خبر صور.. الشهيد صائب البطش: مجاهد رسالي أذاق العدو الويلات

الساعة 12:49 م|27 يناير 2015

فلسطين اليوم

قدموا أروحهم رخيصة على درب الحرية، التي كنا نحلم بها، كل كلمات الرثاء تسقط أمام طيفهم العابر إلينا كل لحظة، وكل حروف الرثاء تسكبُ رحيقها كي تعود إلى خط البداية، حين كانوا بيننا، نراهم نسمعهم نكلمهم، أما الآن وقد حال الموت بيننا فرحلوا إلى دار الأخيرة خالدين في ظلال ربهم ، بقيت في سمائنا قصص وحكايا، صور وروايات لم ترّوَ بعد..!! بقيت لدينا الأسطورة التي جعلتكم ترحلون ، كيف حملتم الأرواح على الأكف؟ وتسابقتم شهداءَ إلى الجنة..!!

أرواحكم الخالدة فينا بقيت بيننا وان رحلتم أنتم بأجسادكم، تمر الأيام كأنها اللحظة..!! بالأمس كنتم هنا .. وها هو الأمس يعود بنا ليكرر نفسه الدرس في حياة عاشقي الأرض، هم زيتونها، وزيتها الذي لا ينضب.

الشهيد المجاهد صائب سيد خضر البطش احد فرسان وحدة الإسناد التابعة لسرايا القدس، ارتقى برفقة الشهيد المجاهد عيسى جنيد أثناء تأديتهما لواجبهما الجهادي في معركة البنيان المرصوص.

ميلاد فارس

والد الشهيد صائب البطش تحدث لـ« الإعلام الحربي » عن ميلاده ونشأته، قائلاً: « ولد صائب رحمه الله بتاريخ 24-6-1992م وتربى في كنف أسرة مجاهدة تعرف واجبها الديني والوطني. ودرس المرحلة الابتدائية في مدرس البلدة لينهي تعليمه الثانوي ليلتحق بقسم الصحافة بجامعة الازهر بغزة .

وأضاف الوالد بان الشهيد المجاهد صائب فقد امه وهو صغير حيث استشهدت جراء الحصار الذي فرضه الاحتلال على غزة منذ عام 2006 م . وكان صائب رحمه الله محبوبا ومتواضعا وكان مطيعا لأهله وذويه وكنا نعتمد عليه في كثير من الأمور وقضايا الحياة المختلفة.

وقال والد الشهيد أن صائب كان محافظا على الالتزام في المسجد منذ نعومة أظافره ، حيث التزم في مسجد الصديق القريب من سكناه، وحافظ على جلسات القرآن الكريم، والدروس الدعوية ، وبقي على هذا الالتزام حتى بلغ عمره خمسة عشر عاماً ، فكان على جاهزية تامة للالتحاق بالعمل الإسلامي والجهادي.

صائب الرسالي

من جانبه، تحدث عم الشهيد الشيخ خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن سماته وصفاته قائلاً: »تربى صائب في كنف أسرة مجاهدة وملتزمة تعرف واجبها الوطني والجهادي، وكان من الشباب المميزين في شتى المجالات ويشهد له الجميع بنبع الخير والوفاء والإخلاص« .

وأكد الشيخ البطش أن الشهيد صائب عرف حركة الجهاد الإسلامي وانتمى لها منذ صغره ولم يتعب أو يتحير في اختيار اتجاهه وتنظيمه الذي أوفى وأخلص له بأغلى ما يملك وجسد ذلك عندما قدم روحه ودمائه رخيصةً في معركة البنيان المرصوص في سبيل هذا المشروع الإسلامي الجهادي.

وأشار الشيخ خالد البطش إلى أن الشهيد صائب كان متسامحا ومطيعا لوالده وأعمامه والجميع شعر بالفراغ الذي تركه بعد استشهاده لما كان له مكانة عالية وبارزة بين أهله وذويه وأحبابه.

وعن لحظة تلقيه نبا استشهاد صائب، قال الشيخ البطش: »نظرا لشراسة الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال لم أكن موجودا بالمنزل ولكنني عندما سمعت نبا استشهاده نعم حزنت ولكنني اعرف بان الشهادة هي مطلبه واعرف بان الشهداء أحياء عند ربهم ونحن وأبنائنا وكل ما نملك فداء لهذا الدين وهذا الوطن.

درب الجهاد

عمه شهيد مع قوات التحرير عام 1979 م ووالدته شهيدة الحصار على غزة وأبناء عمه الشقيقين حمدي ووضاح البطش شهداء بسرايا القدس.. كل ما ذكر كان عاملاً ودافعاً في تشكيل شخصية الشهيد ورسم اتجاهه نحو الخيار الصوب « حركة الجهاد الإسلامي ».

أبو هادي احد رفاق درب الشهيد تحدث عن أهم الصفات التي تحلى بها الشهيد صائب البطش قائلاً: « عرف صائب فكر الايمان والوعي والثورة منذ نعموه اضفاره، فالتزم في مسجد الصديق لينهل منه فكر الشقاقي وليكون رجلا رسالياً وفي عام 2004 م التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي ليكون الابن المخلص لها وشارك في كافة فعالياتها وقد تسلم شهيدنا عدة مناصب في العمل السياسي ليكون أمير مسجد الصديق وأمير شعبة الشهيد محمد الندر بالإضافة الى عمله في الرابطة الإسلامية بجامعة الأزهر .

وبعد أن أثبت شهيدنا شجاعته وجرأته أمام قيادة السرايا بكتيبة الشهيد حسام أبو حبل تم تنظيمه في صفوف جنود سرايا القدس عام 2005 حيث خضع لعدة دورات تدريبية أهلته ليكون احد فرسان الوحدة المدفعية فيما بعد.

فارس الميدان

»أبو مصعب« احد مجاهدي وحدة الإسناد في »سرايا القدس« سرد لنا أبرز المحطات الجهادية للشهيد »صائب البطش« , حيث قال, كان شهيدنا من الشباب المكافح المعطاء الذي يعشق الشهادة في سبيل الله، و من أبرز الاعمال الجهادية للشهيد صائب، الرباط على الثغور والحراسة في سبيل الله و التصدي للاجتياحات الصهيونية لشمال قطاع غزة، وكان له دورا مهما في عمليات إطلاق القذائف والصواريخ خلال المعارك التي خاضتها سرايا القدس ( بشائر الانتصار ، السماء الزرقاء ، كسر الصمت، البنيان المرصوص) .

في نهاية حديثه, أكد »أبو مصعب« على أن السرايا ستواصل طريق الشهيد »صائب البطش" ولن تحيد عن نهج الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل تراب فلسطين الحبيبة من بحرها الى نهرها.

رحلة الخلود

خلال معركة البنيان المرصوص كان شهيدنا يوصل ليله بالنهار ليذيق العدو الصهيوني من حمم نيران قذائفه وصواريخه المباركة حيث أمضى الثلاثين يوما خلال المعركة الأخيرة التي استمرت 51 يوما وهو يضرب عدوه نيران الصواريخ الموجهة وقذائف الهاون، وفي تاريخ 3 / 8 / 2014 م كان موعده مع الشهادة بعن ان أطلقت طائرات الاحتلال عليه صواريخها ليرتقي شهيدا نحو علياء المجد والخلود برفقة الشهيد المجاهد عيسى جنيد.