“لقد فات أوان إقلاعي عن التدخين” لابد وأنك تفكر هكذا وأنت تسعل هذه السعلات المتتابعة وتكمل إشعال السيجارة التالية باستسلام، والإجابة هي لا،بالطبع ! فأنت لا تعرف المرونة المدهشة لجسمك، ولا تعرف أن عملية الشفاء لا تحتاج إلى شهور أو سنوات كي تظهر على حياتك، بل تظهر في أول عشرين دقيقة !
نقرأ هنا عن رحلة الشفاء العظيمة التي لا تعرفها، والتي تنتظر أن تبدأ بداخلك بعد عشرين دقيقة فقط إن جعلت هذه السيجارة هي الاخيرة.
الآن سوف ينخفض ضغط دمك ويهدأ نبضك، وسوف تشعر بالدفء يتصاعد في أطرافك.
سوف يختفي تنفس المدخنين السئ لديك، وسوف ينخفض أول أكسيد الكربون في دمك إلى الطبيعي، ويتصاعد الاوكسجين إلى الطبيعي أيضاً (لابد وأنك تتساءل الآن: أين سمعت بأول اكسيد الكربون هذا؟ أجل! إنه نفس عوادم السيارات التي تشيح بوجهك بسرعة ما إن تنطلق في الهواء)
رائع! لقد قل الآن تواً خطر حدوث نوبة قلبية لك.
الآن تستطيع أن تتذوق الطعام بشكل أفضل، فقد بدأت النهايات العصبية لديك تنمو مرة أخرى، وليس هذا فقط، بل تستطيع أيضاً أن تشم بشكل أفضل.
هنا تبدأ الآثار العظيمة في الحدوث، فسوف تتحسن دورتك الدموية، وتصبح قادراً على ممارسة المشي واستعادة تنفسك، ويبدأ دفع ثمن القرار أيضاً، المعرفة قوة، حين تعرف ما سيحدث لك سوف تستطيع أن تواجهه وتنتصر عليه، فهذه الفترة هي أشد الفترات في حدوث أعراض الانسحاب، وهنا عليك أن تساعد نفسك لقطع الشوط إلى آخره، وأن تهتم بما يدور في داخلك لتتعامل معه، فمثلاً إذا شعرت بالضيق خذ استراحة واخرج لشم الهواء النقي، إذا كنت جائعاً تناول وجبة خفيفة، فلابد أنك كمدخن اعتدت أن تهرع إلى السجائر حين يحدث أي شئ، أما كمقلع عن التدخين فسيكون عليك أن تتعامل مع الأمر دون تدمير لذاتك وصحتك.
سوف يقل سعالك وقصر التنفس عندك، كما ستخفف آلام احتقان جيوبك الأنفية، وفوق ذلك سوف تنمو ثانية الأهداب الرقيقة التي دمرها التدخين في رئتك وتعود لكنس الغبار والمواد الضارة والميكروبات خارجها.
لقد قل خطر حدوث مرض في شرايينك التاجية إلى نصف ما كنت عليه من سنة واحدة.
الآن يقل خطر حدوث النوبة القلبية لديك مثلما كنت تقريباً قبل أن تبدأ التدخين.
أخبار سارة ! فلقد قل خطر مهاجمة العديد من السرطانات لك، إذ قل تهديد سرطان الرئة وسرطان الفم والحنجرة والمرئ لديك إلى النصف، ليس هذا فقط، بل قل خطر حدوث سكتة دماغية تسبب شلل نصف جسدك أيضاً وتبقيك معاقاً طول حياتك إلى نصف ما كنت عليه قبل خمس سنين فقط.
كأنك لم تضع سيجارة واحدة في فمك من قبل ! فلقد أصبحت نسبة إصابتك بسرطان الرئة المميت مثل اي شخص لم يدخن في حياته، لقد تم استبدال الخلايا التي كانت على حافة التحول إلى خلايا سرطانية والنتهى الأمر.
أيضاً أصبح خطر حدوث مرض لشرايينك التاجية مثل أي شخص لم يدخن في حياته.
هذه ستكون صورة الخمس عشرة سنة القادمة من حياتك، لو قررت أن هذه السيجارة في يدك الآن هي الاخيرة، لم يفت الأوان أبداً.