خبر هنيبعل" لنتنياهو- هآرتس

الساعة 10:31 ص|26 يناير 2015

هنيبعل« لنتنياهو- هآرتس

بقلم: أمير أورن

          (المضمون: محاولات نتنياهو الوصول الى الكونغرس الامريكي والقاء الخطاب أمامه تشبه الاجراء العسكري الذي يدعو الى قتل الجنود الأسرى مع خاطفيهم - المصدر).

          أحد ضباط جيش الدفاع الاسرائيلي غضب في الاسبوع الماضي على الانتقاد الموجه الى من صاغوا شهادة التقدير للجنود الذين »لم يفقدوا انضباطهم« في زمن الخطر وأدوا مهامهم بشكل جيد. إن اجراءً كهذا لم يحصل أبدا في نهاية أي معركة عسكرية أن قام أحد بالثناء الى هذه الدرجة على عدد كبير من الجنود والوحدات كما يحدث الآن.

          ذلك الضابط اهتم ايضا بالتشكيك في قصص البطولة والاوسمة والثناء، وروى قصة الرائد غاد رفان، وهو ضابط كان مسؤولا في 6 حزيران 1967 عن وحدة دبابات في معركة قرب جنين. وقام باقتحام واحتلال الهدف، وفي هذه الاثناء انفجرت الدبابة وقطعت يده وأصيب بحروق بالغة، لكنه لم يفقد انضباطه ونظم رجاله وسيطر على الوضع الى أن تم اخلاءهم من المكان، ومُنح على هذا العمل وسام البطولة الاكبر من بين الاوسمة. وهنا لا يوجد فرق بين بطولة وبطولة وبين تصرف معين وفقدان الانضباط.

          هذه مناورة جيدة في مجال الحديث عن المعارك والبطولات ولكنها تنطوي على المخاطر. وهناك من يفكر في معاينة المبررات المقدمة للاوسمة ويكتشف فيها أن جيش الدفاع الاسرائيلي قدّس عمليات الانتحار وقتل الجرحى الذين قد يسقطون في الأسر. إن أحد ابطال اسرائيل في حرب الاستقلال، قائد الوحدة زروفوفيل هروفيتش أُعطي وساما على تفجيره مدرعة بنفسه وبزملائه الجرحى بعد أن فقد كل احتمالات الانقاذ لمنع سقوطهم في أيدي العدو. وما زال مُخلدا في المعسكر الشمالي، لكن بدون أوسمة، الرائد بولين فريدمان الذي قتل الجرحى الذين كان يدافع عنهم وانتحر كي لا يسقطوا في الأسر. ومن هنا فان الجيش الاسرائيلي يمجد جنود وقادة فوضوا أنفسهم لقتل زملائهم كبديل لسقوطهم وتعذيبهم وموتهم في أيدي العدو.

          من ناحية عملية هذه هي الصيغة الاولى للاجراء المسمى »هنيبعل« الذي اشتق اسمه من الحرف الاول للمفهوم (مخطوف) ومفهوم مطارد ومفهوم مقتول حسب المضمون الموجود في تقرير الجيش الامريكي في حرب فيتنام، حيث فضلوا أسماء مشروبات مثل الويسكي الذي يعني الجرحى والويكل ويد الذي يعني القتلى. ومنذ الثمانينيات وما بعدها اختلفت المفاهيم حول قضايا مثل المفاوضات أو الابتزاز أو الفدية مقابل مخطوفين محتجزين كرهائن. ولكن هذا يعتبر نقاش آخر مماثل للخلافات حول الاحباطات المركزة التي يقوم بها الجيش. ومسموح للجيش أن يعرض مقاتليه للخطر وأن يحاول قتل أعدائه بدون قيود ما دام الحديث يدور عن جنود مجهولين. ولكن عندما يدور الحديث عن جنود لهم وجوه ولهم عائلات – هنا يتطلب الامر اجراءً آخر.

          إن جهود بنيامين نتنياهو في الايام الاخيرة لانقاذ سلطته المتهاوية بمساعدة الجمهوريين في الكونغرس تشبه ايضا اجراء »هنيبعل"، ولكن هنا المقصود براك اوباما وفقدان الانضباط الذي لم يثبت الى أي حد سيستمر. وذلك يشبه وصف آبا ايبان لضمير موشيه ديان النظيف الذي لم يستخدمه أبدا.

          الحملة اليائسة هي حملة غبية تدفع في النهاية اوباما الى التخلي عن نتنياهو، ومن خلال وثائق داخلية قديمة من عهد ادارة كارتر نشرت في هذا الاسبوع، تبين أن توصية عنصر الاتصال الخاص بالرئيس مع الطائفة اليهودية لتجاوز مماحكات مناحيم بيغن الذي كان يقيم المستوطنات على الرغم من عدم شرعيتها وتخلى عن المسيرة السياسية، هي توصية مناسبة للرئيس اوباما في هذه الايام، حيث أن هذه التهديدات هي تهديدات عبثية وليس فيها أي شيء لنتنياهو، واذا أصر نتنياهو على الوصول الى مؤتمر الايباك والقاء الخطاب في الكونغرس قبل اسبوعين من الانتخابات للكنيست فسيكون من واجب الادارة الامريكية أن تمنح شرف مساوي لاسحق هرتسوغ وتسيبي لفني، وفي هذا ما شير الى أن تهديدات نتنياهو فارغة من مضمونها.

          إزاء التحركات المتوترة لنتنياهو الذي يبحث عن السلطة ويفقد كل انضباطه في هذا المجال، فان كل اسرائيلي متردد ملزم بأن يصوت بناءً على السؤال اذا كان بيبي جيدا الى هذا الحد فما هو السيء.