خبر ثمن الرفض -هآرتس

الساعة 10:08 ص|19 يناير 2015

ثمن الرفض -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

أثار قرار المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية الشروع بفحص ادعاءات الفلسطينيين، كما كان متوقعا، ردود فعل حادة في اسرائيل وفي الولايات المتحدة. فقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان عن أن هذا قرار سياسي مزدوج الاخلاق، هدفه المس بدولة اسرائيل. وقضت واشنطن من جهتها بان هذه « مفارقة مأساوية أن تكون اسرائيل، التي اطلق الاف الصواريخ على مواطنيها واحيائها، هي التي تحقق المحكمة معها »، والناطقة بلسان الخارجية الامريكية وعدت بان تواصل الولايات المتحدة معارضة الاعمال ضد اسرائيل في المحكمة الدولية، لانها لا تجدي المسيرة السلمية. كما أن صلاحيات المحكمة للبحث في طلب الفلسطينيين كان موضع شك لدى اسرائيل والولايات المتحدة، وذلك لانه حسب رأيهما، كيان هو دولة معترف بها وحدة فقط من يحق له التوجه الى المحكمة.

 

ولكن التخوف الاسرائيلي المركزي هو ان الفلسطينيين سيحققون بوسائل سياسية وقانونية ما لم ينجحوا في تحقيقه في مفاوضات سياسية. وحسب ردود فعلها يخيل وكأن اسرائيل كانت تفضل انتفاضة عنيفة على خطوة دولية. إذ مقابل المواجهة العسكرية، التي تكون فيها اسرائيل واثقة بان

 

يدها ستكون هي العليا، ففي المواجهة الدولية تكون مكانتها متساوية لمكانة الفلسطينيين. في هذا المجال من شأنها أن تفقد الاحتكار على ادارة المسيرة السياسية او كل بحث آخر يجري بينها وبين السلطة الفلسطينية.

 

لا ينبغي لاسرائيل أن تتفاجأ من التوجه الفلسطيني الى محكمة الجنايات. فالفلسطينيون أعلنوا على رأس الاشهاد عن نيتهم عمل ذلك، حتى قبل أن يتوجهوا الى الامم المتحدة بطلب الاعتراف بهم كدولة. والجبهة التي اختارها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمواجهة اسرائيل تعرض استراتيجية جديدة، سياسية وليست عسكرية، تمنح فلسطين مكانة متساوية القيمة مع مكانة دولة. لقد كان بوسع اسرائيل أن تمتنع عن فتح هذه الجبهة، لو أنها تمكنت من ان تتقدم بجدية في هذه المسيرة السلمية، بدلا من أن ترى فيها ازعاجا، فتعزز عباس، وتتعاطى معه كشريك مناسب وتستوفي التزاماتها تجاهه، بما فيها تحرير السجناء، والا تتخذ خطوات من جانب واحد كبناء المستوطنات.

 

ان صرخات الغضب التي تصدر الان من مكتب رئيس الوزراء، وتصريحات وزير الخارجية التي تدل على أنه لم يدرس المادة ذات الصلة، لا يمكنها أن تكون بديلا عن السياسة. فمعاقبة الفلسطينيين على كفاحهم السياسي لتحقيق حقوقهم من شأنها ان تكون خطوة اخرى في تدهور مكانة اسرائيل الدولية.