خبر البرد و الظلام يعصفان بطلبة قطاع غزة في ظل الامتحانات

الساعة 08:48 م|14 يناير 2015

فلسطين اليوم

عبثاً يحاول الطالب خليل الشريف، 16 عاماً لملمة ما تبقى له من أوراق لإكمال دراسته، خلال امتحانات نهاية الفصل الأول من العام الدراسي 2014-2015، حيث يسابق الوقت بين كتاب و آخر عله يغتنم من المعلومات ما يستطيع، في ظل انقطاع الكهرباء المتواصل و برد الشتاء القارص.

الشريف عبر عن استياءه من استمرار انقطاع الكهرباء في هذه الأجواء الباردة، و في الوقت الذي يخوض فيه طلاب المدارس الغزية امتحانات نهاية الفصل، متسائلاً: « ألا يكفي ما ضاع منا من الوقت في أيام الإضرابات خلال الفصل الدراسي؟.

و أوضح في حديث لـــ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية بأن الوقت لم يكن كافياً خلال الأيام الماضية لإكمال دراسة المنهاج الدراسي، و أن أزمة الكهرباء و معها برودة الجو تؤثر سلباً على تحصيل الطلبة في الاختبارات، مشيراً إلى أن ساعات وصل الكهرباء القليلة لا تكفي لإنهاء كافة المنهاج الذي يزخر بالكثير من الدروس و المعلومات المهمة التي تحتاج لأجواء بعيدة عن الظلام و البرد.

و يعاني قطاع غزة من انقطاع لتيار الكهربائي لساعات طويلة، بسبب توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، جراء نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، حيث يصل معدل ساعات القطع إلى 18 ساعة يوميا، في وقت لا تتجاوز فيه ساعات الوصل 6 ساعات.

حال الشريف لا يختلف عن حال الطالبة شروق السيد،13 عاماً ، التي أشارت لمراسلتنا بأنها تحاول إنهاء دراستها خلال ساعات النهار و قبل حلول الظلام، مضيفة بأنها إن اضطرت للدراسة خلال ساعات الليل التي تغيب عنها الكهرباء في أغلب الأيام، فهي ستلجأ إلى الشموع التي تزعجنا و تشتت تركيزنا إلى جانب البرد الشديد.

و بنبرة غضب، حملت السيد المسؤولين في الحكومة المسؤولية عما يتعرض له الطلاب في قطاع غزة، و لا سيما في أوقات الاختبارات، داعية الجميع لتحمل مسؤولياته لإنهاء معاناة المواطنين.

ومع استمرار أزمة الكهرباء، و برودة الجو في هذا الشتاء يلجأ سكان قطاع غزة للبحث عن بدائل لإضاءة منازلهم من خلال بعض الشموع، أو اجهزة الشحن الصغيرة »الكشافات« و لإيجاد مصادر لتدفئة أبنائهم من خلال بعض الأغطية لعدم إمكانية تشغيل أجهزة التدفئة الكهربائية، حتى الأجهزة التي تعمل بالوقود » الغاز أو الكاز« لشح هذه المواد نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة.

سارة مونس، 45 عاماً، قالت بأنها تضطر خلال ساعات الليل للنهوض من النوم لكي تتفقد أبنائها الذين يسهرون لإنهاء دروسهم استعداداً لامتحاناتهم، خوفاً عليهم من البرد أو من أضواء الشموع التي سببت الحرائق لدى الكثير من البيوت في غزة، و راح ضحيتها الكثير من الأطفال.

و لفتت مونس إلى أن ساعات النهار في الشتاء قصيرة و لا تكفي لأبنائها حتى يكملوا جميع دروسهم، و لذلك يضطرون للمواصل في ساعات الليل، على ضوء شمعة، موضحة بأن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عائلتها لا تسمح بتركيب أجهزة شحن كهرباء في المنزل مثل »يو بي اس« أو خلافه.

و أكدت بأنها تنتظر بفارغ الصبر حتى ينهي أبنائها الاختبارات المدرسية حتى لا يحتاج أحد منهم للسهر في الظلام الدامس و في البرد الشديد.

و بدوره عبر الطالب حسين ابو مصطفى، 15 عاماً عن سخطه الشديد بسبب سوء الظروف التي يدرس فيها قائلاً: »على الرغم من أنني متفوق في دراستي خلال الأعوام الماضية، إلا إنني أجد صعوبة في الدراسة في هذه الأيام بسبب أزمة الكهرباء و البرد الشديد".

و أشار الى أنه حاول مراراً تغيير جدول دراسته ليناسب ساعات وصل الكهرباء، الا انه لم ينجح في ذلك بسبب قصر ساعات الوصل و تفاقم الازمة يوماً بعد الآخر.

و عبر عن أمله في أن تنتهي هذه الازمة مع بداية الفصل الدراسي القادم، و أن تنتهي هذه المعاناة التي يعانيها المواطنون في غزة على حد سواء.