خبر جميعنا نتنياهو -هآرتس

الساعة 10:43 ص|14 يناير 2015

جميعنا نتنياهو -هآرتس

بقلم: كوبي نيف

(المضمون: الجدل الجاري في المجتمع الاسرائيلي وبين الاحزاب في هذه المرحلة يلقي بالمسؤولية عن كل شيء على نتنياهو، ولكن الحقيقة هي أننا جميعا لسنا أفضل منه وليس لدينا ما نقترحه لحل القضايا الجوهرية مثل غزة واللاجئين والتسوية السياسية - المصدر).

 

من فوق أكوام المقالات ومن تحت كل شجرة سياسية غير يانعة يصرخ الآن الجميع « هذا هو نتنياهو، هذا هو الذي يُخرب كل شيء، وكل شيء بسببه، فقط أزيحوا جانبا هذا النتنياهو، عن رئاسة الحكومة وهوب، كل شيء سينتظم، الاقتصاد سيزدهر والفقر سيهرب والعنصرية ستتلاشى والسلام سيتألق ».

 

ولكن أحقا؟ هل نتنياهو هو ممثل لكل ما هو غير جيد لنا؟.

 

إن جميع السياسيين في الماضي وفي الحاضر الذين يعلقون الآن فشلهم على دولة اسرائيل الخاصة بنتنياهو هذا، وقد كانوا هم أنفسهم أو رؤساء الحكومات (مثل اهود باراك)، أو وزراء كبار في حكومات نتنياهو (اهود باراك مثلا، تسيبي لفني ويئير لبيد)، أو وزراء كبار في حكومات اخرى (اهود باراك مثلا، عمير بيرتس، تسيبي لفني واهود اولمرت) – اذا لماذا عندما كنتم بأنفسكم في السلطة لم تقوموا بمثل هذه الامور التي يجب القيام بها الآن، ولماذا تتهمون نتنياهو بأنه لم يقم بما يجب القيام به؟.

 

لنأخذ مثلا ثلاث مشاكل جوهرية – غزة، الفلسطينيون واللاجئون.

 

جميعكم هنا (ايضا أنت بوجنكا، لا تختبيء من خلف السيدة لفني) فقد كنتم في حكومات شاركتم فيها في فترات معينة ولم تنسحبوا احتجاجا على حصار غزة ولا على عمليات متكررة ومتغيرة، مع أسماء كثيرة مشابهة لاسماء العمليات التي قام بها نتنياهو، التي كانت معدة لتدمير البنية التحتية وخلق ردع وكذا وكذا وكذا. والآن أنتم تجرؤون على فتح أفواهكم على نتنياهو وتتهمونه بأنه صفى الارهاب ولم يؤدِ الى تسوية. أنتم جميعا تصرفتم وتقترحون التصرف في المستقبل تماما كما يتصرف هو الآن. اذا ماذا تريدون من نتنياهو؟ إنه ليس هو، بل أنتم، بل نحن جميعا ليس لدينا ما نقترحه في موضوع غزة غير العملية العسكرية السنوية.

 

وما الذي منعكم في الحقيقة، ما الذي منعكم جميعا أن تتوصلوا الى تسوية مع الفلسطينيين، لماذا لم تتوصلوا الى تسوية عندما كان باراك وليس نتنياهو، عندما كان اولمرت، وليس نتنياهو رؤساء حكومات؟ هل نتنياهو هو الذي أعاق الاتفاق حينذاك، وبماذا تختلفون في اقتراحكم للفلسطينيين عما يعرضه نتنياهو عليهم؟ إنه هو وأنتم تتحدثون عن « دولتين »، ومن الناحية العملية تعرضون دولة واحدة وسجنين، واحد مغلق في غزة والثاني نصف مغلق في الضفة الغربية. أليس كذلك؟ هل يتجرأ أي منكم على استبدال نتنياهو والحديث عن اخلاء جميع المستوطنات؟ واطلاق سراح جميع الأسرى؟ من منكم يتجرأ على ذلك؟.

 

وفي موضوع اللاجئين – هل وزير الداخلية جدعون ساعر تصرف تجاههم أفضل من وزير الداخلية ايلي يشاي؟ بالتأكيد لا. اذا لماذا كُتاب المقالات يعتبرون يشاي شخصا ظلاميا ويدعون الى القائه الى مزبلة التاريخ، ربما ساعر يعتبر في نظركم وفي نظرنا جميعا يمينا ليبراليا ومرشحا شرعيا لرئاسة الحكومة؟ حيث في هذه البلاد « الظلامي » و« الليبرالي » ليست مسألة عمل أو فكرة. بل هي مسألة لون الجلد.

 

وأنتم، جميع الهرتسوغيين والليفنيين واللبيديين، أنتم هل لديكم خطة اخرى في موضوع اللاجئين غير سجنهم؟ هل نعترف بهم كلاجئين حسب المواثيق الدولية، أم نمنحهم الجنسية؟ لا

 

شيء، أنتم ويشاي وساعر ونتنياهو جميعكم نفس الشيء حتى في هذه القضية. ولكن نتنياهو كما هو مفهوم متهم بكل شيء، وكل شيء بسببه.

 

اذا لا. إنه ليس نتنياهو، إنه نحن، نحن جميعا.