خبر يلعبون بالنار- يديعوت

الساعة 10:07 ص|19 يناير 2015

يلعبون بالنار- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: من قرر الهجوم في الجولان يلعب بالنار لان حزب الله قد لا يلتزم بسيناريو رد الفعل المعتدل الذي رسم منذ البداية - المصدر).

 

أحد ما القى بعود ثقاب الى برميل بارود والان ينتظر لان يرى إما أن ينفجر أم لا.

 

هذه مناورة خطيرة في الكيمياء العملية التي تنفذ عشية الاختبار النهائي. الانتخابات في اسرائيل. مروحية وصاروخان صفوا مجموعة نشطاء ارهاب لبنانيين وايرانيين في الجولان السوري – والان يسود تحفظ: هل سيرد حزب الله أم سيتجلد؟

 

لجنون اشعال النار هذا عدد من المشاركين. حزب الله، ينبغي الافتراض ان بمساعدة مباشرة من ايران وبتعليماتها كان يوشك على أن ينفذ سلسلة من العمليات ضد اسرائيل في هضبة الجولان على سبيل استئناف ميزان الردع في وجه الغارات المنسوبة لسلاح الجو.

 

لقد توصل الايرانيون والسوريون الى الاستنتاج بان اسرائيل لم تعد مردوعة في الجبهة السورية وتعمل بلا كوابح وعليه ينبغي اعادتها الى المسار من خلال حزب الله، او للدقة، من خلال جبهتها على الجولان. هذه الخلية التنظيمية، برئاسة جهاد مغنية، اتخذت لها موقعا في سلسلة من القرى، بعضها درزية، في الهضبة السورية. ولو خرجت العمليات الى حيز التنفيذ، لما كان بوسع اسرائيل أن تتجلد عليها، ولا سيما عشية الانتخابات. والصاروخان اللذان صفيا الفريق الذي خطط للعمليات سبقا ظاهرا المرض بالوقاية.

 

هذه العملية الجراحية قد تكون نجحت ولكن المريض – الوضع في الشمال – يتدهور فقط.

 

وعلى فرض أن التقارير من سوريا ومن لبنان صحيحة، فان جبهة الشمال تصل في هذه الساعات الى نقطة الغليان، التي قد تكون الاكثر تفجرا منذ اندلاع الحرب الاهلية في سوريا. بعد أربعة ايام من المقابلة الصحفية الوقحة التي قدمها الامين العام لحزب الله لشبكة الميدان اللبنانية – والتي هدد فيها اسرائيل بسلاح حديث، باحتلال اجزاء من الجليل وبرد « جبهة المقاومة » على الهجمات في سوريا – تلقي اسرائيل امام وجهه بالاصبع الوسطى: هاك، صفينا بعض كبار مسؤولي في سوريا، وهات لنراك الان ماذا ستفعل.

 

اسرائيل الرسمية تصمت على أمل ان يفضل الطرف الاخر ابتلاع القرص المرير. وكانت هذه المناورة نجحت مع السوريين، بعد قصف قوافل السلاح لحزب الله، ولكنها تنجح بقدر اقل مع منظمة نصرالله. والدليل هو أنه في اذار 2014 هاجم حزب الله دوريات للجيش الاسرائيلي قرب السياج في الجولان وفي هار دوف كرد على المس بعدد من كبار مسؤوليه. وبمعجزة فقط انتهى هذا بلا قتلى.

 

ما حصل أمس وكأنه اخذ من سيناريو مناورة عسكرية اسرائيلية يصف تصعيدا في الجبهة الشمالية. وهكذا يمكن ان يبدو مثل هذا السيناريو: اسرائيل تنفذ احباطا مركزا ضد مسؤولين كبار في حزب الله، بما فيهم شخصيات رمزية – أحد ما مثل ابن ضابط العمليات الاسطوري عماد مغنية. وعندها تبدأ لعبة الحرب: حزب الله يرد بالنار على الجولان، بعملية ضد قوات الجيش الاسرائيلي على الحدود اللبنانية أو الاسوأ من ذلك – باطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. والجيش الاسرائيلي كفيل بان يرد بشدة أو في رد رمزي يؤشر فيه بانه معني بانهاء جولة التصعيد هذه. غير أن السيناريو من شأنه أن يتدهور، والطرفان من شأنهما أن يجدا نفسيهما في « عناق قتالي » خلافا لمصلحتهما، في الحفاظ على الوضع الراهن. واضح للطرفين بان المواجهة ستحصل، والسؤال هو متى: هل هذه السنة، ام بعد أن تتضح الصورة في سوريا.

 

هذا السيناريو، الذي يجري فصله الاول امام ناظرينا، يجسد وجه الشبه الذي بين جبهة الجولان وبين جبهة غزة. تماما مثلما في غزة هنا أيضا: في الجانب الاخر لا يوجد جيش نظامي، لا توجد امم متحدة، لا يوجد لمن ترفع الشكوى، مثلما في غزة، في الجولان ايضا يوجد جدار فاصل وفرقة لوائية جديدة مع كتيبة جمع معلومات ووسائل رقابة. كما أن اساليب القتال في الشمال هي مثلما في غزة: احباطات مركزة، جهاد مغنية صفي بسلاح ذي توقع علني للمنفذ: مروحية قتالية أو طائرة اخرى.

 

ومع ذلك، يوجد فرق دراماتيكي بين غزة وبين الجولان وهو يكمن في قوة المواجهة. فالقوة التي جمعها حزب الله هي التي تجعل كل هذا الفرق. من قرر الهجوم أمس قدر على اي حال بان مصلحة حزب الله – الذي تمتد اضلاعه في كل الجبهات – هي أن يرد بشكل معتدل. قد يكون محقا وقد يكون لا. فالاستخبارات ليس علما دقيقا.