خبر قصف قبل الانتخاب -هآرتس

الساعة 11:07 ص|20 يناير 2015

بقلم: أسرة التحرير

عمليات استعراض عسكرية تميز حملات الانتخابات في اسرائيل، ولا سيما عندما يكون حزب السلطة في ضائقة. والفرضية الخفية لزعماء الدولة هي ان الجمهور (اليهودي) يحب الانتصارات العسكرية السهلة، واستعراضات القوة كهذه يفترض أن تعزز صورة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وتقنع الناخبين بانهم ملزمون بابقائهما في منصبيهما.

 

الامثلة كثيرة وتتقاطع فيها الاحزاب: تصعيد عمليات الرد قبل انتخابات 1955؛ قصف المفاعل النووي العراقي في 1981؛ حملة عناقيد الغضب في لبنان في 1996؛ حملة الرصاص المصبوب في غزة في 2008؛ حملة عمود السحاب في غزة في 2012؛ واول أمس انضم الى القائمة هجوم المروحيات القتالية في سوريا « المنسوب الى اسرائيل ».

 

كل هذه العمليات تستدعي استعدادات مسبقة، جمعا للمعلومات الاستخبارية وتخطيطا عملياتيا، ومفهوم أنها تدار من هيئة الاركان العامة وليس من مقر الانتخابات. كما انه سيتوفر التفسير دوما في أن العدو هو الذي بدأ، وفي ان اسرائيل ترد فقط على الاستفزاز أو أنها منعت خطرا أكبر. ومع ذلك، يصعب على المرء الا يأخذ الانطباع بان السياسيين يميلون الى أخذ المخاطر واقرار العمليات العسكرية بسهولة أكبر، حين تظهر من الاستطلاعات صورة بشعة لمكانتهم في عيون الناخبين.

 

في المناسبة الحالية، فان التصفير الانفعالي على الاغتيال الناجح ضد جهاد مغنية يتناسب تماما مع أفلام « الهاتف الاحمر » و « الراشد في روضة الاطفال » التي يبثها رئيس الوزراء، وكفاح وزير الدفاع موشيه يعلون للبقاء في كرسيه. اما التغطية الممجوجة في ان « اسرائيل لم تأخذ المسؤولية عن القصف » فتبدو سخيفة أكثر من أي وقت مضى، حين يواصل نتنياهو ويعلون حملة الترويج لشخصيتيهما اثناء حرب الجرف الصامد: نحن المجربان والمسؤولان، القويان في مواجهة حماس

 

وحزب الله. اما الرسالة الخفية فهي أنه لن تكون لخصميهما اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني الشجاعة لاتخاذ مثل هذه القرارات.

 

واضح أنه لا يمكن الاثبات بان العملية في سوريا نبعت من اعتبارات انتخابية وليس من اعتبارات نقية للدفاع عن الدولة، ولكن القرائن على تأثير السياسة المحلية على الامن ثقيلة الوزن. وعليه، فقد حان الوقت لسياسة جديدة: الحذر الزائد قبل الانتخابات. وبدلا من أخذ المخاطرات، يفضل الامتناع عن الاعمال الاستعراضية « لاستعراض القوة » التي مشكوك من جدواها الاستراتيجية. نتنياهو ويعلون، اللذان قبل بضعة اشهر فقط تباها بضبط النفس، بالمسؤولية وبالتفكر في مواجهة الدعوات لاحتلال غزة واسقاط حماس، ينبغي لهما أن يطبقا على نفسيهما ذات المبادىء عندما تكون الانتخابات على الابواب ويتجاوزهما خصماهما من المعسكر الصهيوني في الاستطلاعات ايضا.