مغلوطة من ناحية عملياتية واستراتيجية. بل انها تطرح علامات استفهام على تفكر مقرري السياسة – رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان.

 

          محظور على أي مواطن اسرائيلي أن يتملص من الاسئلة، اذا كانت عملية الهجوم التي نسبت لاسرائيل ضرورية ومجدية في شيء لامن سكانها؛ فاذا كانت تبرر فقدان حياة الجنديين اللذين قتلا في عملية الرد؛ اذا كانت تبرر الحساب الدموي الجديد الذي فتح في اعقابها مع حزب الله وايران والخطر في التصعيد الاقليمي.

 

          مفهوم من تلقاء ذاته انه لا يمكن القول انه توجد صلة بين التصفية في جنوب سوريا وحملة بنيامين نتنياهو، الذي يتدهور في الاستطلاعات. ومع ذلك، فان يوآف غالنت هو الذي كشف النقاب عن أنه في عهد ولايته كقائد للمنطقة الجنوبية كان يمكن تصفية احمد الجعبري في فرص مختلفة ولكن « بسبب ما هذا لم يحصل في المواعيد اياها... فاذا نظرت الى الانتخابات السابقة، فان تصفية الجعبري لم يكن حدثا يمكن ان يتم فقط في الموعد اياه ».

 

          وعندما يسارع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي يغرق حزبه في التحقيقات على شبهات بفساد خطير للاعلان عن أن « على اسرائيل أن ترد بشكل غير متوازن » – يصعب على المرء الا يعجب اذا لم تكن دعواته هذه للحرب تنبع من مصلحة سياسية ومن صرف الانتباه العام عن حزبه.

 

          محظور أن تؤثر اصوات من هذا النوع على ما يجري في الساحة العسكرية والسياسية وتقود اسرائيل الى المصيبة. على رئيس الوزراء، في فترة الحملة الانتخابية ايضا، ان يحافظ قبل كل شيء على أمن سكان اسرائيل وجنود الجيش الاسرائيلي والامتناع عن الاستفزازات والاعمال التي تؤدي الى التصعيد.

 

          كما أن لقائدي المعسكر الذي يدعي طرح بديل لنتنياهو، اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني دورا هاما في هذا الوقت. عليهما ان يطلقا صوتهما بشكل حاد وواضح والعمل على منع التصعيد في الشمال. هكذا فقط سيثبتان بانهما بديل بالفعل لحكم الخوف والحرب الذي يمثله نتنياهو.