خبر صحيفة « شارلي ايبدو » تتمسك بنهجها التحريري الصادم للمسلمين

الساعة 08:16 ص|14 يناير 2015

فلسطين اليوم

تمسكت صحيفة « شارلي ايبدو » الفرنسية الساخرة بنهجها التحريري الصادم للمسلمين بالإساءة للرسول الكريم معلنة « عدم التنازل بشيء للمتطرفين الذين يسعون لإسكاتنا ». ووعدت الصحيفة بعدد جديد تصدره اليوم يتضمن رسما كاريكاتوريا مسيئا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

واعتبرت دار الإفتاء المصرية أمس أن « هذا العدد من الصحيفة سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام ».

فعلى صفحتها الأولى تنشر « شارلي ايبدو » رسما كاريكاتوريا للنبي محمد يذرف دمعة حاملا لافتة كتب عليها « أنا شارلي » على غرار الملايين الذين تظاهروا الاحد دفاعا عن حرية التعبير. وكتب على أعلى الرسم بالعنوان العريض « كل شيء مغفور » في عبارة تهدف إلى التهدئة وتتناقض مع أسلوب الصحيفة الهزلي.

وسوف يصدر من العدد الجديد من الصحيفة ثلاثة ملايين نسخة مقابل 60 ألفا سابقا ويباع في 25 بلدا.

وقد تلقى الناشر سيلا من الطلبات في فرنسا والخارج ما جعله يقرر الاثنين الصدور بهذا الرقم الاستثنائي بـ3 ملايين نسخة بدل مليون نسخة كما كان مقررا.

وقال المحامي والناطق باسم الصحيفة ريشار مالكا بعد ظهر الاثنين إن رسوم النبي محمد وشخصيات اخرى من كل الديانات أمر عادي في الصحيفة منذ أعوام.

وقال « في كل عدد من شارلي ايبدو ومنذ 22 عاما لم يصدر أي عدد بدون رسوم كاريكاتورية للبابا وليسوع ولكهنة او حاخامات وأئمة ومحمد ».

واعتبرت دار الإفتاء المصرية في بيان أن « إقدام المجلة المسيئة على هذا الفعل هو استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام للنبي ».

وقالت دار الإفتاء المصرية إن « هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام، كما أن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه ».

واعتبرت أن هذا يشكل « تطورا خطيرا مناهضا للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان (...) كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم ».

ودانت دار الإفتاء « تزايد الاعتداءات التي تعرض لها بعض المساجد في فرنسا عقب العملية الإرهابية » معتبرة أن « تلك الأفعال ستعطي الفرصة للمتطرفين من الجانبين لتبادل أعمال العنف التي لن يذوق ويلاتها إلا الأبرياء ».

وتعرضت عدة مساجد لإطلاق نار وكتبت عليها عبارات عنصرية منذ الاعتداء على مجلة شارلي ايبدو الأربعاء الماضي وما تلاه من احتجاز رهائن الجمعة تبناهما إسلاميون.

وطالبت دار الإفتاء « الحكومة الفرنسية والأحزاب إعلان رفضها لهذا الفعل العنصري من قبل مجلة شارلي إيبدو، التي تعمل على إثارة الفتن الدينية والنعرات الطائفية وتعميق الكراهية والبغضاء ».

كما اتهمت دار الإفتاء الصحيفة الأسبوعية الساخرة بأنها « تؤجج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات، وتهدم الجهود التي تبذل لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب ».

ودعا الخبير في الشؤون الدولية حسين رشيد، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الغرب إلى تفهم حساسية المسلمين تجاه تصوير الرسول الكريم، وقال « وهذا من أهم ما يشغل أذهان المتطرفين الذين يحاولون استغلاله لصالحهم ».

وأكد الكاتب أن ''شارلي ايبدو'' تنشر مواد مليئة بالعنصرية، وتدعو للتطرف الفكري، مسلطا الضوء على، عدم أهمية محتوى رسومات وكاريكاتيرات المجلة، التي لا تستطيع اخفاء عنصريتها، وعدم احترامها للأقليات، سواء كانت تلك الرسوم حول المسلمين، أو السود، أو اليهود. وقال إن المجلة تحاول دائما إثبات وجود فروق بين الجميع، وتعزيز الشعور بالعنصرية.

