خبر ثلاثة عصافير بحجر واحد -يديعوت

الساعة 11:08 ص|20 يناير 2015

ثلاثة عصافير بحجر واحد -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

 

(المضمون: اذا كانت اسرائيل تعرف ماذا ومن هاجمت في هذه العملية فاننا نكون هنا امام مشكلة في التفكيرالاستراتيجي - المصدر).

 

أفرايم كيشون هو الذي ابتكر الجملة الوطنية المجهولة "عفوا ان انتصرنا. أما اليوم، ففي ذات البلاد الكيشونية اياها لا بد يعيش بضعة اشخاص ويقولون بينهم وبين أنفسهم: اخس، عفوا اننا نجحنا أكثر مما ينبغي. ما كان يفترض أن يكون احباطا لاحداث تكتيكية تحول ليصبح أزمة استراتيجية. والقبب الحديدية باتت تنتشر منذ الان في الشمال.

 

دون الكشف عن تلك الجهة المجهولة التي تقف خلف التصفية في سوريا، يمكن لنا أن نفترض بان حتى المخططين أنفسهم لم يحلموا بنجاح بهذا الحجم. فبصاروخين قضي على ثلاثة عصافير بضربة واحدة: اصيبت السيادة السورية، اصيب رمز حزب الله وصفي جنرال ايراني. كل محور الشر – ايران، سوريا وحزب الله – احتطف دفعة واحدة ضربة ونال اهانة علنية لاذعة.

 

لا غرو الى أنه يسترق الى القلب اشتباه معقول بان منفذي التصفية لم يعرفوا بالضبط كل من كان يجلس في القافلة التي تعرضت للهجوم. معقول انهم خططوا للمس بالقائد المحلي لحزب الله جهاد مغنية ومساعديه – ولكن ليس مؤكدا أبدا انهم كانوا يعرفون بيقين بانه كان يوجد في هذه العصبة ايضا ضابط ايراني كبير من الحرس الثوري. في واقع الامر، يمكن لنا أن نأمل الا يكونوا يعرفون: والا فان لدينا هنا مشكلة في التفكير الاستراتيجي.

 

لقد جرى أغلب الظن تخطيط لعملية تكتيكية على الحدود لاحباط عملية. اما النتيجة فكانت الحرج. وليست اسرائيل وحدها هي الصامتة بل كل وزارات الخارجية في العالم صامتة. وفي هذه الاثنا يتراجع الجميع ويدفنون رؤوسهم في الرمال، على أمل أن يمر هذا الحدث كيفما اتفق. واذا ما وقعت عاصفة ما – من جهة ايران، سوريا، حزب الله او ثلاثتهم معا – فيأملون ان تكون هذه قصيرة.

 

واضح تماما انه عندما تعلن ايران على الملأ عن ضحاياها، ويدفن جهاد مغنية في جنازة جماهيرية، فانه يوجد هنا اعداد ورسالة للرأي العام في الداخل وفي العالم: نحن نعتزم الرد. وعندها

 

فان كل اللاعبين يحشدون القوى ويدخلون في حالة تأهب: بما في ذلك الجيش اللبناني، قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان والجيش الاسرائيلي الذي يعزز قواته في الشمال.

 

ومع أنه قيل للسكان في الشمال ان واصلوا حياتكم العادية وابتعدوا عن الحدود، الا ان خلايا التأهب اعلنت عن بقائها في البلدات والابقاء على حالة التحفز. وتنسجم هذه التعليمات تماما مع آخر المنشورات – بما فيها المقابلة التي اعطاها نصرالله الاسبوع الماضي – حول خطط حزب الله لاحتلال بلدات في الجليل. وبالنسبة للجاليات اليهودية والمؤسسات الاسرائيلية في الخارج فانها متحفزة على اي حال منذ العملية في باريس. اما الان فهي اكثر تحفزا.

 

لقد فتح الاحباط المركز الذي نفذ أول امس في القنيطرة دملا اشكاليا آخذا في الانتفاخ في ست قرى في سفوح جبل الشيخ السوري. ولا تزال المنطقة تحت سيطرة النظام السوري، اما عمليا فهي تشكل معقلا لحزب الله على حدود اسرائيل. والطبخة التي اعدها اغلب الظن جهاد مغنية تضمنت ايضا اطلاق الصواريخ من هناك نحو اسرائيل. وبالمناسبة، فان ثلاث قرى من اصل القرى الستة هي قرى درزية ينشط فيها قائد آخر في حزب الله: سمير قنطار – ذاك المخرب اياه – ذاك المخرب من أصل درزي الذي تحرر من السجن الاسرائيلي في 2008. وينشغل قنطار في تجنيد الدروز لعمليات تخريبية على طول الجدار الحدودي مع اسرائيل.

 

هذه الزاوية، في سفوح جبل الشيخ، اصبحت منطقة استراتيجية من ناحية حزب الله: فمنذ تشرين الاول 2014 نشر معهد بحوث الاتصالات في الشرق الاوسط – ممري من صحيفة مقربة لحزب الله مقالا فصلت فيه المنظمة قائمة مصالحها. فحزب الله يؤمن بان اسرائيل تعيش ضغطا من السكان الدروز في اراضيها ممن يحثونها على التقدم نحو البلدات الدرزية في الجولان السوري، بذريعة الحماية في وجه المذبحة التي بانتظار الدروز على ايدي المنظمات الاسلامية. وتستند المنظمة الى تصريحات رئيس الاركان غانتس في اثناء زيارته لزعيم الطائفة الدرزية في اسرائيل موفق طريف، في شهر تشرين الاول، حين تعهد بالدفاع عن القرى في الجولان السوري. ويخشى حزب الله ان تكون السيطرة الاسرائيلية على القرى الدرزية في سفوح جبل الشيخ السوري هي جزء من خطة شاملة