خبر فرنسيون ابناء دين موسى -يديعوت

الساعة 10:47 ص|14 يناير 2015

فرنسيون ابناء دين موسى -يديعوت

بقلم: يوسي شاين

(المضمون: حتى اليهود الليبراليين يعترفون بان الخوف من ارسال ابنائهم الى المدارس الحكومية يسيطر على حياتهم. يحتمل أن تكون اليهودية الليبرالية في فرنسا وصلت الى مرحلة الصمت- المصدر).

 

قسم كبير من يهود فرنسا يجتاز منذ سنين سياقات « الاسرلة » المتسارعة باللغة، بالثقافة وبالدين، في البيت وفي الطائفة. وهم يزورون البلاد بشكل دائم، واعون للسياسة الاسرائيلية، يستمتعون بالموسيقى وبالافلام الاسرائيلية بل ويقرأون الادب الاسرائيلي الذي اصبح محبوبا حقا في أوساط الناشرين الفرنسيين. وتبرز الاسرلة على نحو خاص في الكنس.

 

لقد زاد هذا السياق مخزون المهاجرين المحتملين، ولا سيما من اليهود التقليديين، من اصل مغربي في معظمهم. وسرعت النزعة المناهضة لاسرائيل، والتي تتصاعد في اوساط العرب واليساريين، وبالطبع الارهاب الاسلامي، سرعت هذه السياقات. فنحو 7 الاف يهودي هاجروا هذه السنة، ثلاثة اضعاف ما كان في 2012. وستؤدي المذبحة في المحل التجاري للحلال اليهودي في باريس على ما يبدو الى جلب الاف آخرين وعشرات الالاف غيرهم سيواصلون تنمية نمط حياة « بوينغ هجرة » – قدم في باريس او مارسيه واخرى في اسدود، نتانيا أو القدس.

 

لقد تبدد الحلم الفرنسي – الجمهوري بالنسبة للعديد من اليهود ليس فقط بسبب التواجد العربي – الاسلامي المتزايد الذي يترافق واللاسامية العنيفة، بل وايضا بسبب تحول اسرائيل لتصبح مركز جذب وتأثير على العالم اليهودي. اسرائيل هي اليوم مركز التجربة اليهودية في فرنسا وفي العالم بأسره. وظلها الكبير يجتذب اليهود للهجرة، بل وحتى منتقديها بين اليهود. ومثل المثقف البروفيسور دومينيك ماويزي، فانهم يحتاجون لاسرائيل كمصدر لهويتهم وانتمائهم القبلي.

 

الشرك الاكبر هو ليهود فرنسا الاكثر علمانية. فالكثيرون منهم لا يزالون يؤمنون بالقيم الكونية للجمهورية، وعلى رأسها عقيدة العلمانية. وهم يشددون على ان فرنسا، وليس اسرائيل هي وطنهم القومي. هناك بينهم اعضاء في جاليات « اليهودية التقدمية » على نمط الاصلاحيين والمحافظين في الولايات المتحدة، مثلما في الحي 15 في باريس، بقيادة الحاخامة الشابة دولفين اوبيلر. لقد تعلمت اوبيلير الطب في الجامعة العبرية وخولت للحاخامية للولايات المتحدة. وهي تتحدث العبرية بطلاقة وتحاول الدفع الى الامام برؤيا « تعدد الثقافات » الفرنسية في ظل التشديد على الحوار ما بين الاديان. ضيف شرف في كنيس اوبيلر في يوم الغفران الاخير كان الامام حسن شلغومي، الذي يهاجمه الاسلاميون المتطرفون.

 

وتشدد العمليات الارهابية الاخيرة من وضع اليهود الليبراليين مثل اوبيلر. بعضهم سيصبح صهيوني أكثر، ربما اكثر مما خطط له في الاصل بينما آخرون سيبتعدون او سيبحثون عن خيارات هجرة الى شمال امريكا واستراليا.

 

تترافق اللقاءات مع اليهود الليبراليين في فرنسا دوما بالحرج من مستقبل الجمهورية. فكبار السن يذكرون بحنين الفترة اللامعة في علاقات فرنسا – اسرائيل في الستينيات، بينما الشباب يشددون على الامكانيات الاقتصادية الكامنة في العولمة وفي اوروبا ما بعد الوطنية.

 

« لم تعد هناك مسألة يهودية في فرنسا »، تقول لي دومينيك شينفر. « توجد فقط مسألة فرنسية ». شينفر، جمهورية بكل عضو من اعضائها، كانت حتى وقت أخير مضى قاضية محكمة عليا في فرنسا. كما أنها معروفة ايضا كابنة المفكر اليهودي الشهير رمون أرون. شينفر هي رئيسة المتحف للتاريخ اليهودي، ولكنها لا ترى نفسها جزء من الجالية اليهودية. وبعض من احفادها كاثوليكيون.

 

ولكن شينفر تنتمي الى جيل منقرض. فعندما تتحدث عن « المسألة الفرنسية » فانها تقصد الفجوة الكبيرة بين الالتزام الرسمي لفرنسا بالمواطنة الكونية والثقافة العلمانية، وبين الواقع الصعب للعرقية الشرق اوسطية المتصاعدة والدينية الاسلامية المزعجة. شينفر تعارض الاسرائيلية المتعززة بين يهود فرنسا وتشدد على ان « اللاسامية الجديدة » تأتي فقط « من تحت »، بينما فرنسا الرسمية تعمل بلا كل او مل لحماية اليهود بل وتشجع الازدهار اليهودي الثقافي.

 

ان قول رئيس وزراء فرنسا انه « اذا غادر اليهود فرنسا ستفقد هويتها »، هو بالتأكيد قول أصيل. ولكن حتى اليهود الليبراليين يعترفون بان الخوف من ارسال ابنائهم الى المدارس الحكومية يسيطر على حياتهم. يحتمل أن تكون اليهودية الليبرالية في فرنسا وصلت الى مرحلة الصمت.