خبر كذلك توجد عنصرية- هآرتس

الساعة 09:39 ص|24 يناير 2015

بقلم: ب. ميخائيلي

منذ الآن فان تمثيل الهوموفوبيا (روْع المثليين) مؤكد في الكنيست. الفيلم القصير الرافض لـ « البيت اليهودي » برهن على ذلك. الآن، لدى وضع افيحاي رونتسكي في المكان الـ 14 في القائمة، إنضمت العنصرية الى الهوموفوبيا. عنصرية قاسية، صريحة ودموية.

رغم أنه مرت سنوات منذ قيلت هذه الاقوال، ورغم أنها حظيت في حينه بصدى ليس قليلا، من المهم اعادة التذكير ثانية بجواهر العميد رونتسكي. حيث أنه يتوقع أن يصبح مُشرعا، حفظنا الله.

ومثله مثل العنصريين اليهود الاصوليين، فان رونتسكي يربط عنصريته بالشريعة اليهودية. ومن المجدي بالتالي أن نخصص بضع كلمات الى الشريعة.

 

          وبالفعل، لا توجد « شريعة ». توجد شرائع، الكثير منها. كومة كبيرة وفوضوية تماما. وفي هذه الفوضى يمكننا أن نجد كل شيء. تبريرا لكل شيء، تأكيدا لكل رأي، تأييدا لكل نزوة، تبريرا  لكل مقياس، سيئا كان أم حسنا.

 

          فمثلا من يريد فريضة « استيطان البلاد »؟ فليذهب الى الرمبان. أما من يعتقد أنه لا توجد فريضة كهذه؟ فليذهب الى الرمبام (أي الى حاخام آخر). وثالث يعتقد أن دولة اسرائيل هي ذيل حمار المسيح؟ فان الحاخام كوك سيؤكد له رأيه. واذا كان صاحبه مقتنعا أن اقامة الدولة اليهودية هي خطيئة فظيعة؟ فان الحاخام من ساتمر وأمثاله سيجدون له ما يبرر موقفه.

 

          وهكذا ايضا في مواضيع الدناسة والطهارة، الحلال والحرام، المسموح والممنوع، الدين والدولة، المقدس والملعون، اليسار واليمين، السبت وطعامه – كله « شريعة ». لهذا فان كل شخص يستند الى الشريعة في أقواله لا يشهد على الشريعة ولكنه يشهد على نفسه، على آرائه ورغباته ومزاياه وصفاته. الشريعة فقط توفر له الذرائع.

 

          سننتقل الآن الى عنصرية افيحاي رونتسكي. فيما يلي المثال الأبرز: حسب رأيه، هكذا أفتى، فانه في ايام السبت يجب أن نسمح للمرضى الأغيار أو الجرحى أن يموتوا. هكذا ببساطة. هم ليسوا يهودا؟ اذا فليموتوا: « حسب الشريعة، يُمنع خرق السبت من اجل انقاذ حياة شخص غير يهودي، حتى لو كان في وضع خطير... ».

 

          فقط اذا وجد هناك شهود من حولنا، أو وسائل اعلام، لا سمح الله، فان رونتسكي مستعد للمصادقة على انقاذ الشخص الذي هو من عرق أقل. ولكن « اذا لم يوجد حولنا شهود، فيجب التملص من معالجته (عدم اعطاء الفرصة لشخص آخر لمعالجته!)، وعدم معالجة غير اليهودي الجريح ».

 

          ولنتجسيد ذلك نقول: اذا ما جُرح قائد لواء جفعاتي، عوفر فنتر، فانهم يُدنسون له السبت الى أن يشفى. ولكن اذا جُرح قائد لواء جولاني، غسان عليان، فانهم يتركونه ينزف حتى الموت حتى انتهاء السبت.

 

          رونتسكي مقتنع حتى أنه محظور توليد أمهات لسن يهوديات في ايام السبت، وأن كل القواعد التي تتفاخر بها اليهودية – « أحب لأخيك ما تحب لنفسك »، و « لا تشمت بمصيبة أخيك » وما أشبه – هذه ايضا لليهود فقط وهي لا تسري على الأغيار، وهذا غيض من فيض.

 

          على المرء أن يكون عنصريا جدا من اجل أن يصبح مؤمنا متحمسا جدا في كل تفاصيل الشريعة. تلك التفاصيل التي تم تعديلها من قبل العديد من اليهود الجيدين. هنا وخصوصا بالنسبة لرونتسكي هناك زاويتان شرعيتان مظلمتان، بالتأكيد ستُغنيان حياته البرلمانية. يقول الرامبان: « الكافر بالتوراة شفويا (أي العلماني)، هو كباقي الكفار، ولا حاجة الى شهود ولا الى انذار ولا الى قضاة، ولكن كل من يقتل واحدا منهم فانه يكون قد نفذ فريضة كبيرة وأزال عقبة ». ايضا « الطاولة الممدودة » تسعى الى المساهمة بنصيبها في ذبح الكفار، « الكفار... كانوا درجوا في اسرائيل على ذبحهم. اذا كان في يده قوة لقتله بالسيف وبالرمح فانه يقتله ». جون الجهادي لم يكن قادرا على صياغة ذلك بصورة أفضل. بفارغ الصبر فانني أنتظر أن يتم تحويل تلك الفتاوى الشرعية هذه لقتل العلمانيين بالسيف الى « مشروعي قرارات لرونتسكي والبيت اليهودي ». وإلا ماذا، فهل لـ « بوكو حرام » مسموح فقط أن ينفذوا ارادة ربهم؟.