وقال ''فرنسا البلد التي شرعت ارتداء الحجاب، العنصرية الدينية ما تزال تسيطر عليها، واتضح ذلك عند وصف رئيس الوزراء للأقليات بالحثالة''، مشيرا إلى أن تلك السياسة هي التي تتبعها شارلي ايبدو.

وعلى الرغم من العنصرية الواضحة في محتوى الصحيفة الفرنسية، إلا أنه لا يوجد أي تبرير منطقي للعنف المستخدم من قبل المتطرفين في فرنسا اليوم، بحسب الكاتب.

وختم  قائلا « إن ما يحدث الآن يسيء للإسلام والتاريخ الإسلامي ».

وبقي الهاجس الأمني مسيطراً على فرنسا، وتحديداً عاصمتها باريس، بعد الاعتداءات التي استهدفتها الأسبوع الماضي وأسفرت عن 17 قتيلاً، إذ أعلنت السلطات نشر حوالي 5 آلاف شرطي ودركي لحماية 717 مدرسة وأماكن عبادة يهودية، وأن 10 آلاف من عناصر الجيش تمركزوا بدءاً من أمس لضمان أمن « نقاط حساسة » تتضمن مؤسسات تعليمية وطبية وأماكن عبادة وإدارات عامة ومؤسسات إعلامية.

ولفتت مطالبة مرصد مكافحة « الإسلاموفوبيا » التابع للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة، بـ « تعزيز الرقابة على المساجد »، بعد تسجيل وزارة الداخلية أكثر من 50 عملاً مناهضاً للمسلمين في فرنسا، بينها 21 اعتداء بإطلاق نار أو إلقاء قنابل، و33 تهديداً عبر رسائل أو توجيه شتائم، منذ أن هاجم الشقيقان شريف وسعيد كواشي الأربعاء الماضي صحيفة « شارلي ايبدو ».

وفي وقت تستمر حملة مطاردة « شريك أو أكثر » لمنفذي اعتداءات باريس، أعلن رئيس الوزراء مانويل فالس أن 1400 فرنسي أو مقيم في البلاد رحلوا أو ايبدو رغبة في الرحيل للقتال في سورية والعراق، مع ترجيح مقتل 70 منهم. وقال: « إنها زيادة كبيرة في وقت قصير، إذ كان هؤلاء المشبوهون 30 حين توليت منصب وزير الداخلية منتصف 2012 ».

وكان اجتماع أمني في قصر الإليزيه ناقش مجموعة إجراءات قيد الدرس لتحديد سبل التضييق على أشخاص تربطهم صلات بأوساط أصولية وجهادية، وحول التدابير المواكبة لاعتقالهم للحيلولة دون تجنيدهم سجناء آخرين.

وانضمت الجزائر إلى التحقيق الذي فتح في فرنسا لتوضيح تحركات « خلية كواشي » وعلاقاتها، ويمتد إلى تركيا وسورية واليمن، في وقت دار جدل بين أنقرة ودمشق بعد اعتراف وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، أن حياة بومدين، زوجة الشريك الثالث في « خلية كواشي » أحمدي كوليبالي، دخلت سورية في 8 الشهر الحالي عبر تركيا، التي قدِمت إليها من مدريد في الثاني من الحالي.

وفي ألمانيا، نظمت حركة « بيغيدا » المناهضة للإسلام مسيرتها الأسبوعية في دريسدن الليلة قبل الماضية، فيما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أنها ستتصدر صفوف المشاركين في تظاهرة تنظمها جمعيات إسلامية بعنوان « اليوم من أجل ألمانيا منفتحة ومتسامحة »، أمام بوابة براندبورغ ببرلين.

وسينضم إلى مركل الرئيس الألماني يواكيم غوك ونائبها سيغمار غابريال ووزراء آخرون، بينهم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير.

وأمس دفن كيان الاحتلال الإسرائيلي اليهود الأربعة الذين قتلوا في هجوم باريس في القدس المحتلة.

وخلال مراسم التشييع، اعتبر رئيس الكيان رؤوفين ريفلين أنه من غير المقبول أن يشعر اليهود بالخوف حين يسيرون في شوارع أوروبا وهم يضعون إشارات تدل على انتمائهم الديني.