خبر مقابر القدس ترفض المقدسيين وتقبل اليهود المهاجرين

الساعة 02:20 م|14 يناير 2015

فلسطين اليوم

في أقصى استغلال لأحداث فرنسا، اجتهد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والوكالة اليهودية من أجل دفن اليهود الذين قتلوا في فرنسا بالقدس، في خطوة جديدة على طريق « يهودية دولة »إسرائيل« ، ودلالة على أن وجود اليهود في فرنسا ما هو إلا وجود مؤقت.

ودُفن يوم أمس بالقدس أربعة يهود فرنسيين بعد أن قتلوا في الهجوم على متجر للأطعمة اليهودية في باريس، وشارك في المراسم آلاف المشيعين الفرنسيين والإسرائيليين، بينما قال نتنياهو إنهم أعيدوا إلى »وطنهم الحقيقي« .

دوليا، اعتبر كثيرون أن هذه الخطوة شكّلت إحراجا لفرنسا لإظهارها بأنها أقل قيمة بالنسبة لليهود الفرنسيين الحاصلين على كل الحقوق المدنية والسياسية، كما اعتبروا أن الخطاب المباشر الذي وجهه نتنياهو لليهود الفرنسيين بأن وطنهم ودولتهم بانتظارهم، يعتبر إهانة كبيرة للدول الأوروبية التي يعيش فيها حوالي مليون ونصف المليون يهودي.

محليا، أثارت هذه الخطوة غضب الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص، الذين تُنبش قبورهم بالقدس ويتم الاعتداء عليها بشكل مستمر من قبل السلطات الإسرائيلية، كما يُحرم كل مقدسي يعيش خارج المدينة من أن يدفن فيها، في المقابل يتم جلب مهاجرين أموات ويتم دفنهم بالمدينة.

أمر مرفوض

يقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري إن »خطوة نتنياهو بجلب القتلى اليهود ودفنهم بالقدس أمر مرفوض من الناحية السياسية، لأننا نرفض أصلا فكرة يهودية الدولة، ونقل الجثامين له دلالة سياسية يريد نتنياهو أن يرسخ من خلالها الادعاءات التي ينادي بها، فهي خطوة غير مسبوقة وتعد بمثابة عدوان مباشر على مدينة القدس« .

وأضاف صبري في حديثه للجزيرة نت أن رئيس وزراء إسرائيل استغل ما حصل في فرنسا استغلالا بشعا، وحاول أن يضرب الحركة الإسلامية في فلسطين بحجة محاربة الإرهاب، وإثبات أن القدس عاصمة لجميع اليهود رغم تحفظ فرنسا على نقل جثامين القتلى.

وحول الاعتداءات التي تتعرض لها المقابر الإسلامية بالقدس، أوضح صبري أنه تم نبش قبور الموتى في أكثر من خمسمائة مقبرة بفلسطين، وآخر الاعتداءات كانت في مقبرة مأمن الله بالقدس، والتي نُبشت وجرّفت بهدف إقامة ما يسمى »بمتحف التسامح« ، واصفا هذا المتحف بأنه »غير متسامح لأنه يقام على مقابر المسلمين وفيه الكثير من التزوير والخداع« .

كما كان لمقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الأقصى المبارك نصيب من الاعتداءات الأخيرة، وهو أمر مستنكر ومدان، حسبما يقول صبري.

استغلال للألم

وعن الرسالة السياسية التي أراد نتنياهو إيصالها من دفن مواطنين فرنسيين بالقدس، قال الناطق باسم الحركة الإسلامية زاهي نجيدات إن الخطوة هي استغلال لكل الحدث من قبل المؤسسة الإسرائيلية ممثلة في حكومتها، والتي تريد أن تجعل من البلاد وجهة ليهود العالم بعد فترة من القحط في ما يسمى »المهاجرين اليهود« ، وبالتالي هذا استغلال بشع لمأساة الآخرين.

وحول إمكانية نجاح إسرائيل في تصوير نفسها على أنها الملاذ الآمن ليهود العالم، قال نجيدات »يقول المثل تستطيع أن تخدع بعض الناس جزءا من الوقت لكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، فحتى وإن قدم بعض اليهود الفرنسيين ومكثوا فترة من الزمن، سرعان ما سيكتشفون كسابقيهم أن الدعاية الصهيونية هي دعاية مبالغ فيها على أقل تقدير إن لم يكن فيها من التزييف قدر هائل وكبير« .

وتابع »نتنياهو هو آخر من يحق له الحديث عن الإرهاب، فالمؤسسة الإسرائيلية بقيادته مارست إرهاب الدولة على الشعب الفلسطيني ولا تزال مأساة غزة ماثلة أمام العالم أجمع« .

ستبقى فلسطين

وعلى الصعيد الرسمي في ما يخص الخطوات الفلسطينية السياسية اللازمة لصد الاستغلال الإسرائيلي للأحداث التي وقعت بفرنسا، قال محافظ القدس عدنان الحسيني إن »العالم يرى ما يحصل بفلسطين من ظلم ومعاناة، ويرى أيضا تصرفات الدولة التي تدعي الديمقراطية بأنها بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبالتالي نحن نسير بمسار مزيد من الفضح حتى تأتي لحظة الحقيقة لتكون فلسطين لأصحابها« .

وعن المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتثبيت »يهودية الدولة« ، قال الحسيني »تاريخيا معروف أن هذه فلسطين وستبقى فلسطين بغض النظر عن المسميات التي تُطلق عليها، وقضية إحضار القتلى اليهود ودفنهم بالقدس هي خزعبلات إسرائيلية تنم عن توتر وتخبط وعدم قدرة على إدارة الأمور السياسية التي تعيشها الدولة العبرية« .

وأضاف »المحاولات للتلاعب بالألقاب والمصطلحات أمام العالم أصبحت لا تغير كثيرا، فقضية فلسطين واضحة، وهذه التصرفات لن تغير من حقيقتها ومن حقوقنا الوطنية".

كلمات دلالية