خبر فليتجمدوا في حولوت- هآرتس

الساعة 10:36 ص|12 يناير 2015

بقلم: أسرة التحرير

اذا كانت حاجة الى تعبير آخر عن اللاانسانية التي تتخذها دولة اسرائيل تجاه طالبي اللجوء الذين يحتمون بها، او دليل آخر على أن منشأة حولوت « ليست منشأة اقامة ذات ادعاء وقدرة على تلبية احتياجات المقيمين فيها، بل سجنا يخضع المحبوسون فيه لتلاعبات سجانيه – فان عاصفة الحالة الجوية الاخيرة أحسنت في تجسيد ذلك.

في الوقت الذي اصطف فيه الناس في ارجاء البلاد على مقربة من وسائل التدفئة في محاولة لنيل الدفء وتدفئة بيوتهم، لن يسمح للمحبوسين في منشأة حولوت بادخال المدافىء الى غرفهم، واضطروا الى الاحتماء من البرد الاستثنائي بلف أنفسهم بطبقات من الملابس والبطانيات. وبقي الكثيرون منهم مستلقون في أسرتهم على مدار معظم ساعات اليوم في محاولة للحفاظ على حرارة أجسادهم. كل ذلك بسبب ادعاء مصلحة السجون، المسؤولة عن ادارة المنشأة بانه لا يمكن ادخال المدافىء الى الغرف خشية الحرائق وأن تحت تصرف المقيمين وضعت ايضا مناطق مدفأة. في اعقاب توجهات من منظمات حقوق الانسان ومن النائبين ميخائيل روزين ودوف حنين زود طالبو اللجوء بوسائل تدفئة رمزية كمخدات التدفئة، التي بصعوبة تمكنت من تخفيف ضائقتهم.

ومن داخل سياسة الاغتراب وانغلاق الحس العادية، التي تبديها الدولة تجاه هؤلاء الاشخاص، من الصعب أن نفهم كيف يمكن لبني البشر، بعد أن تبينت لهم معاناة جسدية كتلك التي كانت في منشأة حولوت في ايام البرد الا يحاولوا منعها، أو التخفيف منها. حتى لو كان طالبو اللجوء جديرين في نظر الدولة بان يحبسوا وان يعانوا من حرمانهم من الحرية، فان تركهم عرضة لبرد متطرف هو تعبير عن معاملة غير انسانية تجاههم.

هذا العار الاخلاقي تشارك فيه كل الخطوات التي تتخذها اسرائيل تجاه طالبي اللجوء. فحبسهم وحرمانهم من حريتهم، ملاحقتهم وتعليمهم بارقام في الاجراءات القانونية – كل هذا ينبع من نهج غير انساني، مرفوض ليس فقط من ناحية اخلاقية، بل وايض من ناحية دستورية مثلما قضت محكمة العدل العليا مرتين، برفضها قوانين دفعتها الحكومة الى الامام واساسها ملاحقة طالبي اللجوء والتنكيل بهم.

»حولوت« هي سجن اقيم في الخطيئة ويحرم الابرياء من حريتهم دون اجراء قانوني. طالبو اللجوء لا يعيشون فيها »في ظروف معيشية مناسبة" كما تدعي الحكومة. وأحداث العاصفة الاخيرة تثبت مرة اخرى الحاجة الى حل المنشأة وتحرير محبوسيها الـ 2.200 .