خبر « صور » الشهيد عيسى جنيد: هدوء العابد وعنفوان المجاهد

الساعة 11:56 ص|26 يناير 2015

فلسطين اليوم

كــما لا يروي إلا الماء في البيداء بعد ظمأ... لا يروي قلوب الرفاق سوى ذكر الرفاق... ولأنهم خرقوا القلوب حباً... فالقلوب والهة إليهم سئمت طول الفراق ولا تلام إذا ما التاعت على الأحبة الراحلين واحترقت شوقا... وأي احتراقِ؟ على من عبدوا الدرب بالأرواح .. هدية قدموها بأطباق.. لوطن الأمجاد...

حديثنا اليوم عن الشهيد المجاهد عيسى محمد جنيد احد فرسان وحدة الإسناد التابعة لسرايا القدس والذي ارتقى للعلا شهيداً برفقة الشهيد صائب البطش بعد استهدافهما أثناء تأدية واجبهما الجهادي في معركة البنيان المرصوص بتاريخ 3/8/2014 شمال قطاع غزة.

بزوغ الفجر

والدة الشهيد عيسى جنيد تحدثت لـ« الإعلام الحربي » عن ميلاد ونشأة نجلها ، قائلةً:« ولد مهجة قلبي عيسى بتاريخ 15/ 7 / 1991م في بلدة جباليا البلد، وتربى تربيته الإسلامية في أحضان أسرته التي تعرف واجبها الديني والوطني مما انعكس على شخصيته وسلوكه المتدين، ودرس في مدارس بلدة جباليا لينهي تعليمه الثانوي ويلتحق بركب العمل ليساعد والده في إعالة الأسرة، وهو متزوج وله اثنين من الأبناء وهما أسامة ومحمد عيسى الذي رزقه الله إياه بعد استشهاده بستة شهور.

هادئ ومتواضع

وأضافت والدته الصابرة بأن الشهيد المجاهد عيسى جنيد ومنذ نعومة أظفاره تميز بالهدوء فكان هادئ حتى بعد أن كبر وكانت معاملته مع أهله وجيرانه معاملة طيبة وحسنة، حتى أصبح محبوباً من الجميع لحسن أخلاقه، وكان رحمه الله لا يرفض لأحد من الجيران طلب قط وكان يتمتع بشخصية هادئة ومتواضعة لله عزوجل.

آخر اللحظات

واستذكرت الأم الصابرة آخر لحظات رأت فيها نجلها الشهيد عيسى ، قائلةً: » كنت أريد الذهاب إلى بيت أهلي وطلبت من عيسى بان يأتي إلى البيت فقال لي غدا أن شاء الله سوف آتي إلى البيت ولكنه لم يأتي فذهبت إلى البيت الذي كان يجلس فيه وأخبرته بأني ذاهبة إلى بيت جدتك إن أردت الذهاب معي فلتأتي، فقال لي سوف اقضي مشوار وان شاء الله سألحق بكي وما هي الا لحظات قليلة وأنا عند بيت أهلي سمعنا صوت انفجار بعدها جاء ابن عمي وقال لي بأن صائب البطش قد استشهد وعلى الفور قلت له عيسى استشهد معه فانهمرت بالبكاء والحمد لله الذي اصطفاه شهيداً وأسأل الله تعالى أن يتقبله« .

من جانبه، أوضح والد الشهيد عيسى جنيد بأن نجله كان مطيعا له ولوالدته وكان لا يرفع صوته أمام والديه، مشيراً الى أن نجله عيسى التزم في مسجد خديجة بنت خويلد القريب من سكنه منذ نعومة أظافره.

افتخر بعمله بالسرايا

ونوه والده الصابر المحتسب الى انه لم يكن يمانع نجله عيسى من الالتحاق بصفوف سرايا القدس بل كان يفتخر بانضمامه لها وكان يحثه على الجهاد في سبيل الله ويشجعه على الالتزام في الندوات الدينية التي تقيمها حركة الجهاد الإسلامي.

إبراهيم شقيق الشهيد عيسى تحدث عن العلاقة التي تربطه به فقال: » لم يكن عيسى رحمه الله مجرد أخ في حياتي فحسب بل كان صديقاً وفياً وناصحاً أميناً لي ولم أكن اكتم عليه سراً بل كنت أصارحه بكل ما في قلبي ، وكان دائما يشعر بي وكنت أؤمنه على اسرار عملي وحياتي« .

فارس الجهاد الإسلامي

التحق شهيدنا المجاهد عيسى جنيد في صفوف حركة الجهاد الإسلامي عام 2005م، فكان من أبنائها المخلصين الذين يشاركون في المسيرات التي كانت تسيرها الحركة في الشمال، بالإضافة إلى حضور المهرجانات التي تقيمها الحركة، وشارك الشهيد في شتى أنشطة الحركة في بلدة جباليا البلد، وقد تسلم شهيدنا عضو لجنة شعبة الشهيد وضاح البطش، وفي عام 2008 م ، التحق الشهيد عيسى بصفوف سرايا القدس، وأصبح أحد المجاهدين الذي يرابطون على الثغور في سبيل الله عزوجل، ويدافعون عن الحدود الشرقية لبلدة جباليا من أي توغل صهيوني غادر.

أبو مصعب احد رفاق درب الشهيد عيسى جنيد تحدث لـ »الإعلام الحربي« عن الرحلة الجهادية للشهيد قائلاً: » منذ انضمام شهيدنا عيسى رحمه الله وهو يطلب من إخوانه في سرايا القدس الانضمام لركب المجاهدين لحبه الشديد للعمل الجهادي، وعلى الرغم من ذلك ونظراً لعلاقته الشديدة بالعديد من الشهداء الذين سبقوه وبعد إصراره الشديد تم اختياره ليكون أحد فرسان سرايا القدس وليلتحق بعد عدة دورات عسكرية خضع لها وتم ترشيحه ليكون احد فرسان وحدة الإسناد« .

وأشار المجاهد في سرايا القدس الى أن الشهيد عيسى له عدة بصمات في عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية وكان له الدور البارز في معركة البنيان المرصوص التي أبلى فيها بلاءً حسنا، كما يسجل له مشاركته إخوانه المرابطين في الرباط والحراسة في سبيل الله، ويسجل لشهيدنا عيسى صد العديد من الاجتياحات الصهيونية المتكررة للمناطق الشرقية لبلدة جباليا ».

رحلة الخلود

خلال معركة البنيان المرصوص، كان شهيدنا يواصل ليله بالنهار ليذيق العدو الصهيوني من حمم ناره وقذائفه المباركة حيث أمضى الثلاثين يوماً من المعركة وهو يصب عل عدوه حمم نيران صواريخه وقذائفه، وبتاريخ 3 / 8 / 2014م كان على موعد مع الشهادة بعد أن أذل عدوه حيث استهدفته طائرات الاحتلال الصهيوني أثناء تأديته واجبه الجهادي ليرتقي شهيداً برفقة رفيق دربه الشهيد المجاهد صائب البطش.