خبر ليس كالرعد في يوم صافٍ- اسرائيل اليوم

الساعة 11:37 ص|13 يناير 2015

بقلم: البروفيسور نسيم دانا

(المضمون: أعداد المسلمين آخذة في التزايد في اوروبا وهي تتثقف وتربي أبناءها على العداء للمسيحية والكفار وتصبح قوة حاسمة في الحملات الانتخابية بينما يتشبث الاوروبيون بمبادئهم الديمقراطية التي تحترم حق الانسان في الاعتقاد والتعبير والحريات الشخصية - المصدر).

 

 

إن الاحداث الفظيعة التي جرت في باريس يمكن وصفها كما يلي: جهاديون مسلمون حاقدون قاموا بعمليتي ذبح فظيعتين الاولى قُتل فيها 12 شخصا في مكاتب صحيفة بسبب أنها مست بصورة النبي محمد في كاريكاتورات ساخرة. وفي العملية الثانية قتل اربعة يهود بسبب كونهم

 

يهودا في سوبرماركت لبيع الطعام الحلال. إلا أنه من المهم الوقوف على عمق هذه الامور وبدونها يصعب علينا أن نفهم الخلفية لما حدث.

 

إن عملية الأسلمة الجارية في اوروبا هي الآن في تصاعد، ومنذ الآن يوجد 20 مليون مسلم في دول القارة المختلفة، يوجد مدن يشكل فيها المسلمون حوالي 15 بالمئة وأكثر من اجمالي عدد السكان.

 

وللسكان المسلمين في اوروبا بضع خصائص: الاولى، الافكار الدينية الخاصة بها. وهي معروفة لنا جميعا تلك الصورة التي يقوم بها المسلمون باحتلال شوارع كاملة لغرض أداء صلواتهم وخصوصا صلاة يوم الجمعة التي يقوم بها أحد الخطباء بالقاء خطبة يوم الجمعة التي تُستغل لدعم العقيدة الايمانية وللتحريض ضد الاوساط الغير اسلامية. وعدد المساجد في مدن اوروبا التي تجري فيها الصلوات الاسلامية في كل يوم آخذ في الازدياد، وتعطى فيها الدروس الدينية بدون الرقابة على مضمونها. وفي أكثر من مرة تُسمع هنا اقوال تحريض ضد الصليبيين، أي: المسيحيون في اوروبا. والاوروبيون على براءتهم يلوحون بالقيم الديمقراطية ويحذرون من المس بطبيعة الحياة الاسلامية الى درجة الامتناع عن الدخول في الأحياء التي تسكنها اغلبية اسلامية. ومن المهم ايضا التأكيد على حقيقة أن القرآن الذي يعتبر في نظرهم الكتاب الذي يحتوي على الحكمة والانسانية والتركز في حفظه يعفيهم من أي تعليم آخر.

 

والمسار الثاني الذي يجب التأكيد عليه هو طبيعة الاشغال التي يعمل بها المسلمون في اوروبا. فجزء كبير منهم يعمل في اشغال يدوية بأجر منخفض: نادلون، بناؤون، أصحاب كراجات، نجارون وما أشبه. والسكان الاوروبيون يترفعون عن العمل في مثل هذه المهن التي ضاق بها الشباب الاوروبي ذرعا.

 

والمسار الثالث هو التكاثر الطبيعي العالي لهذه المجموعات السكانية، ففي مدن كثيرة في اوروبا يمكن ملاحظة أن المحليين يتميزون بالمتوسط بالجيل كبير السن. والتكاثر الطبيعي للاوروبيين

 

قريبا من أن يكون سلبيا. وليس صدفة أن أعلن الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر أحد القادة الروحانيين للمسلمين في مصر المعروف بصلاحيته الدينية في الشرق الاوسط أنه ليس بعيدا اليوم الذي سيتم احتلال اوروبا فيه من قبل المسلمين بدون استعمال البنادق.

 

صموئيل هنتغتون في كتابه « صدام الحضارات » يتنبأ بالحرب الباردة بين اوروبا والاسلام في اوروبا. وستُفهم اقواله بشكل أفضل عندما نحاول التعرف على مميزات الثقافتين: الثقافة الاوروبية يمكن تعريفها كثقافة غربية أو الثقافة المسيحية وهي تستند الى شعار الثورة الفرنسية: الحرية والمساواة التي تتمسك بمبدأ أنه يوجد لكل انسان الحق في الحياة كما يريد ما لم يمس الآخرين، ومبدأ عزل السلطات وحرية التعبير التي تتم حسب الانتخابات الديمقراطية والحكم الديمقراطي. والعالم الاسلامي الذي يعد اليوم خمسين دولة يتميز بأنه لا يوجد في أي منها نظام حكم ديمقراطي. ومن الناحية الاجتماعية الاقتصادية جميعها دول فقيرة ومتخلفة، واحيانا يكون حل ازماتها معبرا عنه بتقوية القيم القديمة للاسلام بفتاوى متشددة حسب قوانين القرآن.

 

ومن ناحية عملية، منذ أن وُلد الاسلام وهو في حرب مستمرة ضد كل العالم، حيث أن الله الذي أرسل محمد ليُعمم طريق الحق والاستقامة، الاسلام، من اجل فرضه على جميع الديانات. وفي مواجهة حقيقة أنه في عدة اماكن التي يدعو فيها القرآن المسلمين لمحاربة الكفار، يرد الاوروبيون ردا ضعيفا سواءً بسبب مصالحهم أو من خلال معتقداتهم البريئة أنه يجب الحفاظ على السلوك الديمقراطي، أو بسبب اعتبارات انتخابية، حيث أنه في اماكن كثيرة تحول المسلمون الى اوساط مسيطرة بامكانها أن تحسم في العمليات الانتخابية.