خبر نتنياهو يعود الى التحريض- هآرتس

الساعة 10:13 ص|27 يناير 2015

نتنياهو يعود الى التحريض- هآرتس

بقلم: سافي رخلفسكي

 (المضمون: نتنياهو يعود الى التحريض ويتهم تسيبي لفني واسحق هرتسوغ بالخيانة ومعاداة الصهيونية، وعلى الشخصيات الجماهيرية أن تضع حدا لهذا التحريض كي لا تتكرر مأساة اسحق رابين - المصدر).

 

في هذه الايام لا توجد في اسرائيل حملة انتخابية، بل حملة ضد الديمقراطية. ومن يقود هذه الحملة هو رئيس الحكومة. بنيامين نتنياهو يقول مرارا وتكرارا في هذه الحملة إن حزب اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني – وهو الحزب الرائد في استطلاعات الرأي – يقول إنه « معسكر معادٍ للصهيونية ». لقد نشأ نتنياهو وتتلمذ لدى استاذ تاريخ، وهو يعيش على الكلمات، فاختيار الكلمات هنا ليس صدفة، وقد اختار نتنياهو كلمة معاد للصهيونية ولم يختر كلمة ما بعد صهيوني، بل اختار دائما كلمة معاد للصهيونية التي تعني الراغب في تصفية دولة اسرائيل أو « عدو اسرائيل »، أو كلمة « خائن »، وذلك يعني تحريض يقوده رئيس الحكومة وفحواه أن لفني وهرتسوغ خائنين.

 

إن الصمت واللامبالاة الجماهيرية والاعلامية غير مستوعبة في هذه المرحلة عندما يتم الادعاء بأننا استخلصنا العبر مما حدث قبل عقدين من الزمن، فالتحريض اليوم موجه الى محاربة في صفوف الموساد، تسيبي لفني، والى رائد في الوحدة المختارة في الجيش 8200، اسحق هرتسوغ. وهما ليسا الأولين اللذين يصبحان موضوعا للتحريض من قبل نتنياهو الذي يحاول تحويل منافسين وطنيين الى خونة. يوجد لاسحق هرتسوغ شخصية وطنية صهيونية مركزية، ولولا التحريض الموجه ضده والصمت الجماهيري لما كان بحاجة الى تفصيلها.

 

قائد كتيبة البلماح هرئيل الذي قُتل من جنوده أكثر من 400 وأصيب 500 بالجراح وبقي منهم 100 على قيد الحياة في حرب الاستقلال، حافظ على القدس كمدينة عبرية، وكذلك رئيس الاركان في حرب الايام الستة، وتحرير الحائط الغربي وتوحيد القدس، كل هذه الامور تُنسب الى اسحق رابين الذي قُتل بعد موجة التحريض الموجهة ضده التي قادها نتنياهو. وقد نجح في ذروة تلك الحملة في تحويل بطل صهيوني الى شخصية خائنة في نظر الآلاف ممن انصاعوا لتحريضه وهتفوا ضده هتافات حاقدة « خائن، خائن »، ورفعوا شعارات « بالنار والدم سنطرد اسحق رابين ».

 

وكانت الرصاصات الثلاث في ساحة المدينة هي التي وضعت حدا للديمقراطية المتهاوية. وكان يجب أن تضع هذه الرصاصات حدا لسيرة نتنياهو السياسية، وأن لا يُنتخب بعدها حتى للجنة بيت. ولولا التقليص الفضائحي لصلاحيات لجنة التحقيق في مقتل رابين حول فشل الحراسة ومنع التحقيق فيما أدى الى عملية القتل. لولا ذلك لكان يجب التحقيق في الجرائم الجنائية لمساعديه ومشاركيه من الحاخامات الداعمين لنتنياهو.

 

الى هذا كانت ستؤدي شهادات من أُرسلوا للصراخ في كل يوم الجمعية أمام منزل ليئا واسحق رابين: « سنقوم بشنقكم كما شُنق تشاوتشيسكو وموسوليني ». الذين قالوا إن من أرسلهم هو اليد اليمنى لنتنياهو، رئيس الشبيبة في الليكود. ومر ذلك بدون تحقيق، وحتى بدون ذلك كان يجب على الجمهور أن يرد في الانتخابات. ولكن ما حدث هو العكس حيث تحولت اسرائيل الى دولة وقف فيها المبدأ الحضاري الأساسي، « الجريمة والعقاب »، مقلوبا على رأسه. لا توجد مهمة أكثر أهمية لدى روبي ريفلين الآن وللشخصيات الجماهيرية في الدولة، أكثر من الانتباه للتحريض. فالصمت لم يعد ممكنا أمام الصخب الذي يثيره الصراخ « خونة ». وما كُشف عن الرحلة المخطط لها لنتنياهو الى الولايات المتحدة – التي ألغت خيار الاغلبية الحزبية للعقوبات على ايران التي يزعم نتنياهو أنها مهمة بالنسبة له – والحقيقة هي أن النضال ضد ايران بالنسبة لنتنياهو يمكن التضحية به مقابل بقاء سلطته كرئيس حكومة. ومن يتم اتهامه بالتشويش على هذه المهمة يعتبر خائنا. الآن يدعو نتنياهو اعضاء كتلته ويحثهم على أن يكونوا ابطالا وأن يهاجموا وسائل الاعلام.

 

في السلطة في اسرائيل مصدر التحريض ليس سناتور مثل جوزيف مكارثي، بل رئيس الحكومة نفسه. والسؤال هو من سيكون هنا « أدمورو » الذي يوقف تصيد « الخونة »، المكارثية التي دمرت امريكا. فهل ستقف الشخصيات الجماهيرية هنا لوقف هذا المحرض الوطني، وهل ستتصرف كـ « أدمورو » وطني اسرائيلي في 17 آذار؟.