خبر نعم، المعسكر الصهيوني- هآرتس

الساعة 11:38 ص|13 يناير 2015

بقلم:نحميا شترسلر

(المضمون: سياسات اليمين تؤدي الى حل غير صهيوني وغير وطني الى حل الدولة الواحدة من النهر الى البحر « دولة جميع مواطنيها » التي هي وصفة حمقاء للحروب الاهلية الدائمة.على خلفية دينية ووطنية واقتصادية وثقافية. والبديل هو « المعسكر الصهيوني » الذي يسعى الى حل الدولتين - المصدر).

 

هل من الممكن ان تكون هناك اية علاقة بين ناتان شيرانسكي وكارل ماركس؟ بين المعارض الكبير للشيوعية وبين مبدعها؟ فالسياسة تستدعي شركاء غرباء الى سرير واحد.

 

بدأت أبحث في هذه العلاقة عندما سمعت اقوال رئيس الوكالة اليهودية يرد على دعوة بنيامين نتنياهو يهود فرنسا بالهجرة الى البلاد في اعقاب العملية في باريس. فقد قال نتنياهو ان « دولة اسرائيل هي الوطن » وسنساعدكم على الاستيعاب ونتلقاكم باذرع مفتوحة« . فما هو السيء في ذلك؟

 

شرانسكي لم يوافق. وقال: يجب ان لا ندعوهم للهجرة الآن »ويجب ان لا نرقص على الدم. ففي الخارج الكثير من التجمعات التي تخشى التفكك، ويجب ان نحافظ عليها قوية« .

 

وحينها فهمت بعمق المقولة الشهيرة لماركس: »الوجود المادي هو الذي يحدد الوعي« ، ها هو رئيس الوكالة اليهودية، الذي كان اسير صهيون، يرفض الهجرة. وهو ذلك الشخص الذي سجن في سيبيريا وهو يناضل من اجل حقه في الهجرة الى البلاد، ها هو يقول: اتركوا الصهيونية،

اتركوا الهجرة ابقوا في فرنسا، لان الوكالة اليهودية (التي قامت لتشجيع الهجرة) معنية بكم اكثر في الخارج. وهذا جيد لرجال الاعمال وجيد لجمع التبرعات. وماذا بالنسبة للصهيونية؟ لا داعي للعجلة، لربما تاتي في المستقبل.

 

قد يكون البعض نسي، ولكن احد الاسباب الاساسية لقيام دولة اسرائيل هي ايجاد ملجأ للشعب اليهودي. وقد صوتت دول العالم مع قرار التقسيم في نوفمبر 1947 بسبب شعورهم بالذنب تجاه الكارثة. وهاجر الصهاينة الى الدولة الصغيرة، الضعيفة والفقيرة، بسبب فهمهم ان هذا هو المكان الوحيد الذي يستطيعوا به العيش باحترام.بدون ان يناديهم احد بـ »اليهودي القذر« وبدون ان يخشوا المشي في الشارع وقبعة على رؤوسهم، او يقتلوا بسبب كونهم يهود. كما عبر عن ذلك بشكل جيد محرر »شارلي ايبدو« : »الموت وقوفاً على الرجلين افضل من الحياة ركوعاً على الركب« .

 

لذلك فانه من الغريب سماع مجموعات مختلفة في حزب العمل وخارجه مثل » حفل منظمات السلام« التي تقدم ادعاءات ليتسحق هرتسوغ وتسفي ليفني لدعوتهم الى الاتحاد بينهم »المعسكر الصهيوني« اي صهيوني؟ فهم يقولون ان هذا يستثني العرب.

 

ماذا يريدون بالضبط عن الادعاءات الهزلية لنفتالي بينت ونتنياهو التي تتهم اليسار بانه غير صهيوني وغير وطني؟ ما هو هدفهم من جلد هرتسوغ وليفني؟ لتقوم هنا مرة اخرى حكومة يمينية متطرفة؟

 

ان الاتحاد بين هرتسوغ وليفني هو في الحقيقة اتحاد بين تيارين مركزين في الصهيونية، التيار البيتاري الذي يؤمن بمباديء جابوتنسكي، والتيار الاشتراكي الديمقراطي الذي يؤمن بنظرية كتسنلسون. فصهيونيتهم ليست السلب والقهر. ان هرتسوغ وليفني يؤمنون بحل الدولتين.وان تبقى اسرائيل ملجأ للشعب اليهودي، بما فيهم يهود فرنسا ان رغبوا في ذلك. وان تواصل كونها

 

دولة صهيونية، يهودية وديقراطية.كما هو مكتوب في وثيقة الاستقلال. ان تمنح المساواة في الحقوق الكاملة لجميع مواطنيها العرب – ما عدا حق العودة.

 

والدولة الثانية تكون دولة الشعب الفلسطيني، التي تعيش بسلام الى جانب دولة اسرائيل، وتقرر لوحدها ماهيتها، وان تشرع لنفسها اذا ارادت قانون عودة فلسطيني. لذلك فان الاسم »المعسكر الصهيوني« لا يسبعد فقط عرب اسرائيل، بل يعطيهم الفرصة الوحيدة في تحقيق حل سياسي يحافظ على شعبهم وعلى كرامتهم .

 

ان اليمين الذي تملك الصهيونية الوطنية لنفسه يذهب فعلياً بالاتجاه المعاكس. فسياساته تؤدي الى حل غير صهيوني وغير وطني الى حل الدولة الواحدة من النهر الى البحر »دولة جميع مواطنيها« التي هي وصفة حمقاء للحروب الاهلية الدائمة.على خلفية دينية ووطنية واقتصادية وثقافية.

 

لذلك فان هرتسوغ وليفني قد اختاروا الاسم المناسب. وهو »المعسكر الصهيوني" الحقيقي. وشيرانسكي جدير بان يتذكر الاهداف الاساسية للوكالة اليهودية