خبر جائزة للإرهاب- يديعوت

الساعة 10:39 ص|12 يناير 2015

جائزة للإرهاب- يديعوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: الكفاح الاوروبي ضد الاسلام المتزمت لن يحسم في مظاهرات /مهرجانات جماهيرية لطيفة وعديمة الغاية. سيحسم، اذا كان سيحسم، في المعركة على وعي جيل المهاجرين الشباب، في حرب استخبارية لا هوادة لها وفي احباطات مركزة - المصدر).

ألم تبالغوا؟ نعم بالغتم بل وبالغتم جدا.

عشرات رؤساء الدول، مئات من مصممي الرأي العام، الاف المبدعين من كل مجالات الثقافة، عشرات الاف الاكاديميين المفعمين بالايديولوجيا المتقدمة ومليونان ذوو نية طيبة من أرجاء اوروبا انطلقوا أمس الى شوارع باريس في مظاهرة احتجاجية عظمى. ولم تسجل اي منظمة ارهابية اسلامية لنفسها نجاحا اعلاميا عدديا كهذا.

 

معظم الزعماء (واغلبية الجماهير) جاءوا للاحتجاج، للتضامن والتظاهر. لان التظاهر هو الاكثر راحة. هذا لا يتطلب شيئا غير حذاء جيد، سترة شتائية ولفحة. والنتيجة العملية للمهرجان الجماهيري صفر، ولكن نتيجته من حيث الصورة واضحة: اعطاء زخم عالمي لعمل الفرع اليمني من منظمة القاعدة بخاصة وللقاعدة بعامة.

 

في نفس الاسبوع الذي قتل فيه ثلاثة من الاسلاميين 17 شخصا في باريس علم أن منظمة ارهابية اسلامية متزمتة اخرى ذبحت ما لا يقل عن الف رجل، امرأة وطفل في شمال نيجيريا. لم أرَ أحدا من المتظاهرين في ميدان الجمهورية رفع يافطة تقول: « انا شمال نيجيري ». ربع مليون سوري قتلوا في حرب أهلية لا نهاية لها، معظمهم من الاسد وجنوده. ولكن لا يذكرهم احد في المظاهرة في باريس. ناهيك عن الاستثناء المطلق للارهاب الفلسطيني من قائمة الاشرار الذين اجتمع المتظاهرون ضدهم. نتنياهو وأبو مازن وضعا كلاهما في الصف الاول من المسيرة، على مسافة محسوبة من الرئيس الفرنسي ومن المستشارة الالمانية. حقا، من اجل ماذا ينبغي ادخال رأس اوروبي معافى في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني المريض؟ ناهيك عن أنه حسب مبادىء السلامة السياسية، فان الارهاب الفلسطيني ليس ارهابا على الاطلاق. فهو وسيلة مشروعة في الكفاح ضد القمع. عفوا، والارهاب الاسلامي في باريس، أليس موجه ضد قمع المسلمين في فرنسا وفي اوروبا؟

 

ان الكفاح الاوروبي ضد الاسلام المتزمت لن يحسم في مظاهرات /مهرجانات جماهيرية لطيفة وعديمة الغاية. سيحسم، اذا كان سيحسم، في المعركة على وعي جيل المهاجرين الشباب، في

 

حرب استخبارية لا هوادة لها وفي احباطات مركزة. ولكن في كل خطابات زعماء فرنسا منذ العمليات الاجرامية لم يندرج الموقف العلني التالي: اعلموا، انتم الذين عمل المتظاهرون بالهامهم، دمكم في رقبتكم. سنجدكم وسنحاسبكم، واحدا واحدا. لن تفروا منا: مقاتلونا في الطريق اليكم.

 

هم ليسوا في الطريق، هم في المظاهرة في الشارع أو في حراسة المظاهرة أو في حراسة أنفسهم، اذا كانوا يرابطون في الاحياء الاسلامية من باريس.