خبر الرقابة في خدمة الليكود -هآرتس

الساعة 10:04 ص|22 يناير 2015

الرقابة في خدمة الليكود -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

 لاحظ مراقبو الامم المتحدة يوم الاحد طائرتين غير مأهولتين، تجتازات الحدود من اسرائيل الى سوريا، وبعد وقت قصير من ذلك رأوا في الطرف السوري سحب دخان. فتبين أن الطائرتين هاجمتا قافلة من السيارات، وفي الهجوم قتل ضمن آخرين قادة حزب الله في الجولان وجنرال من الحرس الثوري الايراني. وأخذت اسرائيل على عاتقها المسؤولية عن العملية في بيانات لمحافل شبه رسمية: فقد اثنت الصحيفة الناطقة بلسان السلطة « اسرائيل اليوم » « العملية الدقيقة والمفاجئة لقواتنا »، وشبه اعتذار من « محفل أمني » عن اصابة الضابط الايراني، في وسيلة اعلامية أجنبية.

 

          وفضلا عن ذلك فقد تغلفت اسرائيل بستار من الغموض الرسمي، الذي تفرضه الرقابة العسكرية على وسائل الاعلام الاسرائيلية؛ فهذه ليست مخولة بان تنقل الى الجمهور تقريرا مصداقا وتضطر الى الاكتفاء بالاسئلة والاحجيات. فالغموض لا يخفي اي سر عن العدو: حزب الله وايران اعلنا بان اسرائيل قتلت رجالهما وهددا بالرد.

 

          وكلما اتضحت تفاصيل الحدث بدا ان فرض الرقابة العسكرية يستهدف المساعدة في حملة الليكود واخفاء حقيقة الحادثة في الجولان عن الجمهور. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون يسوقان نفسيهما للجمهور كمقاتلين مجربين ضد الارهاب. فالتعادل مخيب الامل الذي حققاه مع حماس في حملة « الجرف الصامد » كلفهما فقدان الدعم والمصوتين في صالح رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت. ويعرضهما بينيت كخرقتين باليتين فيما يعرض نفسه كمرشح حازم ومصمم لقيادة جهاز الامن. وأقوال نتنياهو ويعلون عن أنهما متزمنين ومسؤولين وممتنعين عن القرارات المتسرعة لم تلقى قبولا لدى الجمهور وكلفت الليكود خسارة مقاعد في الاستطلاعات.

 

          فهل الضائقة السياسية الحزبية هي التي دفعتهما لمغامرة خطيرة دفعت اسرائيل الى شفا المواجهة مع حزب الله وايران؟ وهل ارادا الاثبات بانهما جريئين بقدر لا يقل عن بينيت، الذي يهدد بسلب المقاعد من الليكود، والسلب من يعلون منصبه؟ واضح ان رئيس الوزراء ووزير الدفاع لم يبحثا لنفسيهما عن اهداف للهجوم؛ فقد تلقيا معلومات استخبارية، ورفعت خطة العمل لاقرارهما. فماذا كان موقف القيادة المهنية في الجيش؟ هل اعتقدوا هناك بان قتل جنرال ايراني وقادة متوسطين من حزب الله يستحق المخاطرة؟

 

          ان تهور نتنياهو ويعلون وهربهما من المسؤولية تحت رعاية الرقابة العسكرية يعزز فقط التقدير بانهما غير مناسبين لمنصبيهما. اما سير القيادة العسكرية على الخط مع المسؤولين السياسيين عنها وخوف زعماء المعارضة من اطلاق اصوات النقد « غير الوطنية » للعملية الاستعراضية في سوريا – فمقلقان بقدر لا يقل.