خبر « صور » الشهيد المجاهد جمعة مطر: روعة الاستبسال في ساحات القتال

الساعة 02:56 م|26 يناير 2015

فلسطين اليوم

رائع ذلك الجسد المسجى.. ورائعة تلك الدماء التي تنزف بلا شح أو بخل.. وعطرة تلك الرائحة التي تملأ الأفق وتمتد.. وتمتد لتنتشر في كل الأرجاء.. ونحن وكلماتنا نقف حيارى عاجزين أمام عظمة الدم وأمام شموخ الرجال الذين يتسابقون إلى ربهم الكريم وكلهم أمل في إن يرضى عنهم.. يذهبون ثابتين واثقين مطمئنين.. فلكل هؤلاء التحية والإباء.. ولهم الدعاء بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جنانه.. اللهم آمين..

ميلاد فارس

والد الشهيد جمعة مطر تحدث لـ« الاعلام الحربي » عن بداية بزوغ فجره الاول، قائلا: « ولد نجلي جمعة رحمه الله في يوم العاشر من تشرين الثاني لعام 1987 م بمخيم النصيرات , بين أكناف أسرتنا الكريمة التي تعرف تعاليم الإسلام العظيم وواجبها اتجاه فلسطين الحبيبة ».

وذكر والد الشهيد مطر جمعة أن عائلتهم هجرت قصرا من مدينة بئر السبع عام 1948 م من قبل الاحتلال الصهيوني كباقي العائلات الفلسطينية المنكوبة واستقر بها المقام في مخيم النصيرات للاجئين , وتتكون أسرته من 6 أفراد خمسة من الذكور وواحدة من الإناث وكان ترتيب جمعة بينهم السادس.

ونشأ وترعرع شهيدنا جمعة مطر بين أزقة المخيم على حب الإسلام وفلسطين والجهاد, وتلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مخيم النصيرات حتى الثاني الثانوي, ولم يكمل دراسته بسبب ظروف الحياة الصعبة، وقد تزوج قبل أقل من عام من استشهاده وقد ترك زوجته حامل ولم يرى طفله الذي جاء على هذه الدنيا قبل شهور ليعيش يتيما ليحرمه العدو المجرم من حنان والده.

دماثة الخُلق

أبو محمود أحد أصدقاء الشهيد تحدث لـ« الاعلام الحربي » عن صفات وأخلاق الشهيد قائلا: « كان جمعة يمتاز بالهدوء والصمت والكتمان في حياته وعمله, ويمتاز بالأخلاق العالية الحميدة المستمدة من الإسلام ويعتبره كل من عرفه أنه من رواد مسجد الشهيد فتحي الشقاقي وكان حريصا على الصلوات الخمس منذ نعومة أظافره وخاصة صلاة الفجر , ومتفقد دائما للأرحام ومن مواهبه حب صيد الأسماك ».

وتحدث والد الشهيد عن علاقة جمعة بالعائلة وبأصدقائه، قائلاً : « كنت اعتبره الابن المدلل لأنه أصغر واحد بين إخوانه حيث كان الابن الهادئ المؤدب الخلوق المحبوب بين كل أفراد العائلة, وذلك لصمته وقلة كلامه والتزامه الديني والأخلاقي وحبه لمعاشرة الناس والجيران, وكان محبوب بين كل أصدقائه لالتزامه وتدينه وأخلاقه الحميدة وهذا جعل كل من يعرفه أن يحبه ويتقرب منه ».

درب الجهاد

انتمى شهيدنا الفارس جمعة مطر لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 2007 م , حيث انضم وانخرط في العمل ضمن جهاز الفعاليات التابع للحركة وشارك في الكثير من الفعاليات التي كانت تنظمها الحركة في المنطقة الوسطى و خارجها , وفي عام 2010 م تم اختيار الشهيد جمعة للعمل في سرايا القدس حيث اختير من بين الصفوف الأولى لصلاة الفجر في مسجد الشهيد فتحي الشقاقي, وأصبح شهيدنا جمعة أحد الجنود المجهولين في سرايا القدس حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية, وشارك في العديد من المهام العسكرية خلال مسيرته الجهادية ومنها الرباط على الثغور , وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه أراضينا المحتلة عام 48 وشارك في معركة السماء الزرقاء وكسر الصمت ولشدة صمته وكتمانه تم اختياره بأن يكون احد فرسان وحدة المدفعية التابعة لسرايا القدس التي أذاقت جنود العدو الويلات في معركة البنيان المرصوص بحمم قذائفها المباركة.

رحلة الخلود

في فجر يوم الخميس 21-8-2014 م كان جمعة على موعد مع الشهادة وذلك خلال تصديه للعدوان الصهيوني في معركة البنيان المرصوص , حيث خرج شهيدنا جمعة برفقة رفيق دربه في سرايا القدس الشهيد عمر أبو ندى لتنفيذ احدى المهمات الجهادية, وبعد الانتهاء من المهمة بنجاح تم استهدافهما من قبل طائرة استطلاع صهيونية حاقدة قرب منطقة أبراج النصيرات ليرتقي الشهيد جمعة مطر ورفيقه الشهيد عمر أبو ندى الى العلياء بجوار ربهم بعد رحلة جهادية طويلة معبدة بالتضحيات والبطولات والانتصارات .