خبر مترجم | الملك عبد الله خلف وعوداً من غير رصيد

الساعة 09:41 ص|25 يناير 2015

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

عبد الله ملك السعودية، الذي وافته المنية ليلة الخميس عن عمر ناهز الـ 90 عاماً، وعد بالكثير ولكنه لم ينجز إلا القليل، لقد ورث عن أخيه مملكة كانت منقسمة بين مجموعات أيديولوجية متخاصمة تعاني من البطالة والفساد وانعدام الأمن والإرهاب؛ ومع هذا كله تمتعت بالرخاء في مجال النفط، في محاولة لمعالجة هذه الأمور أجرى الملك عبد الله تغييرات أساسية على الاقتصاد، وانضم الى منظمة التجارة الدولية، وخصخص بعض الأفرع، لكن ذلك كله لم يفلح  في تحسين فرص الشباب الذين عانوا من النقص في أماكن العمل في الوقت الذي أصبح تشغيل النساء مشكلة لاهبة.

وبينما كان ما يزال عبد الله ولي العهد؛ دعاه السعوديون الى المبادرة بتغييرات في مختلف القضايا المتعلقة بالمجتمع والتعليم والاقتصاد وقضايا الشباب، كما وتعالت نداءات لإحداث تغيير راديكالي في النمط السياسي والانتقال من نظام الملك المطلق الى الملكية الدستورية.

 

دعاة الاصلاح طالبوا عبد الله بتجهيز مجموعة استشارية منتخبة بدلاً من مجلس الشورى، والتي تنضوي على 120 عضو يعينون في مناصبهم، ولقد رأي الكثير من المراقبين في موجة العرائض التي قدمها دعاة حقوق الانسان في 2003-2005 ربيعاً عربياً جديداً في الرياض سيقود السعودية لتصبح دولة مبنية على المؤسسات بدلاً من الأمراء، ولكن آمال دعاة الاصلاح تبعثرت عندما اعتقل وزير الداخلية الأمير نايف في العام 2004 الكثيرين من موقعي العرائض، وبعد مرور عدة شهور وعندما أصبح عبد الله ملكاً حرر المعتقلين ووعد بالعمل على محاربة الفساد  ومضاعفة المشاورات، ولكنه لم ينجح في وقف موجة الظلم التي اتخذها أخوه بحجة محاربة الإرهاب، وتم مصادرة جوازات عدد من النشطاء، بعد عجزه عن اجراء اصلاحات سياسية من الداخل؛ أسس عبد الله سمعته على تأثيره في السياسة الإقليمية، رغم ان المبادرة العربية للسلام التي قدمها هو قد فشلت.

مثل الكثير من الدكتاتوريين الآخرين الذين مضى زمانهم؛ قدم عبد الله نفسه كمروج لحقوق المرأة في محاولة يائسة لإثارة إعجاب الجماهير المتشككة في الداخل والخارج، لكن الكثير من الوعود ظلت من دون رصيد، والمشاريع التي قدمها في مجالات التطوير والجامعات الجديدة والمدن الصناعية التي أنشأها خلقت المزيد من خلافات الرأي أكثر من حلها للمشاكل الاقتصادية الحقيقية، ولكن عبد الله ربما كان الزعيم السعودي الأول الذي طلب الحصول على شرعية من نوع جديد مثل تلك التي تأتي من الشعب مباشرة، وليس فقط وحصراً من القانون الإلهي.

مثل زعماء عرب آخرين؛ تفاجأ عبد الله من انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في الـ 2011 وخشي من وصول المظاهرات الى مملكته، وخلال عدة أشهر استنسخ الشيعة شرقي البلاد أساليب المتظاهرين من خارج بلادهم وشرعوا في التظاهر داخل أحيائهم، وفي ظل حكمه اعتقل وسجن المئات من المطالبين بالإصلاح، والذين يقضون الآن فترات اعتقال طويلة، الملك الاصلاحي لم يفلح في التقدم ولو خطوة واحدة باتجاه الاصلاح السياسي.

 

السعودية في حقبة الملك عبد الله

- النساء: مكن النساء من الترشح للخدمات الجماهيرية، لكنه لم يحقق الآمال في تغييرات أبعد من ذلك، فالنساء لا تزال لا يستطعن الزواج أو فتح حساب في البنك دون إذن من آبائهن أو أزواجهن، ولا حتى قيادة السيارة.

- حقوق الانسان: في الأسابيع الأخيرة وجهت انتقادات دولية شديدة ضد نظام العقوبات في السعودية، الذي يتضمن الإعدام، والعقوبات الملكية وخصوصاً على المخالفات المتعلقة بازدراء الدين أو إهانة النظام الحاكم أو اللباس غير المحتشم.

- الاقتصاد: انضمت السعودية الى منظمة التجارة الدولية عام 2005، الاستثمارات الأجنبية في البلاد ارتفعت، وحول الملك أجزاء كبيرة من عائدات النفط لصالح البنى التحتية.

- محاربة الإرهاب: تعتبر السعودية شريكاً أساسياً في الحرب على داعش في سوريا والعراق، ولكن تثار الكثير من الأسئلة حول تقربها من تنظيمات إرهابية أخرى مثل القاعدة وتأييدها لها.

- الساحة الدولية: في حقبته تحولت السعودية الى الدولة العربية الأولى العضوة في (G-20)، حاربت الأسد وإيران ولم تتردد في قطع علاقاتها مع قطر كجزء من محاربتها للإخوان المسلمين.

- إسرائيل: ها هي المبادرة السعودية التي صدرت في العام 2002 من قبل جامعة الدول العربية وتضمنت إقامة دولة فلسطينية على حدود الـ 67 واتفاقيات سلام كاملة بين جميع الدول العربية وإسرائيل.

ربما جيد ان تكون ملكاً في منطقة أزاحت فيها الشعوب الرؤساء، ولكن عبد الله سيذكر بأنه نجى من موجة التغيير بمساعدة « الذهب الأسود »، وبفضل تقديم الهدايا والقمع؛ وبذلك ساهم في انسحاب وتراجع فرص الديمقراطية في العالم العربي.