خبر لمن ياتي الهاتف الاحمر -هآرتس

الساعة 10:05 ص|19 يناير 2015

لمن ياتي الهاتف الاحمر -هآرتس

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: نتنياهو يلجأ الى التحريض وتشويه الاخرين وهو يعيش مخاوف فقدان السلطة، ومن اجل البقاء فهو مستعد للذهاب الى ما هو ابعد من التحرض- المصدر)

في سنة 1999 قبل فشله في الانتخابات تم الامساك ببنيامين نتياهو يهمس في اذن الحاخام خضوري « ناصر اليسار نسوا كيف يكونوا يهود ». وهذه الهمسه اثارت ضدة الكثير من الناس. وقد اذهلته الردود التي تلقاها بعد تلك الهمسة المشئومة، وتحول كطفل امسك متلبساً بالخطأ. وحتى الفترة الاخيرة كان يبدو انه استخلص العبر من تلك الحادثة.

لا توجد كلمة اعتاد نتنياهو تردادها اكثر من كلمة « تحريض ». تحريض التلاميذ في السلطة الفلسطينية ضدنا، التحريض في اوروبا ضد اليهود وضد الكنس، ولا يجوز الاستخفاف بتحذيراته، اذ انها تصدر من فم انسان مجرب في هذه المهنة، والذي كان سيحصل على شهادة امتياز في اي كلية للتحرض.

وهكذا، فان من رغب من كل قلبه انضمام حزب العمل الى حكومته- بسبب انه اراد التخلص من احزاب لبيد ونفتالي بينت الذين اتهمهم بالتآمر عليه. يدعي الان انه لا مجال للتعاون مع « المعسكر الصهيون » والذي هو قائمة لليسار المتطرف . هكذا اضحك اليسار.

ان الاجتماع المقلق لمن يحرض ولا يتعايش بسلام مع الحقيقة، ويتنكر لكل ما قام به في الماضي، اذا تعارض مع تطلعاته في الحاضر، انه مشكلة لنفسه وللجمهور. ان حزب العمل برئاسة

يتسحق هرتسوغ والذي يشمل شيلي يحيموفيتش وايتان كابل وعمر بارليف الذين حاول نتياهو احتوائهم في حكومته اليهودية الصهيونية عندما حاول جعلها اكثر اعتدالاً، فما الذي حصل في حزب العمل منذ ذلك الوقت؟ لا شيء، غالبية المنتخبين بقوا في اماكنهم، وتم ضم آخرين الذين هم جزء لا يتجزء من القائمة الجديدة.

لكن شيئاً اخر حدث، ولا يكاد يذكر على الاطلاق. فقد فهم نتنياهو انه موضع خلاف، وانه بالنسبة للكثيرين مبرر للفشل، وانه زعيم لا حاجة بهبعد، وفهم ايضاً انه وحزبه يعيشون حالة الافول المتواصل .

وقد اجتمع مؤخراً مستشارون امريكان واسرائيليين، واجملوا انه يجب اعادة تجنيد غالبية الدمدم القديم الذي يبث السموم ولربما يكون بامكانه وقف المسيرة. وبمعرفتهم ان العلامة هي لليسار، وانها تحظى بشعبية واسعة في مختلف الاوساط فاوصى المستشارون نتنياهو ان يستعمل كلمة يسار ومتطرف، وكلمة غير صهيوني باستمرار.

يتسحق هرتسوغ انسان ذكي، فقد عرف انه بانتخابه باسم « المعسكر الصهيوني » سيقلع عيون اؤلئك الذين تلقوا التفويض من رجال الدين ومن نتنياهو. عاد هرتسوغ الى المكان الذي سيغادره نتياهو ومن يفكر كيف بالامكان تحييد البعد عن الحقائق في كلام نتنياهو عن اليسار المتطرف.وها هم جميع اعضاء المعسكر الصهيوني يقفون خلف فكرة حل الدولتين.الامر الذي تعهد به نتنياهو ورفضه حزبه. بشكل واضح.

يوجد في البلاد يسار صهيوني اكثر اصراراً،ميرتس، ولكن هذا الحزب لا يعني نتنياهو لانه ليس البديل لقوته المتراجعة. لذلك فانه يفضل ان يذكر الهوية الفلسطينية التي تحدث عنها عضو حزب العمل زهير بهلول، وما ذا يريد نتنياهو هوان يهرب العرب من القائمة؟ 20 في المئة من مواطني الدولة لا يستطيعون الانخراط في حزب اسرائيلي.

عندما يعتقد نتنياهو ان ادب التحريض غير كافي، يتحول الى وسائل اخرى،مثل من سيرفع الهاتف الاحمر؟ لا اعلم. ولكني اعلم انه من المفضل ان لا يرفعه نتنياهو او بينيت.الصهاينة بعيون